الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2016 2017 ص: حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا زائدة ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله، أن النبي - عليه السلام - قال لأبي بكر : - رضي الله عنه -: "متى توتر؟ قال: أول الليل بعد العتمة. ، قال: أخذت بالوثقى، وقال لعمر : - رضي الله عنه -: متى توتر؟ قال: آخر الليل. قال: أخذت بالقوة". .

                                                حدثنا يونس ، قال: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال: حدثني الليث ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب: " أن أبا بكر وعمر - رضي الله عنه - تذاكرا الوتر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أما أنا فأصلي ثم أنام على وتر، ، فإذا استيقظت صليت شفعا حتى الصباح، فقال عمر - رضي الله عنه -: لكني أنام على شفع ، ثم أوتر من آخر السحر. فقال - عليه السلام - لأبي بكر: حذر هذا، وقال لعمر: قوي هذا".

                                                فدل قول النبي - عليه السلام -: "لا وتران في ليلة" على ما ذكرنا من نفي إعادة الوتر، ، ووافق ذلك قول أبي بكر: " أما أنا فأوتر أول الليل، فإذا استيقظت صليت شفعا حتى الصباح".

                                                وترك النبي - عليه السلام - النكير عليه دليل على أن حكم ذلك كما كان يفعل، وأن الوتر لا تنقضه النوافل التي يتنفل بها بعده.

                                                [ ص: 423 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 423 ] ش: لما كان الأثران اللذان رواهما جابر وسعيد بن المسيب يوافقان في المعنى قول النبي - عليه السلام -: "لا وتران في ليلة" ذكرهما.

                                                وأخرج الأول: عن أبي بكرة بكار ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن زائدة بن قدامة ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب القرشي المدني، ضعفه بعضهم ووثقه آخرون.

                                                عن جابر بن عبد الله .

                                                وأخرجه ابن ماجه : ثنا أبو داود سليمان بن توبة، ثنا يحيى بن أبي بكير، نا زائدة ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - عليه السلام - لأبي بكر: "أي حين توتر؟ قال: أول الليل بعد العتمة. قال: فأنت يا عمر؟ قال: آخر الليل. فقال النبي - عليه السلام -: أما أنت يا أبا بكر فأخذت بالوثقى، وأما أنت يا عمر فأخذت بالقوة".

                                                قوله: "بعد العتمة" أي بعد العشاء.

                                                قوله: "بالوثقى" بضم الواو على وزن فعلى مؤنث وثيق وهو الأمر المحكم، وهو في الحقيقة صفة لمحذوف، والتقدير: أخذت بالفعلة الوثقة أو نحو ذلك.

                                                وأخرج الثاني: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث بن سعد ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سعيد بن المسيب سيد التابعين ولم يسمع من أبي بكر - رضي الله عنه - ولا أدركه.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" مختصرا: ثنا هشيم، قال: أنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال: "كان أبو بكر يوتر أول الليل، وكان عمر يوتر آخر الليل".

                                                [ ص: 424 ] وأخرج أبو داود : نا محمد بن أحمد بن خلف، نا أبو زكرياء السيلحيني، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الله بن رباح ، عن أبي قتادة "أن النبي - عليه السلام - قال لأبي بكر: متى توتر؟ قال: أوتر من أول الليل. وقال لعمر: متى توتر؟ قال: آخر الليل. قال لأبي بكر: أخذ هذا بالحذر، وقال لعمر: أخذ هذا بالقوة" انتهى.

                                                قوله: "حذر هذا" أي: احتاط حيث أوتر أول الليل خوفا من عدم الانتباه، وهو معنى قوله أيضا: "أخذ هذا بالحذر".

                                                قوله: "قوي هذا" أي أخذ بالقوة والحزم حيث أوتر آخر الليل; لأنه كان متوثقا من نفسه بالانتباه.




                                                الخدمات العلمية