الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4344 142 - حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا ثابت، عن ( أنس) رضي الله عنه أن [ ص: 212 ] الخمر التي أهريقت الفضيخ، وزادني محمد عن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة فنزل تحريم الخمر، فأمر مناديا فنادى فقال أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت قال: فخرجت فقلت: هذا مناد ينادي ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي: اذهب فأهرقها قال: فجرت في سكك المدينة قال: وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ، فقال بعض القوم: قتل قوم وهي في بطونهم قال: فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي ولقبه عارم، والحديث مضى في المظالم في باب صب الخمر في الطريق، فإنه أخرجه هناك عن محمد بن عبد الرحمن، عن عفان، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الفضيخ" بالرفع; لأنه خبر أن.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وزادني محمد" أي: قال البخاري: زادني محمد فيه، وهو محمد بن سلام البيكندي، ولم يقع لفظ البيكندي إلا في رواية أبي ذر، وهو يعلم أن المراد بمحمد المذكور مجردا عن النسبة هو البيكندي، ولم يقف الكرماني على هذا، فقال محمد: قال الغساني: هو محمد بن يحيى الذهلي، وكذا لم يقف عليه بعض من كتب على مواضع من البخاري ممن عاصرناه، فقال القائل: وزادني هو الفربري، ومحمد هو البخاري. وهو ذهول جدا، وحاصل الكلام أن البخاري سمع هذا الحديث من أبي النعمان مختصرا، ومن محمد بن سلام، عن أبي النعمان مطولا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأمر" أي: النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فجرت" أي: سالت، وليس في هذا الحديث تعيين وقت التحريم، وقد روى أحمد وأبو يعلى من حديث تميم الداري أنه كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية خمر، فلما كان عام حرمت جاء براوية فقال: أشعرت أنها قد حرمت بعدك؟ قال: أفلا أبيعها وأنتفع بثمنها؟ فنهاه. انتهى. وكان إسلام تميم بعد الفتح.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية