الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3778 [ ص: 320 ] 2022 - (3788) - (1\399) عن عبد الله بن مسعود - قال عمرو إن عبد الله - ، قال: استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقنا، حتى أتيت مكان كذا وكذا فخط لي خطة، فقال لي: "كن بين ظهري هذه لا تخرج منها، فإنك إن خرجت هلكت ". قال: فكنت فيها، قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حذفة ، أو أبعد شيئا، أو كما قال: ثم إنه ذكر هنينا كأنهم الزط (قال عفان: أو كما قال عفان: إن شاء الله) : ليس عليهم ثياب، ولا أرى سوآتهم، طوالا، قليل لحمهم ، قال: فأتوا، فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وجعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم. قال: وجعلوا يأتوني فيخيلون، أو يميلون حولي، ويعترضون لي. قال عبد الله: فأرعبت منهم رعبا شديدا. قال: فجلست، أو كما قال. قال: فلما انشق عمود الصبح جعلوا يذهبون، أو كما قال. قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلا وجعا، أو يكاد أن يكون وجعا، مما ركبوه. قال: "إني لأجدني ثقيلا "، أو كما قال. فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجري. أو كما قال. قال : ثم إن هنين أتوا، عليهم ثياب بيض طوال. أو كما قال، وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله: فأرعبت منهم أشد مما أرعبت المرة الأولى - قال عارم في حديثه - : قال: فقال بعضهم لبعض: لقد أعطي هذا العبد خيرا، أو كما قالوا: إن عينيه نائمتان، أو قال : عينه، أو كما قالوا: وقلبه يقظان، ثم قال: - قال عارم وعفان - : قال بعضهم لبعض: هلم فلنضرب له مثلا، أو كما قالوا. قال بعضهم لبعض: اضربوا له مثلا ونؤول نحن، أو نضرب نحن وتؤولون أنتم. فقال بعضهم لبعض: مثله كمثل سيد ابتنى بنيانا حصينا، ثم أرسل إلى الناس بطعام، أو كما قال. فمن لم يأت طعامه، أو قال: لم يتبعه، عذبه عذابا شديدا، أو كما قالوا. قال الآخرون: أما السيد: فهو رب العالمين، وأما البنيان: فهو الإسلام، والطعام: الجنة وهو الداعي، فمن اتبعه كان في الجنة. - قال عارم في حديثه - : أو كما قالوا، ومن لم يتبعه عذب، أو كما قال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ، فقال: "ما رأيت يا ابن أم [ ص: 321 ] عبد؟ " فقال عبد الله: رأيت كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خفي علي مما قالوا شيء "، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " هم نفر من الملائكة - أو قال - هم من الملائكة، أو كما شاء الله".

التالي السابق


* قوله: "خذفة": - بخاء معجمة وذال كذلك - أي: قدر رمية بحصاة أو نواة.

* "هنين": - بفتح - : جمع هن - بفتح فتخفيف أو تشديد - : يكنى به عن الرجل جمع جمع السلامة; أي: رجالا، وفي بعض النسخ: "هنينا" - بالتنوين - وفي "النهاية": هكذا في مسند أحمد مضبوطا مقيدا، ولم أجده مشروحا في شيء من كتب الغريب، انتهى.

قلت: كأنه نزل منزلة المفرد; لكونه على أوزانه، ويمكن ألا ينون، ويجعل الألف للإشباع، والله تعالى أعلم.

* "كأنهم الزط": - بضم فتشديد - : جيل من الهند معرب جت، والقياس يقتضي فتح معربه أيضا، كذا في "القاموس".

* "طوالا": بكسر الطاء - : جمع طويل.

* "قليل لحمهم": جملة هي صفة أخرى.

* "يركبون": أي: يزحمونه ويقربون منه.

* "فيحيلون": ضبط - بضم حرف المضارعة - من الإحالة في الحديث: يحيل بعضهم على بعض; أي: يقبل عليه، ويميل إليه، فالمراد هاهنا: أنهم يقبلون علي، ويميلون إلي، ويدورون حولي. [ ص: 322 ]

* "ويعترضون لي": أي: يتجنبون عني.

* "فأرعبت": على بناء المفعول.

* "عمود الصبح": - بفتح العين - .

* "أن هنين": أي: رجالا آخرين، يدل عليه إعادته نكرة; لأن النكرة المعادة غير الأولى.

* "عليهم ثياب": جملة حالية.

* "أغفى": - بغين وفاء - من الإغفاء; أي: نام.

* "مثله كمثل سيد" أي: مجموع القصة المتعلقة به كالقصة المتعلقة بهذا السيد، لا أنه بمنزلته.

* "وهو الداعي": أي: النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي "المجمع": رجاله رجال الصحيح غير عمر البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابة.

* * *




الخدمات العلمية