الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4341 139 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال: وهل بلغكم الخبر فقالوا: وما ذاك؟ قال: حرمت الخمر، قالوا: أهرق هذه القلال يا أنس، قال: فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "حرمت الخمر" ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وهو شيخ مسلم أيضا، وابن علية هو إسماعيل بن إبراهيم وعلية أمه. والحديث أخرجه مسلم في الأشربة، عن يحيى بن أيوب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "غير فضيخكم" الفضيخ بفتح الفاء وكسر الضاد المعجمة وفي آخره خاء معجمة، وهو شراب يتخذ من البسر وحده من غير أن تمسه النار، واشتقاقه من الفضخ وهو الكسر، وقال إبراهيم الحربي: الفضيخ أن يكسر البسر، ويصب عليه الماء، ويترك حتى يغلي. وقال أبو عبيد: هو ما فضخ من البسر من غير أن تمسه نار، فإن كان تمرا فهو خليط.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أبا طلحة" هو زيد بن سهل الأنصاري زوج أم أنس. قوله: "وفلانا وفلانا" وفي رواية مسلم من حديث عبد العزيز بن صهيب: "إني لقائم أسقيها أبا طلحة وأبا أيوب ورجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا إذ جاء رجل" الحديث. وفي رواية له من حديث قتادة، عن أنس قال: "كنت أسقي أبا دجانة ومعاذ بن جبل في رهط من الأنصار" وفي رواية أخرى له من حديث سليمان التيمي: حدثنا أنس بن مالك قال: "إني لقائم على الحي على عمومتي أسقيهم من فضيخ لهم وأنا أصغرهم سنا" الحديث. وفي رواية أخرى عن قتادة، عن أنس قال: "إني لأسقي أبا طلحة وأبا دجانة وسهيل بن بيضاء من مزادة" الحديث. وسيأتي في كتاب الأشربة من حديث أنس قال: "كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة وأبي بن كعب من فضيخ". الحديث.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إذ جاء رجل" كلمة إذ ظرف فيه معنى المفاجأة، والرجل لم يسم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أهرق" أمر من أهراق، وقيل: الصواب "أرق" لأن الهاء بدل من الهمزة فلا يجمع بينهما، ورد عليه بأن أهل اللغة أثبتته كذلك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "القلال" بالكسر، جمع قلة، وهي الجرة التي يقلها القوي من الرجال، والكوز اللطيف الذي تقله اليد ولا يثقل عليها.

                                                                                                                                                                                  وفي الحديث جواز العمل بخبر الواحد، وفيه أن الخمر كانت مباحة قبل التحريم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية