الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إبراهيم بن الوليد الجشاش . وأحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي التميمي ، راوي السيرة عن يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق [ ص: 604 ] بن يسار ، وغير ذلك . وأبو عتبة الحجازي . وسليمان بن سيف . وسليمان بن وهب الوزير ، في حبس الموفق . وشعيب بن بكار ، يروي عن أبي عاصم النبيل . ومحمد بن صالح بن عبد الرحمن الأنماطي ، ويلقب بكيلجة ، وهو من تلاميذ يحيى بن معين ومحمد بن عبد الوهاب الفراء . ومحمد بن عبيد الله المنادي . ومحمد بن عوف الحمصي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأبو معشر المنجم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واسمه جعفر بن محمد البلخي ، أستاذ عصره في صناعة التنجيم ، وله فيه التصانيف المشهورة ، ك " المدخل " ، و " الزيج " ، و " الألوف " وغيرها ، وتكلم على ما يتعلق بالتسيير وكذلك بالأحكام .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 605 ] قال القاضي ابن خلكان وله إصابات عجيبة . ثم حكى أن بعض الملوك تطلب رجلا ، فذهب ذلك الرجل فاختفى وخاف من أبي معشر المنجم أن يدل عليه الملك بصنعته ، فعمد إلى طست فملأه دماء ، ووضع أسفله هاونا وجلس على ذلك الهاون ، فاستدعى الملك أبا معشر ، فضرب رمله وحرر أمره ، ثم قال : هذا عجيب ! أجد هذا الرجل جالسا على جبل من ذهب في وسط بحر من دم ، ولكن ليس هذا في الدنيا . ثم أعاد الضرب فوجده كذلك ، فتعجب الملك أيضا ، ونادى في البلد بأمان المذكور ، فلما مثل بين يدي الملك سأله أين اختفى ؟ فأخبره بأمره ، فتعجب الناس من ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قلت : والظاهر أن الذي ينسب إلى جعفر بن محمد الصادق من علم الرجز ، والطرف ، واختلاج الأعضاء ونحو ذلك ، إنما هو منسوب إلى جعفر بن محمد هذا ، وليس بالصادق . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية