الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6479 12 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثنا يزيد، عن أبي الخير، عن الصنابحي، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننتهب، ولا نعصي بالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 37 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 37 ] مطابقته للآية المذكورة في قوله: " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله " .

                                                                                                                                                                                  ويزيد من الزيادة هو ابن أبي حبيب ، وأبو الخير هو مرثد بن عبد الله ، والصنابحي بضم الصاد المهملة وتخفيف النون، وكسر الباء الموحدة، وبالحاء المهملة، نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر ، بطن من مراد، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة مصغر العسلة بالمهملتين، ابن عسل بن عسال .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في المناقب في باب وفود الأنصار ، أخرجه عن قتيبة ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير إلخ، ومضى في كتاب الإيمان في باب مجرد أخرجه عن أبي اليمان .

                                                                                                                                                                                  قوله: "بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم" يعني ليلة العقبة .

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا ننتهب" ويروى "ولا ننهب"، فالأول من الانتهاب، والثاني من النهب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا نعصي" أي في المعروف بالعين المهملة، وذكر ابن التين أنه روي بالقاف على ما يأتي، وذكره ابن قرقول بالعين والصاد المهملتين، وقال: كذا لأبي ذر ، والنسفي ، وابن السكن ، والأصيلي ، وعند القابسي ، "ولا نقضي" أي ولا نحكم بالجنة من قبلنا، وقال القاضي: الصواب العين كما في آية ولا يعصينك في معروف قوله: "بالجنة" على رواية العين والصاد المهملتين يتعلق بقوله: "بايعناه" أي بايعناه بالجنة، وعلى رواية القابسي يتعلق بقوله: "ولا نقضي".

                                                                                                                                                                                  قوله: "ذلك" إشارة أولا إلى التروك، وثانيا إلى الأفعال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإن غشينا" بفتح الغين المعجمة، وكسر الشين المعجمة، أي إن أصبنا شيئا من ذلك، وهو الإشارة إلى الأفعال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كان قضاء ذلك" أي حكمه إلى الله: إن شاء عاقب، وإن شاء عفا عنه .

                                                                                                                                                                                  وفيه دليل لأهل السنة على أن المعاصي لا يكفر بها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية