الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6526 7 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله. قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال [ ص: 82 ] فعرفت أنه الحق .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعقيل بضم العين: ابن خالد .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الزكاة عن أبي اليمان عن شعيب ، وسيجيء في الاعتصام عن قتيبة عن الليث ، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله " حتى يقولوا لا إله إلا الله " ، وفي رواية مسلم : من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه حرم دمه وماله .

                                                                                                                                                                                  قوله: "من فرق " بتشديد الراء وتخفيفها، والمراد بالفرق من أقر بالصلاة وأنكر الزكاة جاحدا أو مانعا مع الاعتراف .

                                                                                                                                                                                  قوله: " فإن الزكاة حق المال " يشير إلى دليل منع التفرقة التي ذكرها أن حق النفس الصلاة، وحق المال الزكاة، فمن صلى عصم نفسه، ومن زكى عصم ماله، فإن لم يصل قوتل على ترك الصلاة، ومن لم يزك أخذت الزكاة من ماله قهرا، وإن نصب الحرب لذلك قوتل.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عناقا " بفتح العين وتخفيف النون: الأنثى من ولد المعز، ووقع في رواية قتيبة عن الليث عند مسلم : عقالا، وفي رواية عبد الله بن صالح عن الليث : عناقا أصح، ويؤيده ما في رواية ذكرها أبو عبيد : لو منعوني جديا أذوط صغير الفك والذقن.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فعرفت " أي بالدليل الذي أقامه الصديق وغيره، إذ لا يجوز للمجتهد أن يقلد المجتهد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية