الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2702 1577 - (2707) - (1\297) عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمل بالبيت، وأن ذلك سنة. فقال: صدقوا وكذبوا. قلت: وما صدقوا وكذبوا؟ قال: صدقوا، رمل رسول الله صلى الله عليه وسلمبالبيت، وكذبوا، ليس بسنة، إن قريشا قالت: زمن الحديبية: دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف، فلما صالحوه على أن يقدموا من العام المقبل، يقيموا بمكة ثلاثة أيام، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمشركون من قبل قعيقعان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " ارملوا بالبيت ثلاثا "، وليس بسنة. قلت: ويزعم قومك أنه طاف بين الصفا والمروة على بعير، وأن ذلك سنة. فقال: صدقوا وكذبوا. فقلت: وما صدقوا وكذبوا؟ فقال: صدقوا، قد طاف بين الصفا والمروة على بعير، وكذبوا، ليس بسنة، كان الناس لا يدفعون عن رسول الله، ولا يصرفون عنه، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه، ولا تناله أيديهم، [ ص: 59 ] قلت: ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟ قال: صدقوا، إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان - قال يونس: الشيطان - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: قد تله للجبين - قال يونس: وثم تله للجبين - وعلى إسماعيل قميص أبيض، وقال: يا أبت، إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره، فاخلعه حتى تكفنني فيه، فعالجه ليخلعه، فنودي من خلفه: أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا [الصافات: 105] فالتفت إبراهيم، فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين، قال ابن عباس: لقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش، قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم ذهب به جبريل إلى منى قال: هذا منى - قال يونس: هذا مناخ الناس - ثم أتى به جمعا، فقال: هذا المشعر الحرام، ثم ذهب به إلى عرفة، فقال ابن عباس: هل تدري لم سميت عرفة؟ قلت: "لا". قال: إن جبريل قال لإبراهيم: عرفت - قال يونس: هل عرفت؟ - قال: نعم. قال ابن عباس: فمن ثم سميت عرفة، ثم قال: هل تدري كيف كانت التلبية؟ قلت: وكيف كانت؟ قال: إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج، خفضت له الجبال رءوسها، ورفعت له القرى، فأذن في الناس بالحج.

التالي السابق


* قوله: "موت النغف": - بفتح نون وغين معجمة بعدها فاء - : دود تكون في أنوف الإبل والغنم.

* "يقيموا بمكة": بدل من يقدموا.

* "من قبل": - بكسر ففتح - .

* "قعيقعان": - بضم القاف الأولى وكسر الثانية وفتح مهملتين وسكون تحتية - : جبل بمكة مقابل قبيس. [ ص: 60 ]

* "وليس بسنة": من قول ابن عباس موقوف عليه، وليس بمرفوع.

* "لا يدفعون": على بناء المفعول; أي: لم يكن عادته أنهم إذا ازدحموا عليه دفعوا عنه كما هو عادة الأمراء.

* "ثم ذهب به جبرئيل إلى منى": ظاهره: أن المنى افتداءه مما يلي الجمرة القصوى، وأن ترتيب الجمرات كان بالبداية من جمرة العقبة إلى القصوى، لا كما عليه اليوم.

* "فأذن في الناس بالحج": في "المجمع": رواه أحمد، والطبراني في "الكبير "، ورجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية