الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2679 1569 - (2684) - (1\294) حدثنا يزيد بن الأصم، قال: دعانا رجل، فأتى بخوان عليه ثلاثة عشر ضبا، قال: وذاك عشاء، فآكل وتارك، فلما أصبحنا غدونا على ابن عباس فسألته، فأكثر في ذلك جلساؤه، حتى قال بعضهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا آكله ولا أحرمه". قال: فقال ابن عباس: بئس ما قلتم، إنما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محلا ومحرما، ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ميمونة، وعنده الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة، فأتي بخوان عليه خبز، ولحم ضب، قال: فلما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول، قالت له ميمونة: إنه يا رسول الله لحم ضب. فكف يده، وقال: " إنه لحم لم آكله، ولكن كلوا " قال: فأكل الفضل بن عباس وخالد بن الوليد والمرأة، قال: وقالت ميمونة: لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


* قوله: "فآكل وتارك": أي: قمنا، أو فينا آكل وتارك; أي: أكل بعض، وترك بعض. [ ص: 55 ]

* "محللا ومحرما": أي: فكيف له أن يقول: "لا آكله ولا أحرمه " من غير بيان أنه حلال; لما فيه من الإيهام، بل لا بد أن يبين حل الشيء أو حرمته، ثم إن ترك بعد ذلك، فممكن.

* * *




الخدمات العلمية