جهل
nindex.php?page=treesubj&link=34390من أفتى بحل بقرة السيد أحمد الكبير
وقد أفتى بعض علماء
الهند ممن مات بحلة بقرة
السيد أحمد الكبير، وغنم الشيخ
سدو؛ بدليل ذبحهما على اسم الله، وإن رفع بهما الصوت لغير الله. وهذا من الجهل بمكان لا يخفى على من له أدنى معرفة بمدارك الشرع.
قال في «فتح البيان»: وفي هذه الآية الشريفة ما يصك مسامع المتصدرين للإفتاء لعباد الله في شريعته؛ بالتحليل، والتحريم، والجواز، وعدمه، مع كونهم من المقلدين الذين لا يعقلون حجج الله تعالى، ولا يفهمونها، ولا يدرون ما هي، ومبلغهم من العلم الحكاية لقول قائل من هذه الأمة قد قلدوه في دينهم، وجعلوه شارعا مستقلا، ما عمل به من الكتاب والسنة، فهو المعمول به عندهم، وما لم يبلغه، أو بلغه، ولم يفهمه حق فهمه، وأخطأ الصواب في اجتهاده وترجيحه، فهو في حكم المنسوخ عندهم، المرفوع حكمه عن العباد، مع كون من قلدوه متعبدا
[ ص: 119 ] بهذه الشريعة كما هم متعبدون بها، ومحكوم عليه بأحكامها كما هم محكوم عليهم بها. وقد اجتهد رأيه، وأدى ما عليه، وفاز بأجرين مع الإصابة، وبأجر مع الخطأ. وإنما الشأن في جعلهم لرأيه الذي أخطأ فيه شريعة مستقلة، ودليلا معمولا به، وقد أخطأ في هذا خطأ بينا، وغلط غلطا فاحشا. فإن الترخيص للمجتهد في اجتهاد رأيه يخصه وحده. ولا قائل من أهل الإسلام المعتد بأقوالهم أنه يجوز لغيره أن يعمل به تقليدا له، واقتداء به، وما جاء به المقلدة في تقويم هذا الباطل، فهو من الجهل العاطل.
قال
النسفي: الآية زاجرة عن
nindex.php?page=treesubj&link=32213_22328التجوز فيما يسأل من الأحكام، وباعثة على وجوب الاحتياط فيه، وألا يقول أحد في شيء: جائز، أو غير جائز، إلا بعد إيقان وإتقان، وإلا فهو مفتر على الديان. انتهى.
قلت: وإنك إذا تتبعت فتاوى فقهاء الزمان، وجدت غالبها عارية عن الدليل، مبنية على قال وقيل، فيها تحليل ما لم يحلله الشارع، وتحريم ما حلله. ولا سيما أطال مريدو المشايخ ذيول الإباحة إلى غاية لا تحصى، وأفتى فقهاء الرأي والتقليد بجواز ما لم يأذن به الله، وصار هذا عادة للعوام. وهم يقتتلون عليه إذا أفتى أحد من أهل الحق بعدم جوازه، فوقعوا بهذا الاعتقاد في شرك الشرك، وهم يظنون أنهم مؤمنون، فكان الأمر كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [يوسف: 106].
اللهم كما رزقتنا من العلم ما نميز به بين الحق والباطل، فارزقنا من الإنصاف ما نظفر عنده بما هو الحق عندك، يا واهب الخير، ونبعد عن الشرك
[ ص: 120 ] في العادات والعبادات كلها، ونحيا على التوحيد، ونموت عليه، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن [يونس: 66] أي ما يتبعون يقينا، إنما يتبعون ظنا، ويظنون أنهم آلهة تشفع لهم، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66وإن هم إلا يخرصون الخرص: التخمين، ويستعمل بمعنى الكذب؛ لغلبته في مثله.
والحاصل: أن هذا الظن صار من عادتهم، وصاروا بسببه من المشركين. فكان ديدنهم دعاء غير الله وعبادته، على ظن شفاعته لهم. وهذا هو الخرص والكذب.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14له دعوة الحق والذين يدعون من دونه [الرعد: 14] أي: غير الله - عز وجل -، وهم الأصنام، والأولياء، ونحوهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لا يستجيبون لهم بشيء مما يطلبونه منهم، كائنا ما كان
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إلا كباسط كفيه إلى الماء أي: كاستجابة الماء لمن بسط كفيه إليه من بعيد؛ فإنه لا يجيبه؛ لأنه جماد لا يشعر بحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه، ولا يدري أنه طلب منه،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14ليبلغ فاه بارتفاعه من البئر إليه. ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وما هو أي: الماء
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال أي: يضل عنهم ذلك الدعاء، إذا احتاجوا إليه؛ لأن أصواتهم محجوبة عن الله، فلا يجدون منه شيئا، ولا ينفعهم بوجه من الوجوه، بل هو ضائع ذاهب.
والمراد بالدعاء هنا: العبادة، فالمعنى: أن عبادة المشركين بالله شيئا من الأشياء الضائعات.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون [النحل: 53] أي: تتضرعون، وتستغيثون، وتضجون في كشفه، فلا كاشف له إلا هو.
[ ص: 121 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون [النحل: 54] فيجعلون معه إلها آخر؛ من صنم، أو وثن، أو شيخ، أو ولي، أو كبير، أو طاغوت.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم [النحل: 56] أي: للجمادات، والشياطين، والأولياء، والشهداء، والأئمة، والطواغيت. أي: يجعلون لهم نصيبا من أموالهم بالنذور ونحوها، يتقربون به إليهم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: يعلمون أن الله خلقهم، ويضرهم، وينفعهم، ثم يجعلون لما لا يعلمون أنه يضرهم وينفعهم نصيبا مما رزقناهم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: هم مشركو العرب، جعلوا لأوثانهم، وشياطينهم مما رزقهم الله، وجزؤوا من أموالهم جزءا، فجعلوه لهم.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، قال: هو قولهم: هذا لله بزعمهم، وهذا لشركائنا.
وبالجملة:
nindex.php?page=treesubj&link=28106إذا جعل الآدمي جزءا من ماله لغير الله، كائنا من كان، وبذله في سبيله نذرا لقضاء حاجة له؛ من شفاء مريض، أو حصول ولد، أو إنجاح مرام، فقد أتى بالشرك الواضح الجلي. وقد صار هذا الشرك عادة للناس في هذا العصر، قل من نجا منهم.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر [الإسراء: 67] يعني: خوف الغرق
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67في البحر ضل من تدعون من الآلهة، وذهب عن خواطركم، ولم يوجد لإغاثتكم ما كنتم تدعون من دونه؛ من صنم، أو جن، أو ملك، أو بشر، أو شهيد، أو ولي، أو حجر، أو مدر، في حوادثكم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67إلا إياه وحده، فإنكم تعتقدون نجاتكم برحمته وإغاثته. ومعنى الآية: أن المشركين من عادتهم أنهم يعتقدون في سائر معبوداتهم أنها نافعة لهم في غير هذه الحالة، فأما في هذه الحالة، فإن كل واحد منهم يعلم بالفطرة علما لا يقدر على مدافعته أنهم لا فعل لهم.
[ ص: 122 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فلما نجاكم من الغرق، وأوصلكم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67إلى البر أعرضتم عن الإخلاص لله وتوحيده، ورجعتم إلى دعاء آلهتكم والاستعانة بها.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وكان الإنسان كفورا أي: كثير الكفران لنعمة الله.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك [العنكبوت: 65] أي: إذا انقطع رجاؤهم من الحياة، وخافوا الغرق، رجعوا إلى الفطرة،
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65دعوا الله وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65مخلصين له الدين بصدق نياتهم، وتركهم عند ذلك دعاء معبوداتهم؛ لعلمهم أنه لا يكشف هذه الشدة العظيمة النازلة بهم غير الله سبحانه.
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فلما نجاهم إلى البر ، وأمنوا من الغرق
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65إذا هم يشركون أي: عادوا إلى الشرك، ودعوا غير الله سبحانه.
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66ليكفروا بما آتيناهم [العنكبوت: 66] من نعمة الإنجاء
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وليتمتعوا بها
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66فسوف يعلمون عاقبة ذلك الأمن، وما فيه من الوبال عليهم. وفيه تهديد للمشركين عظيم.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وإذا مس الناس ضر [الروم: 33] أي: قحط وشدة، وهزال، ومرض، ونحوها،
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33دعوا ربهم أن يرفع ذلك عنهم، واستعانوا به
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33منيبين أي: راجعين ملتجئين إليه، لا يعولون على غيره.
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33ثم إذا أذاقهم منه رحمة بإجابة دعائهم، ورفع تلك الشدائد عنهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33إذا فريق منهم بربهم يشركون أي: فاجأ فريق منهم الإشراك، وهم الذين دعوه فخلصهم مما كانوا فيه.
وهذا الكلام مسوق للتعجب من أحوالهم، وما صاروا عليه من الاعتراف بوحدانية الله سبحانه عند نزول الشدائد، والرجوع إلى الشرك عند رفع ذلك عنهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون [الروم: 34] ما يتعقب هذا التمتع الزائل من العذاب الأليم.
[ ص: 123 ] nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أم أنزلنا عليهم سلطانا [الروم: 35] أي: من حجة
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35فهو يتكلم بما كانوا به يشركون أي: ينطق بإشراكهم بالله سبحانه، أو بالأمر الذي كانوا بسببه يشركون.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وإذا مس الإنسان ضر أي ضر كان؛ في جسمه، أو ماله، أو أهله، أو ولده؛ من بلاء، أو مرض، أو فقر، أو خوف، أو شدة. لأن اللفظ مطلق، فلا معنى لتقييده.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8دعا ربه منيبا إليه أي: راجعا إليه، مستغيثا به في دفع ما نزل به، تاركا لما كان يدعوه ويستغيث به؛ من ميت، أو حي، أو صنم، أو وثن، أو إمام، أو شهيد، أو شيخ، أو ولي، أو كبير، أو غير ذلك في حال الرخاء؛ لعلمه بأنها بمعزل عن القدرة على كشف ضره.
جَهْلُ
nindex.php?page=treesubj&link=34390مَنْ أَفْتَى بِحِلِّ بَقَرَةِ السَّيِّدِ أَحْمَدَ الْكَبِيرِ
وَقَدْ أَفْتَى بَعْضُ عُلَمَاءِ
الْهِنْدِ مِمَّنْ مَاتَ بِحِلَّةٍ بَقَرَةِ
السَّيِّدِ أَحْمَدَ الْكَبِيرِ، وَغَنَمِ الشَّيْخِ
سَدْوٍ؛ بِدَلِيلِ ذَبْحِهِمَا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، وَإِنْ رُفِعَ بِهِمَا الصَّوْتُ لِغَيْرِ اللَّهِ. وَهَذَا مِنَ الْجَهْلِ بِمَكَانٍ لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِمَدَارِكِ الشَّرْعِ.
قَالَ فِي «فَتْحِ الْبَيَانِ»: وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ الشَّرِيفَةِ مَا يَصُكُّ مَسَامِعَ الْمُتَصَدِّرِينَ لِلْإِفْتَاءِ لِعِبَادِ اللَّهِ فِي شَرِيعَتِهِ؛ بِالتَّحْلِيلِ، وَالتَّحْرِيمِ، وَالْجَوَازِ، وَعَدَمِهِ، مَعَ كَوْنِهِمْ مِنَ الْمُقَلِّدِينَ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ حُجَجَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَا يَفْهَمُونَهَا، وَلَا يَدْرُونَ مَا هِيَ، وَمَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ الْحِكَايَةُ لِقَوْلِ قَائِلٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ قَلَّدُوهُ فِي دِينِهِمْ، وَجَعَلُوهُ شَارِعًا مُسْتَقِلًّا، مَا عَمِلَ بِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَهُوَ الْمَعْمُولُ بِهِ عِنْدَهُمْ، وَمَا لَمْ يَبْلُغْهُ، أَوْ بَلَغَهُ، وَلَمْ يَفْهَمْهُ حَقَّ فَهْمِهِ، وَأَخْطَأَ الصَّوَابَ فِي اجْتِهَادِهِ وَتَرْجِيحِهِ، فَهُوَ فِي حُكْمِ الْمَنْسُوخِ عِنْدَهُمْ، الْمَرْفُوعِ حُكْمُهُ عَنِ الْعِبَادِ، مَعَ كَوْنِ مَنْ قَلَّدُوهُ مُتَعَبِّدًا
[ ص: 119 ] بِهَذِهِ الشَّرِيعَةِ كَمَا هُمْ مُتَعَبِّدُونَ بِهَا، وَمَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِأَحْكَامِهَا كَمَا هُمْ مَحْكُومٌ عَلَيْهِمْ بِهَا. وَقَدِ اجْتَهَدَ رَأْيَهُ، وَأَدَّى مَا عَلَيْهِ، وَفَازَ بِأَجْرَيْنِ مَعَ الْإِصَابَةِ، وَبِأَجْرٍ مَعَ الْخَطَأِ. وَإِنَّمَا الشَّأْنُ فِي جَعْلِهِمْ لِرَأْيِهِ الَّذِي أَخْطَأَ فِيهِ شَرِيعَةً مُسْتَقِلَّةً، وَدَلِيلًا مَعْمُولًا بِهِ، وَقَدْ أَخْطَأَ فِي هَذَا خَطَأً بَيِّنًا، وَغَلِطَ غَلَطًا فَاحِشًا. فَإِنَّ التَّرْخِيصَ لِلْمُجْتَهِدِ فِي اجْتِهَادِ رَأْيِهِ يَخُصُّهُ وَحْدَهُ. وَلَا قَائِلَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ الْمُعْتَدِّ بِأَقْوَالِهِمْ أَنَّهُ يَجُوزُ لِغَيْرِهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ تَقْلِيدًا لَهُ، وَاقْتِدَاءً بِهِ، وَمَا جَاءَ بِهِ الْمُقَلِّدَةُ فِي تَقْوِيمِ هَذَا الْبَاطِلِ، فَهُوَ مِنَ الْجَهْلِ الْعَاطِلِ.
قَالَ
النَّسَفِيُّ: الْآيَةُ زَاجِرَةٌ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=32213_22328التَّجَوُّزِ فِيمَا يُسْأَلُ مِنَ الْأَحْكَامِ، وَبَاعِثَةٌ عَلَى وُجُوبِ الِاحْتِيَاطِ فِيهِ، وَأَلَّا يَقُولَ أَحَدٌ فِي شَيْءٍ: جَائِزٌ، أَوْ غَيْرُ جَائِزٍ، إِلَّا بَعْدَ إِيقَانٍ وَإِتْقَانٍ، وَإِلَّا فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى الدَّيَّانِ. انْتَهَى.
قُلْتُ: وَإِنَّكَ إِذَا تَتَبَّعْتَ فَتَاوَى فُقَهَاءِ الزَّمَانِ، وَجَدْتَ غَالِبَهَا عَارِيَةً عَنِ الدَّلِيلِ، مَبْنِيَّةً عَلَى قَالَ وَقِيلَ، فِيهَا تَحْلِيلُ مَا لَمْ يُحَلِّلْهُ الشَّارِعُ، وَتَحْرِيمُ مَا حَلَّلَهُ. وَلَا سِيَّمَا أَطَالَ مُرِيدُو الْمَشَايِخِ ذُيُولَ الْإِبَاحَةِ إِلَى غَايَةٍ لَا تُحْصَى، وَأَفْتَى فُقَهَاءُ الرَّأْيِ وَالتَّقْلِيدِ بِجَوَازِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ، وَصَارَ هَذَا عَادَةً لِلْعَوَامِّ. وَهُمْ يَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ إِذَا أَفْتَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ بِعَدَمِ جَوَازِهِ، فَوَقَعُوا بِهَذَا الِاعْتِقَادِ فِي شَرَكِ الشِّرْكِ، وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ، فَكَانَ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يُوسُفُ: 106].
اللَّهُمَّ كَمَا رَزَقْتَنَا مِنَ الْعِلْمِ مَا نُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فَارْزُقْنَا مِنَ الْإِنْصَافِ مَا نَظْفَرُ عِنْدَهُ بِمَا هُوَ الْحَقُّ عِنْدَكَ، يَا وَاهِبَ الْخَيْرِ، وَنَبْعُدُ عَنِ الشِّرْكِ
[ ص: 120 ] فِي الْعَادَاتِ وَالْعِبَادَاتِ كُلِّهَا، وَنَحْيَا عَلَى التَّوْحِيدِ، وَنَمُوتُ عَلَيْهِ، إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ، وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ [يُونُسُ: 66] أَيْ مَا يَتَّبِعُونَ يَقِينًا، إِنَّمَا يَتَّبِعُونَ ظَنًّا، وَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ آلِهَةٌ تَشْفَعُ لَهُمْ، وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ الْخَرْصُ: التَّخْمِينُ، وَيُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْكَذِبِ؛ لِغَلَبَتِهِ فِي مِثْلِهِ.
وَالْحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا الظَّنَّ صَارَ مِنْ عَادَتِهِمْ، وَصَارُوا بِسَبَبِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَكَانَ دَيْدَنُهُمْ دُعَاءَ غَيْرِ اللَّهِ وَعِبَادَتَهُ، عَلَى ظَنِّ شَفَاعَتِهِ لَهُمْ. وَهَذَا هُوَ الْخَرْصُ وَالْكَذِبُ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ [الرَّعْدُ: 14] أَيْ: غَيْرِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -، وَهُمُ الْأَصْنَامُ، وَالْأَوْلِيَاءُ، وَنَحْوُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ مِمَّا يَطْلُبُونَهُ مِنْهُمْ، كَائِنًا مَا كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ أَيْ: كَاسْتِجَابَةِ الْمَاءِ لِمَنْ بَسَطَ كَفَّيْهِ إِلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُجِيبُهُ؛ لِأَنَّهُ جَمَادٌ لَا يَشْعُرُ بِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يُجِيبَ دُعَاءَهُ، وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ طَلَبَ مِنْهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لِيَبْلُغَ فَاهُ بِارْتِفَاعِهِ مِنَ الْبِئْرِ إِلَيْهِ. وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وَمَا هُوَ أَيِ: الْمَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ أَيْ: يَضِلُّ عَنْهُمْ ذَلِكَ الدُّعَاءُ، إِذَا احْتَاجُوا إِلَيْهِ؛ لِأَنَّ أَصْوَاتَهُمْ مَحْجُوبَةٌ عَنِ اللَّهِ، فَلَا يَجِدُونَ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا يَنْفَعُهُمْ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، بَلْ هُوَ ضَائِعٌ ذَاهِبٌ.
وَالْمُرَادُ بِالدُّعَاءِ هُنَا: الْعِبَادَةُ، فَالْمَعْنَى: أَنَّ عِبَادَةَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ الضَّائِعَاتِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [النَّحْلُ: 53] أَيْ: تَتَضَرَّعُونَ، وَتَسْتَغِيثُونَ، وَتَضِجُّونَ فِي كَشْفِهِ، فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ.
[ ص: 121 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [النَّحْلُ: 54] فَيَجْعَلُونَ مَعَهُ إِلَهًا آخَرَ؛ مِنْ صَنَمٍ، أَوْ وَثَنٍ، أَوْ شَيْخٍ، أَوْ وَلِيٍّ، أَوْ كَبِيرٍ، أَوْ طَاغُوتٍ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ [النَّحْلُ: 56] أَيْ: لِلْجَمَادَاتِ، وَالشَّيَاطِينِ، وَالْأَوْلِيَاءِ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالْأَئِمَّةِ، وَالطَّوَاغِيتِ. أَيْ: يَجْعَلُونَ لَهُمْ نَصِيبًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ بِالنُّذُورِ وَنَحْوِهَا، يَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَيْهِمْ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمْ، وَيَضُرُّهُمْ، وَيَنْفَعُهُمْ، ثُمَّ يَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَضُرُّهُمْ وَيَنْفَعُهُمْ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: هُمْ مُشْرِكُو الْعَرَبِ، جَعَلُوا لِأَوْثَانِهِمْ، وَشَيَاطِينِهِمْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ، وَجَزَّؤُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ جُزْءًا، فَجَعَلُوهُ لَهُمْ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ، قَالَ: هُوَ قَوْلُهُمْ: هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ، وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا.
وَبِالْجُمْلَةِ:
nindex.php?page=treesubj&link=28106إِذَا جَعَلَ الْآدَمِيُّ جُزْءًا مِنْ مَالِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ، كَائِنًا مَنْ كَانَ، وَبَذَلَهُ فِي سَبِيلِهِ نَذْرًا لِقَضَاءِ حَاجَةٍ لَهُ؛ مِنْ شِفَاءِ مَرِيضٍ، أَوْ حُصُولِ وَلَدٍ، أَوْ إِنْجَاحِ مَرَامٍ، فَقَدْ أَتَى بِالشِّرْكِ الْوَاضِحِ الْجَلِيِّ. وَقَدْ صَارَ هَذَا الشِّرْكُ عَادَةً لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْعَصْرِ، قَلَّ مَنْ نَجَا مِنْهُمْ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ [الْإِسْرَاءُ: 67] يَعْنِي: خَوْفَ الْغَرَقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ مِنَ الْآلِهَةِ، وَذَهَبَ عَنْ خَوَاطِرِكُمْ، وَلَمْ يُوجَدْ لِإِغَاثَتِكُمْ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ؛ مِنْ صَنَمٍ، أَوْ جِنٍّ، أَوْ مَلَكٍ، أَوْ بِشْرٍ، أَوْ شَهِيدٍ، أَوْ وَلِيٍّ، أَوْ حَجَرٍ، أَوْ مَدَرٍ، فِي حَوَادِثِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67إِلا إِيَّاهُ وَحْدَهُ، فَإِنَّكُمْ تَعْتَقِدُونَ نَجَاتَكُمْ بِرَحْمَتِهِ وَإِغَاثَتِهِ. وَمَعْنَى الْآيَةِ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ مِنْ عَادَتِهِمْ أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ فِي سَائِرِ مَعْبُودَاتِهِمْ أَنَّهَا نَافِعَةٌ لَهُمْ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْحَالَةِ، فَأَمَّا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَعْلَمُ بِالْفِطْرَةِ عِلْمًا لَا يَقْدِرُ عَلَى مُدَافَعَتِهِ أَنَّهُمْ لَا فِعْلَ لَهُمْ.
[ ص: 122 ] nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67فَلَمَّا نَجَّاكُمْ مِنَ الْغَرَقِ، وَأَوْصَلَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَرَجَعْتُمْ إِلَى دُعَاءِ آلِهَتِكُمْ وَالِاسْتِعَانَةِ بِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا أَيْ: كَثِيرَ الْكُفْرَانِ لِنِعْمَةِ اللَّهِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ [الْعَنْكَبُوتُ: 65] أَيْ: إِذَا انْقَطَعَ رَجَاؤُهُمْ مِنَ الْحَيَاةِ، وَخَافُوا الْغَرَقَ، رَجَعُوا إِلَى الْفِطْرَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65دَعَوُا اللَّهَ وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ بِصِدْقِ نِيَّاتِهِمْ، وَتَرْكِهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ دُعَاءَ مَعْبُودَاتِهِمْ؛ لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُ لَا يَكْشِفُ هَذِهِ الشِّدَّةَ الْعَظِيمَةَ النَّازِلَةَ بِهِمْ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ ، وَأَمِنُوا مِنَ الْغَرَقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ أَيْ: عَادُوا إِلَى الشِّرْكِ، وَدَعَوْا غَيْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ [الْعَنْكَبُوتُ: 66] مِنْ نِعْمَةِ الْإِنْجَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66وَلِيَتَمَتَّعُوا بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=66فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ ذَلِكَ الْأَمْنِ، وَمَا فِيهِ مِنَ الْوَبَالِ عَلَيْهِمْ. وَفِيهِ تَهْدِيدٌ لِلْمُشْرِكِينَ عَظِيمٌ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ [الرُّومُ: 33] أَيْ: قَحْطٌ وَشِدَّةٌ، وَهُزَالٌ، وَمَرَضٌ، وَنَحْوُهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33دَعَوْا رَبَّهُمْ أَنْ يَرْفَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَاسْتَعَانُوا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33مُنِيبِينَ أَيْ: رَاجِعِينَ مُلْتَجِئِينَ إِلَيْهِ، لَا يُعَوِّلُونَ عَلَى غَيْرِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً بِإِجَابَةِ دُعَائِهِمْ، وَرَفْعِ تِلْكَ الشَّدَائِدِ عَنْهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ أَيْ: فَاجَأَ فَرِيقٌ مِنْهُمُ الْإِشْرَاكَ، وَهُمُ الَّذِينَ دَعَوْهُ فَخَلَّصَهُمْ مِمَّا كَانُوا فِيهِ.
وَهَذَا الْكَلَامُ مَسُوقٌ لِلتَّعَجُّبِ مِنْ أَحْوَالِهِمْ، وَمَا صَارُوا عَلَيْهِ مِنَ الِاعْتِرَافِ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عِنْدَ نُزُولِ الشَّدَائِدِ، وَالرُّجُوعِ إِلَى الشِّرْكِ عِنْدَ رَفْعِ ذَلِكَ عَنْهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [الرُّومُ: 34] مَا يَتَعَقَّبُ هَذَا التَّمَتُّعُ الزَّائِلُ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ.
[ ص: 123 ] nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا [الرُّومُ: 35] أَيْ: مِنْ حُجَّةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ أَيْ: يَنْطِقُ بِإِشْرَاكِهِمْ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ، أَوْ بِالْأَمْرِ الَّذِي كَانُوا بِسَبَبِهِ يُشْرِكُونَ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ أَيُّ ضُرٍّ كَانَ؛ فِي جِسْمِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ أَهْلِهِ، أَوْ وَلَدِهِ؛ مِنْ بَلَاءٍ، أَوْ مَرَضٍ، أَوْ فَقْرٍ، أَوْ خَوْفٍ، أَوْ شِدَّةٍ. لِأَنَّ اللَّفْظَ مُطْلَقٌ، فَلَا مَعْنَى لِتَقْيِيدِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ أَيْ: رَاجِعًا إِلَيْهِ، مُسْتَغِيثًا بِهِ فِي دَفْعِ مَا نَزَلَ بِهِ، تَارِكًا لِمَا كَانَ يَدْعُوهُ وَيَسْتَغِيثُ بِهِ؛ مِنْ مَيِّتٍ، أَوْ حَيٍّ، أَوْ صَنَمٍ، أَوْ وَثَنٍ، أَوْ إِمَامٍ، أَوْ شَهِيدٍ، أَوْ شَيْخٍ، أَوْ وَلِيٍّ، أَوْ كَبِيرٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فِي حَالِ الرَّخَاءِ؛ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهَا بِمَعْزِلٍ عَنِ الْقُدْرَةِ عَلَى كَشْفِ ضُرِّهِ.