الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحسن بن علي بن الجعد ، قاضي مدينة المنصور .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأبو حسان الزيادي ، قاضي الشرقية . واسم أبي حسان الزيادي الحسن [ ص: 431 ] بن عثمان بن حماد بن عبد الرحمن بن يزيد البغدادي ، سمع الوليد بن مسلم ، ووكيع بن الجراح ، والواقدي وخلقا سواهم . وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وعلي بن عبد الله الفرغاني الحافظ المعروف بكغط وجماعة . ترجمه الحافظ ابن عساكر في " تاريخه " . قال : وليس هو من سلالة زياد بن أبيه إنما تزوج بعض أجداده بأم ولد لزياد ، فقيل له : الزيادي ، ثم أورد من حديثه بسنده عن جابر الحلال بين والحرام بين الحديث . وروي عن الخطيب أنه قال : كان من العلماء الأفاضل من أهل المعرفة والثقة والأمانة ، ولي قضاء الشرقية في خلافة المتوكل ، وله تاريخ حسن ، وله حديث كثير . وقال غيره : كان صالحا دينا قد عمل الكتب ، وكانت له معرفة بأيام الناس ، وله تاريخ حسن ، وكان كريما مفضالا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد ذكر ابن عساكر عنه أشياء حسنة ; منها أنه أنفذ إليه بعض أصحابه يذكر أنه قد أصابته ضائقة في عيد من الأعياد ، ولم يكن عنده غير مائة دينار ، فأرسلها بصرتها إليه ، ثم سأل ذلك الرجل صاحب له أيضا [ ص: 432 ] يشكو مثل تلك الحال ، فأرسل بها إليه ، وكتب أبو حسان إلى ذلك الرجل الذي أخذ المائة يستقرض منه شيئا وهو لا يشعر بالأمر ، فأرسل إليه بالمائة في صرتها ، فلما رآها تعجب من أمرها وركب إليه وسأله عن ذلك ، فذكر أن فلانا أرسلها إليه ، فاجتمع الثلاثة واقتسموا المائة دينار ، رحمهم الله وجزاهم عن مروءاتهم خيرا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأبو مصعب الزهري أحد رواة الموطأ عن مالك ، وعبد الله بن ذكوان أحد القراء المشاهير ، ومحمد بن أسلم الطوسي ، ومحمد بن رمح ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، أحد أئمة الجرح والتعديل ، والقاضي يحيى بن أكثم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية