الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1273 94 - حدثنا عياش قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16299عبد الأعلى قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد قال : وقال لي nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=651252العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال : انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : فيراهما جميعا ، وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين " .
مطابقته للترجمة في قوله ( إنه يسمع قرع نعالهم ) ( فإن قلت ) : في الترجمة خفق النعال فلا تطابق ( قلت ) : الخفق والقرع في [ ص: 143 ] المعنى سواء على أنه ورد في بعض طرق الحديث بلفظ الخفق ، وهو ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب في أثناء حديث طويل فيه ( وإنه ليسمع خفق نعالهم ) ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا نحو رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وقال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب يعني ابن عطاء ، عن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=651252إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم "
( ذكر رجاله )
وهم سبعة : الأول : عياش بفتح العين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف ، وفي آخره شين معجمة ابن الوليد الرقام مر في باب الجنب يخرج ، الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=16300عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي بالسين المهملة ، الثالث : nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة من الخلافة بالخاء المعجمة والفاء ابن خياط بالخاء المعجمة وتشديد الياء آخر الحروف ، الرابع : nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد من الزيادة ابن زريع بضم الزاي وقد مر غير مرة ، الخامس : nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، السادس : nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بن دعامة ، السابع : nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك .
( ذكر nindex.php?page=treesubj&link=29140لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع ، وفيه العنعنة في موضعين ، وفيه ساق حديثه مقرونا برواية nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة عن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع على لفظ nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة وهو معنى قوله : وقال لي nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة أي قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال لي nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة ، ومثل هذا إذا قال يكون قد أخذه عنه في المذاكرة غالبا ، ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الأصبهاني : إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة وعياش الرقام ، وفيه أن رواته كلهم بصريون
( ذكر من أخرجه غيره ) : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صفة النار قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17420يونس بن محمد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان بن عبد الرحمن ، ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : قال لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=651252إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال : يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : فيراهما جميعا " قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضراء إلى يوم يبعثون ) . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود فيه عن محمد بن سليمان الأنباري ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه عن أحمد بن أبي عبد الله الوراق مختصرا ومطولا ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يرفعه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=680771إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح غير فزع ولا مشغوب ثم يقال له : فيم كنت ؟ فيقول : كنت في الإسلام فيقال : ما هذا الرجل ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه ، فيقال له : هل رأيت الله ؟ فيقول : لا وما ينبغي لأحد أن يراه فيفرج له فرجة قبل النار ، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله ، ثم تفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال : هذا مقعدك ، ويقال له : على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ، ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشغوبا فيقال له : فيم كنت ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلته ، فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : انظر إلى ما صرفه الله عنك ، ثم تفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : هذا مقعدك ، على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى " . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=933739فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه ، وكان الصوم عن يمينه ، وكانت الزكاة عن يساره ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فأي جهة أتي منها يمنع ، فيقعد فتمثل له الشمس قد دنت للغروب فيقال له : ما تقول في هذا الرجل ؟ " الحديث مطولا ، وقال : صحيح ولم يخرجاه . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=663361إذا قبر الميت ، أو قال أحدكم ، أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : ما كان يقول ، هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، فإن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثلهم لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض : التئمي عليه فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حديث حسن غريب ، وفي الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني : ووصف الملكين أعينهما مثل [ ص: 144 ] قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : " nindex.php?page=hadith&LINKID=691751أتدرون فيمن أنزلت هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=124فإن له معيشة ضنكا هو عذاب الكافر في القبر يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين ؟ هو تسعة وتسعون حية ، لكل حية تسعة أرؤس ينفخن له ويلسعنه إلى يوم القيامة "
( ذكر معناه ) : قوله : ( العبد ) أي العبد المؤمن المخلص ، قوله : ( وتولى ) أي أعرض وذهب أصحابه وهو من باب تنازع العاملين ، وقال ابن التين : إنه كرر اللفظ والمعنى واحد ، ( قلت ) : لا نسلم أن المعنى واحد ; لأن التولي هو الإعراض ولا يستلزم الذهاب ، وقال بعضهم : رأيت أن لفظ تولى مضبوطا بخط معتمد على صيغة المجهول أي تولى أمره أي الميت ، ( قلت ) : لا يعتمد على هذا والمعنى ما ذكرناه ، قوله : ( قرع نعالهم ) أي نعال الناس الذين حول قبره من الذين باشروا دفنه وغيرهم ، وقرع النعال صوتها عند المشي ، والقرع في الأصل الضرب ، فكأن أصحاب النعال إذا ضربوا الأرض بها خرج منها صوت ، قوله : ( ملكان ) وهما المنكر والنكير كما فسر في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغيره ، وإنما سميا بهذا الاسم لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام ، بل لهما خلق بديع ، وليس في خلقتيهما أنس للناظرين إليهما ، جعلهما الله تكرمة للمؤمنين لتثبته وتبصره ، وهتكا لستر المنافق في البرزخ من قبل أن يبعث حتى يحل عليه العذاب ، وسميا أيضا فتانا القبر لأن في سؤالهما انتهارا وفي خلقهما صعوبة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي بسند ضعيف : ناكور وسيدهم رومان ، قوله : ( فأقعداه ) أي أجلساه ، قال الكرماني رحمه الله تعالى : وهما مترادفان ، وهذا يبطل قول من فرق بينهما بأن القعود هو عن القيام والجلوس عن الاضطجاع ، ( قلت ) : استعمال الإقعاد موضع الإجلاس لا يمنع الفرق المذكور ، قوله : ( في هذا الرجل محمد ) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقوله : ( محمد ) بالجر عطف بيان عن الرجل ويجوز أن يكون بدلا ( فإن قلت ) : هذه عبارة خشنة ليس فيها تعظيم ولا توقير ( قلت ) : قصد بها الامتحان للمسئول لئلا يتلقن تعظيمه عن عبارة القائل ، ثم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، قوله : ( فيقال ) : يحتمل أن يكون هذا القول من المنكر والنكير ، ويحتمل أن يكون من غيرهما من الملائكة ، قوله : ( فيراهما ) أي المقعدين اللذين أحدهما من الجنة والآخر من النار ، قوله : ( أو المنافق ) شك من الراوي والمراد بالمنافق الذي يقر بلسانه ولا يصدق بقلبه
وظاهر الكلام وهو قوله : ( لا أدري كنت أقول كما يقول الناس ) يشمل الكافر والمنافق ولكن الكافر لا يقول ذلك ، فيتعين المنافق كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، قوله : ( لا دريت ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : أي لا وقفت في مقامك هذا ولا في البيت ، قوله : ( ولا تليت ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : هكذا يرويه المحدثون وهو غلط والصواب ايتليت على وزن افتعلت من قولك : ما ألوته أي ما استطعته ، ويقال : لا آلو كذا أي لا أستطيعه ، ( قلت ) : وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : قولهم : لا دريت ولا ايتليت هو افتعلت من قولك ما ألوت هذا أي ما استطعته من ألا يألو أي قصر أو فلان لا يألوك نصحا فهو آل والمرأة آلية وجمعها أوال ، ويقال أيضا : ألى يؤلي تألية إذا قصر وأبطأ ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : قيل معناه لا تلوت يعني القرآن ، أي لم تدر ولم تتل ، أي لم تنتفع بدرايتك ولا بتلاوتك كما قال : ( فلا صدق ولا صلى ) قيل : معناه لا اتبعت الحق قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي ، وقيل : لا اتبعت ما تدري قاله nindex.php?page=showalam&ids=14986القزاز ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : تليت غلط والصواب أتليت بفتح الهمزة وسكون التاء يدعو عليه بأن تتلى إبله أي لا يكون لها أولاد تتلوها أي تتبعها ، وقال ابن سراج : هذا بعيد في دعاء الملكين للميت وأي مال له ، وقال القاضي : لعل nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري رأى أن هذا أصل هذا الدعاء ثم استعمل في غيره كما استعمل غيره من أدعية العرب ، انتهى .
( قلت ) : nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري لم يذكر الملكين ، وإنما بين الصواب من الخطأ في هذه المادة ، وقوله بأن لا تتلى إبله من أتليت الناقة إذا تلاها ولدها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : ومنه قولهم : لا دريت ولا أتليت يدعو عليه بأن لا تتلى إبله أي لا يكون لها أولاد ، وتلو الناقة ولدها الذي يتلوها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : لا دريت ولا تليت ، أصله ولا تلوت فقلبت الواو ياء لازدواج الكلام، ( قلت ) : هذا أصوب من كل ما ذكروه في هذا الباب ، والدليل عليه أن هذه اللفظة جاءت هكذا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء في مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ( لا دريت ولا تلوت ) أي لم تتل القرآن فلم تنتفع بدرايتك ولا تلاوتك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معناه ولا اتبعت الناس بأن تقول شيئا يقولونه ، وقيل : لا قرأت فقلبت الواو ياء للمزاوجة أي ما علمت بنفسك بالاستدلال ولا اتبعت العلماء بالتقليد [ ص: 145 ] وقراءة الكتب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : الكلمة من ذوات الواو لأنها من تلاوة القرآن لكنه لما كان مع دريت تكلم بالياء ليزدوج الكلام ، ومعناه الدعاء عليه أي لا كنت داريا ولا تاليا ، قوله : ( ثم يضرب ) على صيغة المجهول أي الميت ، قوله : ( بمطرقة ) بكسر الميم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : طرق النجاد الصوف يطرقه طرقا إذا ضربه ، والقضيب الذي يضرب به يسمى مطرقة ، وكذلك مطرقة الحداد ، قوله : ( من حديد ) يجوز فيه الوجهان أحدهما : أن يكون صفة لموصوف محذوف أي من ضارب حديد أي قوي شديد الغضب ، والآخر : أن يكون صفة لمطرقة فعلى هذا تكون كلمة من بيانية ثم إن الظاهر أن الضارب غير المنكر والنكير ولكن يحتمل أن يكون أحدهما ويحتمل أن يكون غيرهما ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في سننه ما يدل على جواز الوجهين ، الأول : ما رواه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=676050خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا وإنه يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له : يا هذا من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ قال هناد : ويأتيه ملكان ويجلسانه " الحديث ، وفيه : " ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا ، قال : فيضربه بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا ثم يعاد فيه الروح " فهذا يدل صريحا على أن الضارب غير المنكر والنكير ، والثاني : ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود " عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتا ففزع فقال : من أصحاب هذه القبور ؟ قالوا : يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية " الحديث بطوله ، وفيه : " فيقول له : ما كنت تعبد فيقول له : لا أدري فيقول : لا دريت ولا تليت فقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : كنت أقول ما يقول الناس ، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين " فهذا يدل صريحا على أن الضارب هو الملك الذي يسأله ، وهو إما المنكر أو النكير . ( فإن قلت ) : كيف وجه جمع الوجهين ؟ ( قلت ) : يحتمل أن يكون الضرب متعددا مرة من أحد الملكين ومرة من الأعمى الأبكم ، وكل هذا في حق الكفار فافهم ، قوله : ( من يليه ) أي من يلي الميت ؟ قيل : المراد به الملائكة الذين تكون فتنته ومساءلته ، قوله : ( إلا الثقلين ) أي غير الثقلين وهما الإنس والجن وسميا به لثقلهما على الأرض ( فإن قلت ) : ما الحكمة في منع الثقلين من سماع صيحة ذاك المعذب بمطرقة الحديد ؟ ( قلت ) : لو سمعا لارتفع الابتلاء وصار الإيمان ضروريا ولأعرضوا عن التدابير والصنائع ونحوهما مما يتوقف عليه بقاؤهما ، ( فإن قلت ) : من للعقلاء فانحصر السماع على الملائكة ( قلت ) : نعم ، وقيل : المراد منه العقلاء وغيرهم وغلب جانب العقل وهذا أظهر ، وقيل : المراد بمن يليه أعم من الملائكة الذين تكون فتنته وغيرهم من الثقلين وإنما منعت الجن هذه النصيحة ولم يمنع سماع كلام الميت إذا حمل وقال : قدموني قدموني ، لأن كلام الميت حين يحمل إلى قبره في حكم الدنيا ، وليس فيه شيء من الجزاء والعقوبة لأن الجزاء لا يكون إلا في الآخرة ، وإنما كلامه اعتبار لمن سمعه وموعظة فأسمعه الله الجن لأنه جعل فيهم قوة يثبتون بها عند سماعه ولا يصعقون بخلاف الإنسان الذي كان يصعق لو سمعه ، وصيحة الميت في القبر عند فتنته هي عقوبة وجزاء فدخلت في حكم الآخرة فمنع الله تعالى الثقلين اللذين هما في دار الدنيا سماع عقوبته وجزائه في الآخرة وأسمعه سائر خلقه .
( ذكر ما يستفاد منه )
فيه إثبات nindex.php?page=treesubj&link=32925عذاب القبر وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، وأنكر ذلك ضرار بن عمرو وبشر المريسي وأكثر المتأخرين من المعتزلة ، واحتجوا في ذلك بقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى أي لا يذوقون في الجنة موتا سوى الموتة الأولى ، ولو صاروا أحياء في القبور لذاقوا مرتين لا موتة واحدة ، وبقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22وما أنت بمسمع من في القبور فإن الغرض من سياق الآية تشبيه الكفرة بأهل القبور في عدم الإسماع ، وقالوا : أما من جهة العقل فإنا نرى شخصا يصلب ويبقى مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه ولا نشاهد فيه إحياء ومساءلة ، والقول لهم بهما مع المشاهدة سفسطة ظاهرة وأبلغ منه من أكلته السباع والطيور وتفرقت أجزاؤه في بطونها وحواصلها ، وأبلغ منه من أحرق حتى يفتت وذري أجزاؤه المفتتة في الرياح العاصفة شمالا وجنوبا وقبولا ودبورا فإنا نعلم عدم إحيائه ومساءلته وعذابه ضرورة ، ولنا آيات : إحداها : قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النار يعرضون عليها غدوا وعشيا فهو صريح في التعذيب بعد الموت ، الثانية : قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فإن الله تعالى ذكر الموتة مرتين وهما لا تتحققان [ ص: 146 ] إلا أن يكون في القبر حياة وموت حتى تكون إحدى الموتتين ما يتحصل عقيب الحياة في الدنيا والأخرى ما يتحصل عقيب الحياة التي في القبر ، والثالثة : قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب عطف هذا العذاب الذي هو عذاب يوم القيامة على العذاب الذي هو عرض النار صباحا ومساء فعلم أنه غيره ، وذهب nindex.php?page=showalam&ids=11922أبو الهذيل بن العلاف وبشر بن المعتمر إلى أن الكافر يعذب فيما بين النفختين أيضا ، وإذا ثبت التعذيب ثبت الإحياء والمساءلة لأن كل من قال بعذاب القبر قال بهما .
ولنا أيضا أحاديث صحيحة وأخبار متواترة منها حديث الباب ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وقد ذكرناه فيه ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مطولا وفيه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=671684تعوذوا بالله من عذاب القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنه أخرجه الستة عنه قال : " مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين فقال : إنهما ليعذبان " الحديث ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب أخرجه الستة قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=654330إذا قعد المؤمن في قبره أتي فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وفي رواية في الصحيحين : " يثبت الذين آمنوا نزلت في عذاب القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب أخرجه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه في تفسيره عنه قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=665415يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة في القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها أخرجه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وفيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=667552عذاب القبر حق ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عنه " nindex.php?page=hadith&LINKID=671609أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من الجبن والبخل وعذاب القبر وفتنة الصدر " ، ومنها حديث سعد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي أنه كان يقول لبنيه : أي بني تعوذوا بكلمات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بهن ، فذكر عذاب القبر ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي وغيره عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=940165أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت واحدة فامتلأ قبره عليه نارا " الحديث ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عنه " قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=661907لا أقول لكم إلا ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وعذاب القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عنه " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=667591أنه كان يقول في إثر الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر " ، ومنها حديث عبد الرحمن بن حسنة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عنه في حديث مرفوع قال فيه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=100581أوما علمتم ما أصاب صاحب بني إسرائيل كان الرجل منهم إذا أصاب الشيء من البول قرضه بالمقراض فنهاهم عن ذلك فعذب في قبره " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الكسل " الحديث ، وفيه : " وأعوذ بك من عذاب القبر " ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14155الترمذي الحكيم في نوادر الأصول حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو " nindex.php?page=hadith&LINKID=687160أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتاني القبر فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أترد لنا عقولنا يا رسول الله ؟ قال : نعم كهيئتكم اليوم ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : في فيه الحجر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي على ما يأتي ، ومنها حديث أم مبشر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في مصنفه قالت : " nindex.php?page=hadith&LINKID=100576دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية قالت : فخرج فسمعته يقول : استعيذوا بالله من عذاب القبر ، قلت : يا رسول الله وللقبر عذاب ؟! قال : إنهم ليعذبون عذابا في قبورهم تسمعه البهائم " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=11503أم خالد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=651287أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتعوذ من عذاب القبر .
وأما الجواب عن قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى أن ذلك وصف لأهل الجنة ، والضمير فيها للجنة أي : لا يذوقون أهل الجنة في الجنة الموت فلا ينقطع نعيمهم كما انقطع نعيم أهل الدنيا بالموت فلا دلالة في الآية على انتفاء موتة أخرى بعد المساءلة وقبل دخول الجنة ، وأما قوله : ( إلا الموتة الأولى ) فهو تأكيد لعدم موتهم في الجنة على سبيل التعليق بالمحال كأنه قيل : لو أمكن ذوقهم الموتة الأولى لذاقوا في الجنة الموتة الأولى ، لكنه لا يمكن بلا شبهة فلا يتصور موتهم فيها وقد يقال : [ ص: 147 ] إلا الموتة الأولى للجنس لا للوحدة ، وإن كانت الصيغة صيغة الواحد نحو nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر وليس فيها نفي تعدد الموت لأن الجنس يتناول المتعدد أيضا بدليل أن الله تعالى أحيا كثيرا من الأموات في زمان موسى وعيسى وغيرهما ، وذلك يوجب تأويل الآية بما ذكرنا ، وأما الجواب عن قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22وما أنت بمسمع من في القبور فهو أن عدم إسماع أهل القبور لا يستلزم عدم إدراكهم ، وأما الجواب عن دليلهم العقلي فهو أن المصلوب لأبعد في الإحياء والمساءلة مع عدم المشاهدة كما في صاحب السكر فإنه حي مع أنا لا نشاهد حياته ، وكما في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه الصلاة والسلام وهو بين أظهر أصحابه مع ستره عنهم ، ولأبعد في رد الحياة إلى بعض أجزاء البدن فيختص بالإحياء والمساءلة والعذاب وإن لم يكن ذلك مشاهدا لنا ، وقال الصالحي من المعتزلة ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير الطبري ، وطائفة من المتكلمين : يجوز التعذيب على الموتى من غير إحياء ، وهذا خروج عن المعقول لأن الجماد لا حس له فكيف يتصور تعذيبه ، وقال بعض المتكلمين : الآلام تجتمع في أجساد الموتى وتتضاعف من غير إحساس بها ، فإذا حشروا أحسوا بها دفعة واحدة ، وهذا إنكار للعذاب قبل الحشر وهو باطل بما قررناه . وفيه إثبات السؤال بالملكين اللذين بينا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي ذكرناه ، وأنكر الجبائي وابنه والبلخي تسمية الملكين بالمنكر والنكير وقالوا : إنما المنكر ما يصدر من الكافر عند تلجلجه إذا سئل ، والنكير إنما هو تقريع الملكين ، ويرد عليهم بالحديث الذي فسر فيه الملكان بهما كما ذكرناه . وفيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=2323لبس النعل لزائر القبور الماشي بين ظهرانيها ، وذهب أهل الظاهر إلى كراهة ذلك ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم في ( المحلى ) : ولا يحل لأحد أن يمشي بين القبور بنعلين سبتيتين وهما اللذان لا شعر عليهما ، فإن كان فيهما شعر جاز ذلك وإن كان في أحدهما شعر والآخر بلا شعر جاز المشي فيهما ، وفي ( المغني ) : ويخلع النعال إذا دخل المقابر وهذا مستحب ، واحتج هؤلاء بحديث بشير بن الخصاصية " nindex.php?page=hadith&LINKID=674734أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يمشي بين القبور في نعلين فقال : ويحك يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك " رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بأتم منه ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وصححه ، وكذا صححه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ، والخصاصية أمه واختلف في اسم أبيه فقيل : بشير بن نذير وقيل : ابن معبد بن شراحيل ، وقال الجمهور من العلماء بجواز ذلك وهو قول الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وجماهير الفقهاء من التابعين ومن بعدهم .
وأجيب عن حديث ابن الخصاصية بأنه إنما اعترض عليه بالخلع احتراما للمقابر ، وقيل لاختياله في مشيه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : إن أمره صلى الله عليه وسلم بالخلع لا لكون المشي بين القبور بالنعال مكروها ولكن لما رأى صلى الله عليه وسلم قذرا فيهما يقذر القبور أمر بالخلع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يشبه أن يكون إنما كره ذلك لأنه فعل أهل النعمة والسعة فأحب أن يكون دخول المقبرة على التواضع والخشوع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : ليس في الحديث سوى الحكاية عمن يدخل المقابر وذلك لا يقتضي إباحة ولا تحريما ، ويدل على أنه أمره بالخلع احتراما للقبور لأنه نهى عن الاستناد والجلوس عليها ، وفيه ذهول عما ورد في بعض الأحاديث أن صاحب القبر كان يسأل ، فلما سمع صرير السبتيتين أصغى إليه ، فكاد يهلك لعدم جواب الملكين فقال له صلى الله عليه وسلم : " ألقهما لئلا تؤذي صاحب القبر " ذكره أبو عبد الله الترمذي .
( فإن قلت ) : بعد فراغ الملكين من السؤال ما يكون الميت ؟ ( قلت ) : إن كان سعيدا كان روحه في الجنة ، وإن كان شقيا ففي سجين على صخرة على شفير جهنم في الأرض السابعة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يكون قوم في برزخ ليسوا في جنة ولا نار ، ويدل عليه قصة أصحاب الأعراف ، والله أعلم ما يقال لمن يدخل من أصحاب الكبائر أكان يقال له نم صالحا أو يسكت عنه ، وقيل : إن أرواح السعداء تطلع على قبورها وأكثر ما يكون منها ليلة الجمعة ويومها وليلة السبت إلى طلوع الشمس ، فإنهم يعرفون أعمال الأحياء يسألون من مات من السعداء ما فعل فلان ؟ فإن ذكر خيرا قال : اللهم ثبته ، وإن كان غيره قال : اللهم راجع به ، وإن قيل لهم مات قيل : ألم يأتكم قالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون سلك به غير طريقنا هوى به إلى أمه الهاوية ، وقيل : إنهم إذا كانوا على قبورهم يسمعون من يسلم عليهم فلو أذن لهم لردوا السلام .
مطابقته للترجمة في قوله ( إنه يسمع قرع نعالهم ) ( فإن قلت ) : في الترجمة خفق النعال فلا تطابق ( قلت ) : الخفق والقرع في [ ص: 143 ] المعنى سواء على أنه ورد في بعض طرق الحديث بلفظ الخفق ، وهو ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب في أثناء حديث طويل فيه ( وإنه ليسمع خفق نعالهم ) ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود أيضا نحو رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وقال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب يعني ابن عطاء ، عن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=651252إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم "
( ذكر رجاله )
وهم سبعة : الأول : عياش بفتح العين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف ، وفي آخره شين معجمة ابن الوليد الرقام مر في باب الجنب يخرج ، الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=16300عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي بالسين المهملة ، الثالث : nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة من الخلافة بالخاء المعجمة والفاء ابن خياط بالخاء المعجمة وتشديد الياء آخر الحروف ، الرابع : nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد من الزيادة ابن زريع بضم الزاي وقد مر غير مرة ، الخامس : nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، السادس : nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بن دعامة ، السابع : nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك .
( ذكر nindex.php?page=treesubj&link=29140لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع ، وفيه العنعنة في موضعين ، وفيه ساق حديثه مقرونا برواية nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة عن nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع على لفظ nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة وهو معنى قوله : وقال لي nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة أي قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال لي nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة ، ومثل هذا إذا قال يكون قد أخذه عنه في المذاكرة غالبا ، ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الأصبهاني : إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة وعياش الرقام ، وفيه أن رواته كلهم بصريون
( ذكر من أخرجه غيره ) : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صفة النار قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17420يونس بن محمد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان بن عبد الرحمن ، ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : قال لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=651252إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال : يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : فيراهما جميعا " قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضراء إلى يوم يبعثون ) . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود فيه عن محمد بن سليمان الأنباري ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه عن أحمد بن أبي عبد الله الوراق مختصرا ومطولا ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يرفعه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=680771إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح غير فزع ولا مشغوب ثم يقال له : فيم كنت ؟ فيقول : كنت في الإسلام فيقال : ما هذا الرجل ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه ، فيقال له : هل رأيت الله ؟ فيقول : لا وما ينبغي لأحد أن يراه فيفرج له فرجة قبل النار ، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله ، ثم تفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال : هذا مقعدك ، ويقال له : على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ، ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشغوبا فيقال له : فيم كنت ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلته ، فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : انظر إلى ما صرفه الله عنك ، ثم تفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : هذا مقعدك ، على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى " . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=933739فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه ، وكان الصوم عن يمينه ، وكانت الزكاة عن يساره ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فأي جهة أتي منها يمنع ، فيقعد فتمثل له الشمس قد دنت للغروب فيقال له : ما تقول في هذا الرجل ؟ " الحديث مطولا ، وقال : صحيح ولم يخرجاه . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=663361إذا قبر الميت ، أو قال أحدكم ، أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : ما كان يقول ، هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، فإن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثلهم لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض : التئمي عليه فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حديث حسن غريب ، وفي الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني : ووصف الملكين أعينهما مثل [ ص: 144 ] قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : " nindex.php?page=hadith&LINKID=691751أتدرون فيمن أنزلت هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=124فإن له معيشة ضنكا هو عذاب الكافر في القبر يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين ؟ هو تسعة وتسعون حية ، لكل حية تسعة أرؤس ينفخن له ويلسعنه إلى يوم القيامة "
( ذكر معناه ) : قوله : ( العبد ) أي العبد المؤمن المخلص ، قوله : ( وتولى ) أي أعرض وذهب أصحابه وهو من باب تنازع العاملين ، وقال ابن التين : إنه كرر اللفظ والمعنى واحد ، ( قلت ) : لا نسلم أن المعنى واحد ; لأن التولي هو الإعراض ولا يستلزم الذهاب ، وقال بعضهم : رأيت أن لفظ تولى مضبوطا بخط معتمد على صيغة المجهول أي تولى أمره أي الميت ، ( قلت ) : لا يعتمد على هذا والمعنى ما ذكرناه ، قوله : ( قرع نعالهم ) أي نعال الناس الذين حول قبره من الذين باشروا دفنه وغيرهم ، وقرع النعال صوتها عند المشي ، والقرع في الأصل الضرب ، فكأن أصحاب النعال إذا ضربوا الأرض بها خرج منها صوت ، قوله : ( ملكان ) وهما المنكر والنكير كما فسر في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وغيره ، وإنما سميا بهذا الاسم لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام ، بل لهما خلق بديع ، وليس في خلقتيهما أنس للناظرين إليهما ، جعلهما الله تكرمة للمؤمنين لتثبته وتبصره ، وهتكا لستر المنافق في البرزخ من قبل أن يبعث حتى يحل عليه العذاب ، وسميا أيضا فتانا القبر لأن في سؤالهما انتهارا وفي خلقهما صعوبة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي بسند ضعيف : ناكور وسيدهم رومان ، قوله : ( فأقعداه ) أي أجلساه ، قال الكرماني رحمه الله تعالى : وهما مترادفان ، وهذا يبطل قول من فرق بينهما بأن القعود هو عن القيام والجلوس عن الاضطجاع ، ( قلت ) : استعمال الإقعاد موضع الإجلاس لا يمنع الفرق المذكور ، قوله : ( في هذا الرجل محمد ) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقوله : ( محمد ) بالجر عطف بيان عن الرجل ويجوز أن يكون بدلا ( فإن قلت ) : هذه عبارة خشنة ليس فيها تعظيم ولا توقير ( قلت ) : قصد بها الامتحان للمسئول لئلا يتلقن تعظيمه عن عبارة القائل ، ثم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، قوله : ( فيقال ) : يحتمل أن يكون هذا القول من المنكر والنكير ، ويحتمل أن يكون من غيرهما من الملائكة ، قوله : ( فيراهما ) أي المقعدين اللذين أحدهما من الجنة والآخر من النار ، قوله : ( أو المنافق ) شك من الراوي والمراد بالمنافق الذي يقر بلسانه ولا يصدق بقلبه
وظاهر الكلام وهو قوله : ( لا أدري كنت أقول كما يقول الناس ) يشمل الكافر والمنافق ولكن الكافر لا يقول ذلك ، فيتعين المنافق كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، قوله : ( لا دريت ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : أي لا وقفت في مقامك هذا ولا في البيت ، قوله : ( ولا تليت ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : هكذا يرويه المحدثون وهو غلط والصواب ايتليت على وزن افتعلت من قولك : ما ألوته أي ما استطعته ، ويقال : لا آلو كذا أي لا أستطيعه ، ( قلت ) : وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : قولهم : لا دريت ولا ايتليت هو افتعلت من قولك ما ألوت هذا أي ما استطعته من ألا يألو أي قصر أو فلان لا يألوك نصحا فهو آل والمرأة آلية وجمعها أوال ، ويقال أيضا : ألى يؤلي تألية إذا قصر وأبطأ ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : قيل معناه لا تلوت يعني القرآن ، أي لم تدر ولم تتل ، أي لم تنتفع بدرايتك ولا بتلاوتك كما قال : ( فلا صدق ولا صلى ) قيل : معناه لا اتبعت الحق قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي ، وقيل : لا اتبعت ما تدري قاله nindex.php?page=showalam&ids=14986القزاز ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : تليت غلط والصواب أتليت بفتح الهمزة وسكون التاء يدعو عليه بأن تتلى إبله أي لا يكون لها أولاد تتلوها أي تتبعها ، وقال ابن سراج : هذا بعيد في دعاء الملكين للميت وأي مال له ، وقال القاضي : لعل nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري رأى أن هذا أصل هذا الدعاء ثم استعمل في غيره كما استعمل غيره من أدعية العرب ، انتهى .
( قلت ) : nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري لم يذكر الملكين ، وإنما بين الصواب من الخطأ في هذه المادة ، وقوله بأن لا تتلى إبله من أتليت الناقة إذا تلاها ولدها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : ومنه قولهم : لا دريت ولا أتليت يدعو عليه بأن لا تتلى إبله أي لا يكون لها أولاد ، وتلو الناقة ولدها الذي يتلوها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب : لا دريت ولا تليت ، أصله ولا تلوت فقلبت الواو ياء لازدواج الكلام، ( قلت ) : هذا أصوب من كل ما ذكروه في هذا الباب ، والدليل عليه أن هذه اللفظة جاءت هكذا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء في مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ( لا دريت ولا تلوت ) أي لم تتل القرآن فلم تنتفع بدرايتك ولا تلاوتك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معناه ولا اتبعت الناس بأن تقول شيئا يقولونه ، وقيل : لا قرأت فقلبت الواو ياء للمزاوجة أي ما علمت بنفسك بالاستدلال ولا اتبعت العلماء بالتقليد [ ص: 145 ] وقراءة الكتب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : الكلمة من ذوات الواو لأنها من تلاوة القرآن لكنه لما كان مع دريت تكلم بالياء ليزدوج الكلام ، ومعناه الدعاء عليه أي لا كنت داريا ولا تاليا ، قوله : ( ثم يضرب ) على صيغة المجهول أي الميت ، قوله : ( بمطرقة ) بكسر الميم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : طرق النجاد الصوف يطرقه طرقا إذا ضربه ، والقضيب الذي يضرب به يسمى مطرقة ، وكذلك مطرقة الحداد ، قوله : ( من حديد ) يجوز فيه الوجهان أحدهما : أن يكون صفة لموصوف محذوف أي من ضارب حديد أي قوي شديد الغضب ، والآخر : أن يكون صفة لمطرقة فعلى هذا تكون كلمة من بيانية ثم إن الظاهر أن الضارب غير المنكر والنكير ولكن يحتمل أن يكون أحدهما ويحتمل أن يكون غيرهما ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في سننه ما يدل على جواز الوجهين ، الأول : ما رواه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=676050خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا وإنه يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له : يا هذا من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ قال هناد : ويأتيه ملكان ويجلسانه " الحديث ، وفيه : " ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا ، قال : فيضربه بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا ثم يعاد فيه الروح " فهذا يدل صريحا على أن الضارب غير المنكر والنكير ، والثاني : ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود " عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتا ففزع فقال : من أصحاب هذه القبور ؟ قالوا : يا رسول الله ناس ماتوا في الجاهلية " الحديث بطوله ، وفيه : " فيقول له : ما كنت تعبد فيقول له : لا أدري فيقول : لا دريت ولا تليت فقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : كنت أقول ما يقول الناس ، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين " فهذا يدل صريحا على أن الضارب هو الملك الذي يسأله ، وهو إما المنكر أو النكير . ( فإن قلت ) : كيف وجه جمع الوجهين ؟ ( قلت ) : يحتمل أن يكون الضرب متعددا مرة من أحد الملكين ومرة من الأعمى الأبكم ، وكل هذا في حق الكفار فافهم ، قوله : ( من يليه ) أي من يلي الميت ؟ قيل : المراد به الملائكة الذين تكون فتنته ومساءلته ، قوله : ( إلا الثقلين ) أي غير الثقلين وهما الإنس والجن وسميا به لثقلهما على الأرض ( فإن قلت ) : ما الحكمة في منع الثقلين من سماع صيحة ذاك المعذب بمطرقة الحديد ؟ ( قلت ) : لو سمعا لارتفع الابتلاء وصار الإيمان ضروريا ولأعرضوا عن التدابير والصنائع ونحوهما مما يتوقف عليه بقاؤهما ، ( فإن قلت ) : من للعقلاء فانحصر السماع على الملائكة ( قلت ) : نعم ، وقيل : المراد منه العقلاء وغيرهم وغلب جانب العقل وهذا أظهر ، وقيل : المراد بمن يليه أعم من الملائكة الذين تكون فتنته وغيرهم من الثقلين وإنما منعت الجن هذه النصيحة ولم يمنع سماع كلام الميت إذا حمل وقال : قدموني قدموني ، لأن كلام الميت حين يحمل إلى قبره في حكم الدنيا ، وليس فيه شيء من الجزاء والعقوبة لأن الجزاء لا يكون إلا في الآخرة ، وإنما كلامه اعتبار لمن سمعه وموعظة فأسمعه الله الجن لأنه جعل فيهم قوة يثبتون بها عند سماعه ولا يصعقون بخلاف الإنسان الذي كان يصعق لو سمعه ، وصيحة الميت في القبر عند فتنته هي عقوبة وجزاء فدخلت في حكم الآخرة فمنع الله تعالى الثقلين اللذين هما في دار الدنيا سماع عقوبته وجزائه في الآخرة وأسمعه سائر خلقه .
( ذكر ما يستفاد منه )
فيه إثبات nindex.php?page=treesubj&link=32925عذاب القبر وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، وأنكر ذلك ضرار بن عمرو وبشر المريسي وأكثر المتأخرين من المعتزلة ، واحتجوا في ذلك بقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى أي لا يذوقون في الجنة موتا سوى الموتة الأولى ، ولو صاروا أحياء في القبور لذاقوا مرتين لا موتة واحدة ، وبقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22وما أنت بمسمع من في القبور فإن الغرض من سياق الآية تشبيه الكفرة بأهل القبور في عدم الإسماع ، وقالوا : أما من جهة العقل فإنا نرى شخصا يصلب ويبقى مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه ولا نشاهد فيه إحياء ومساءلة ، والقول لهم بهما مع المشاهدة سفسطة ظاهرة وأبلغ منه من أكلته السباع والطيور وتفرقت أجزاؤه في بطونها وحواصلها ، وأبلغ منه من أحرق حتى يفتت وذري أجزاؤه المفتتة في الرياح العاصفة شمالا وجنوبا وقبولا ودبورا فإنا نعلم عدم إحيائه ومساءلته وعذابه ضرورة ، ولنا آيات : إحداها : قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النار يعرضون عليها غدوا وعشيا فهو صريح في التعذيب بعد الموت ، الثانية : قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فإن الله تعالى ذكر الموتة مرتين وهما لا تتحققان [ ص: 146 ] إلا أن يكون في القبر حياة وموت حتى تكون إحدى الموتتين ما يتحصل عقيب الحياة في الدنيا والأخرى ما يتحصل عقيب الحياة التي في القبر ، والثالثة : قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب عطف هذا العذاب الذي هو عذاب يوم القيامة على العذاب الذي هو عرض النار صباحا ومساء فعلم أنه غيره ، وذهب nindex.php?page=showalam&ids=11922أبو الهذيل بن العلاف وبشر بن المعتمر إلى أن الكافر يعذب فيما بين النفختين أيضا ، وإذا ثبت التعذيب ثبت الإحياء والمساءلة لأن كل من قال بعذاب القبر قال بهما .
ولنا أيضا أحاديث صحيحة وأخبار متواترة منها حديث الباب ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وقد ذكرناه فيه ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مطولا وفيه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=671684تعوذوا بالله من عذاب القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنه أخرجه الستة عنه قال : " مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين فقال : إنهما ليعذبان " الحديث ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب أخرجه الستة قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=654330إذا قعد المؤمن في قبره أتي فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وفي رواية في الصحيحين : " يثبت الذين آمنوا نزلت في عذاب القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب أخرجه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه في تفسيره عنه قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=665415يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة في القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها أخرجه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وفيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=667552عذاب القبر حق ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عنه " nindex.php?page=hadith&LINKID=671609أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من الجبن والبخل وعذاب القبر وفتنة الصدر " ، ومنها حديث سعد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي أنه كان يقول لبنيه : أي بني تعوذوا بكلمات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بهن ، فذكر عذاب القبر ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي وغيره عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=940165أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت واحدة فامتلأ قبره عليه نارا " الحديث ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عنه " قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=661907لا أقول لكم إلا ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وعذاب القبر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عنه " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=667591أنه كان يقول في إثر الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر " ، ومنها حديث عبد الرحمن بن حسنة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عنه في حديث مرفوع قال فيه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=100581أوما علمتم ما أصاب صاحب بني إسرائيل كان الرجل منهم إذا أصاب الشيء من البول قرضه بالمقراض فنهاهم عن ذلك فعذب في قبره " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الكسل " الحديث ، وفيه : " وأعوذ بك من عذاب القبر " ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14155الترمذي الحكيم في نوادر الأصول حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو " nindex.php?page=hadith&LINKID=687160أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتاني القبر فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أترد لنا عقولنا يا رسول الله ؟ قال : نعم كهيئتكم اليوم ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : في فيه الحجر " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي على ما يأتي ، ومنها حديث أم مبشر أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في مصنفه قالت : " nindex.php?page=hadith&LINKID=100576دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية قالت : فخرج فسمعته يقول : استعيذوا بالله من عذاب القبر ، قلت : يا رسول الله وللقبر عذاب ؟! قال : إنهم ليعذبون عذابا في قبورهم تسمعه البهائم " ، ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=11503أم خالد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=651287أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتعوذ من عذاب القبر .
وأما الجواب عن قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى أن ذلك وصف لأهل الجنة ، والضمير فيها للجنة أي : لا يذوقون أهل الجنة في الجنة الموت فلا ينقطع نعيمهم كما انقطع نعيم أهل الدنيا بالموت فلا دلالة في الآية على انتفاء موتة أخرى بعد المساءلة وقبل دخول الجنة ، وأما قوله : ( إلا الموتة الأولى ) فهو تأكيد لعدم موتهم في الجنة على سبيل التعليق بالمحال كأنه قيل : لو أمكن ذوقهم الموتة الأولى لذاقوا في الجنة الموتة الأولى ، لكنه لا يمكن بلا شبهة فلا يتصور موتهم فيها وقد يقال : [ ص: 147 ] إلا الموتة الأولى للجنس لا للوحدة ، وإن كانت الصيغة صيغة الواحد نحو nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر وليس فيها نفي تعدد الموت لأن الجنس يتناول المتعدد أيضا بدليل أن الله تعالى أحيا كثيرا من الأموات في زمان موسى وعيسى وغيرهما ، وذلك يوجب تأويل الآية بما ذكرنا ، وأما الجواب عن قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22وما أنت بمسمع من في القبور فهو أن عدم إسماع أهل القبور لا يستلزم عدم إدراكهم ، وأما الجواب عن دليلهم العقلي فهو أن المصلوب لأبعد في الإحياء والمساءلة مع عدم المشاهدة كما في صاحب السكر فإنه حي مع أنا لا نشاهد حياته ، وكما في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه الصلاة والسلام وهو بين أظهر أصحابه مع ستره عنهم ، ولأبعد في رد الحياة إلى بعض أجزاء البدن فيختص بالإحياء والمساءلة والعذاب وإن لم يكن ذلك مشاهدا لنا ، وقال الصالحي من المعتزلة ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير الطبري ، وطائفة من المتكلمين : يجوز التعذيب على الموتى من غير إحياء ، وهذا خروج عن المعقول لأن الجماد لا حس له فكيف يتصور تعذيبه ، وقال بعض المتكلمين : الآلام تجتمع في أجساد الموتى وتتضاعف من غير إحساس بها ، فإذا حشروا أحسوا بها دفعة واحدة ، وهذا إنكار للعذاب قبل الحشر وهو باطل بما قررناه . وفيه إثبات السؤال بالملكين اللذين بينا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي ذكرناه ، وأنكر الجبائي وابنه والبلخي تسمية الملكين بالمنكر والنكير وقالوا : إنما المنكر ما يصدر من الكافر عند تلجلجه إذا سئل ، والنكير إنما هو تقريع الملكين ، ويرد عليهم بالحديث الذي فسر فيه الملكان بهما كما ذكرناه . وفيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=2323لبس النعل لزائر القبور الماشي بين ظهرانيها ، وذهب أهل الظاهر إلى كراهة ذلك ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم في ( المحلى ) : ولا يحل لأحد أن يمشي بين القبور بنعلين سبتيتين وهما اللذان لا شعر عليهما ، فإن كان فيهما شعر جاز ذلك وإن كان في أحدهما شعر والآخر بلا شعر جاز المشي فيهما ، وفي ( المغني ) : ويخلع النعال إذا دخل المقابر وهذا مستحب ، واحتج هؤلاء بحديث بشير بن الخصاصية " nindex.php?page=hadith&LINKID=674734أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يمشي بين القبور في نعلين فقال : ويحك يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك " رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بأتم منه ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وصححه ، وكذا صححه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ، والخصاصية أمه واختلف في اسم أبيه فقيل : بشير بن نذير وقيل : ابن معبد بن شراحيل ، وقال الجمهور من العلماء بجواز ذلك وهو قول الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وجماهير الفقهاء من التابعين ومن بعدهم .
وأجيب عن حديث ابن الخصاصية بأنه إنما اعترض عليه بالخلع احتراما للمقابر ، وقيل لاختياله في مشيه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : إن أمره صلى الله عليه وسلم بالخلع لا لكون المشي بين القبور بالنعال مكروها ولكن لما رأى صلى الله عليه وسلم قذرا فيهما يقذر القبور أمر بالخلع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يشبه أن يكون إنما كره ذلك لأنه فعل أهل النعمة والسعة فأحب أن يكون دخول المقبرة على التواضع والخشوع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : ليس في الحديث سوى الحكاية عمن يدخل المقابر وذلك لا يقتضي إباحة ولا تحريما ، ويدل على أنه أمره بالخلع احتراما للقبور لأنه نهى عن الاستناد والجلوس عليها ، وفيه ذهول عما ورد في بعض الأحاديث أن صاحب القبر كان يسأل ، فلما سمع صرير السبتيتين أصغى إليه ، فكاد يهلك لعدم جواب الملكين فقال له صلى الله عليه وسلم : " ألقهما لئلا تؤذي صاحب القبر " ذكره أبو عبد الله الترمذي .
( فإن قلت ) : بعد فراغ الملكين من السؤال ما يكون الميت ؟ ( قلت ) : إن كان سعيدا كان روحه في الجنة ، وإن كان شقيا ففي سجين على صخرة على شفير جهنم في الأرض السابعة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يكون قوم في برزخ ليسوا في جنة ولا نار ، ويدل عليه قصة أصحاب الأعراف ، والله أعلم ما يقال لمن يدخل من أصحاب الكبائر أكان يقال له نم صالحا أو يسكت عنه ، وقيل : إن أرواح السعداء تطلع على قبورها وأكثر ما يكون منها ليلة الجمعة ويومها وليلة السبت إلى طلوع الشمس ، فإنهم يعرفون أعمال الأحياء يسألون من مات من السعداء ما فعل فلان ؟ فإن ذكر خيرا قال : اللهم ثبته ، وإن كان غيره قال : اللهم راجع به ، وإن قيل لهم مات قيل : ألم يأتكم قالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون سلك به غير طريقنا هوى به إلى أمه الهاوية ، وقيل : إنهم إذا كانوا على قبورهم يسمعون من يسلم عليهم فلو أذن لهم لردوا السلام .