الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6701 62 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال سعيد بن المسيب: أخبرني أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. ورجاله عن قريب ذكروا. والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال سعيد بن المسيب " وفي رواية أبي نعيم ، عن سعيد بن المسيب .

                                                                                                                                                                                  قوله: " نار من أرض الحجاز " قال القرطبي في التذكرة: خرجت نار بالحجاز بالمدينة ، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة الثالث من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة، فسكنت، وظهرت النار بقريظة عند قاع التنعيم بطرف الحرة ، ترى في صور البلد العظيم، عليها سور محيط بها، عليه شراريف كشراريف الحصون، وأبراج ومآذن، ويرى رجال يقودونها، لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، [ ص: 213 ] ويخرج من مجموع ذلك نهر أحمر ونهر أزرق، له دوي كدوي الرعد، يأخذ الصخور والجبال بين يديه، وينتهي إلى محط الركب العراقي، فاجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم، وانتهت النار إلى قرب المدينة ، ومع ذلك فكان يأتي ببركة النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة نسيم بارد، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر، وانتهت إلى قرية من قرى اليمن ، فأحرقتها.

                                                                                                                                                                                  وقال بعض أصحابنا: لقد رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام من المدينة ، وسمعت أنها رئيت من مكة ، ومن جبال بصرى .

                                                                                                                                                                                  وقال النووي : تواتر العلم بخروج هذه النار عند جميع أهل الشام ، وقال أبو شامة في ذيل الروضتين: وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين كتب من المدينة فيها شرح أمر عظيم حدث بها، فيه تصديق لما في الصحيحين، فذكر هذا الحديث.

                                                                                                                                                                                  وفي بعض الكتب: ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة نار عظيمة، بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الأرض، وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أحد .

                                                                                                                                                                                  وفي كتاب آخر: سال منها واد مقداره أربعة فراسخ، وعرضه أربعة أميال، يجري على وجه الأرض، يخرج منها مهاد وجبال صغار.

                                                                                                                                                                                  وفي كتاب آخر: ظهر ضوؤها إلى أن رأوها من مكة .

                                                                                                                                                                                  قوله: " تضيء أعناق الإبل " تضيء فعل وفاعل، وأعناق الإبل مفعوله، وتضيء يأتي لازما ومتعديا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ببصرى " بضم الباء الموحدة وإسكان الصاد المهملة وبالراء مقصورا: مدينة معروفة، وهي مدينة حوران بينها وبين دمشق نحو ثلاث مراحل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية