الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3300 1789 - (3310) - (1\353) عن ابن عباس، قال: كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبو اليسر بن عمرو، وهو كعب بن عمرو، أحد بني سلمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أسرته يا أبا اليسر؟ " قال: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد، ولا قبل، هيئته كذا، هيئته كذا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أعانك عليه ملك كريم "، وقال للعباس: " يا عباس، افد نفسك، وابن أخيك عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وحليفك عتبة بن جحدم " أحد بني الحارث بن فهر، قال: فأبى، وقال: إني كنت مسلما قبل ذلك، وإنما استكرهوني، قال: "الله أعلم بشأنك، إن يك ما تدعي حقا، فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك، فقد كان علينا، فافد نفسك " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال: يا رسول الله، احسبها لي من فداي، قال: "لا، ذاك شيء أعطاناه الله منك " قال: فإنه ليس لي مال، قال: "فأين المال الذي وضعته بمكة، حيث خرجت، عند أم الفضل، وليس معكما أحد غيركما، فقلت: إن أصبت في سفري هذا، فللفضل، كذا ولقثم كذا، ولعبد الله كذا؟ " قال: فوالذي بعثك بالحق، ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله.

التالي السابق


* قوله: "كان الذي أسر العباس": أي: أخذه وجعله أسيرا.

* "أبو اليسر": هكذا في النسخ، فهو اسم كان، والموصول خبر مقدم لها. [ ص: 176 ]

* "وقال: إني قد كنت مسلما. . . إلخ": يدل الحديث على أنه لا عبرة بدعوى من معه علاقة التكذيب الإسلام فيما سبق في التخلص من أحكام الكفرة، إذا لم يكن معروف الإسلام، بل معروف الكفر، لكن يشكل أن قوله: وإني لأعلم أنك رسول الله، إيمان منه في الحال، فيجب اعتباره، إلا أن يقال: لم يقل ذلك على وجه الإنشاء، بل قاله على وجه الإخبار عما كان عليه، فهو مثل الدعوى الأولى ، والله تعالى أعلم.

وفي "المجمع": فيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية