الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي من توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن سعيد أبو القاسم الساوي ، رحل في الحديث إلى الآفاق حتى جاوز ما وراء النهر ، وكان له حظ وافر في الأدب ومعرفة العربية توفي بنيسابور في جمادى الأولى من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 109 ] طاهر بن الحسين البندنيجي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الوفا الشاعر المبرز ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      له قصيدتان في مدح نظام الملك إحداهما معجمة والأخرى غير منقوطة ، أولها :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لاموا ولو علموا ما اللوم ما لاموا ورد لومهم هم وآلام

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته ببلده في رمضان عن نيف وسبعين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن أمير المؤمنين المقتدي بأمر الله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عرض له جدري فمات فيها ، وله تسع سنين فحزن عليه والده والناس وجلسوا للعزاء فأرسل إليهم يقول : إن لنا في رسول الله أسوة حسنة حين توفي ابنه إبراهيم ، وقال الله تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ثم عزم على الناس فانصرفوا إلى منازلهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن محمد بن زيد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسن الحسيني الملقب بالمرتضى ذي الشرفين ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولد سنة خمس وأربعمائة وسمع الحديث الكثير وقرأ بنفسه على الشيوخ وصحب الحافظ أبا بكر الخطيب فصارت له معرفة جيدة بالحديث ، وسمع عليه الخطيب شيئا من مروياته ، ثم انتقل إلى سمرقند وأملى الحديث بأصبهان ، وغيرها ، وكان يرجع إلى عقل كامل وفضل ومروءة ، وكانت له أموال جزيلة وأملاك متسعة ونعمة وافرة ، يقال : إنه ملك [ ص: 110 ] أربعين قرية ، وكان كثير الصدقة والبر والصلة للعلماء والفقراء ، وبلغت زكاة ماله الصامت عشرة آلاف دينار غير زكاة العشور وكان له بستان ليس لملك مثله ، فطلبه منه ملك ما وراء النهر ، - واسمه الخضر بن إبراهيم - عارية ليتنزه فيه فأبى عليه ، وقال أعيره إياه ليشرب فيه الخمر بعد ما كان مأوى أهل العلم والحديث والدين؟ فأعرض عنه وحقد عليه ، ثم استدعاه إليه ليستشيره في بعض الأمور على العادة ، فلما حضر عنده قبض عليه وسجنه في قلعته واستحوذ على جميع أملاكه وحواصله وأمواله ، وكان يقول : ما تحققت صحة نسبي إلا بهذه المصادرة ، فإني ربيت في النعيم فكنت أقول : إن مثلي لا بد أن يبتلى ، ثم منعوه الطعام والشراب حتى مات - رحمه الله - في القلعة ، فأخرجوه ودفنوه هناك فقبره يزار ، أكرم الله مثواه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسن بن الصابئ الملقب بغرس النعمة
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سمع أباه وأبا علي بن شاذان ، وكانت له صدقة كثيرة ومعروف ، وقد ذيل على تاريخ أبيه الذي ذيله على تاريخ أبيه الذي ذيله على تاريخ ثابت بن سنان الذي ذيله على تاريخ ابن جرير الطبري وقد أنشأ دارا ببغداد ووقف فيها أربعة آلاف مجلد في فنون من العلوم وترك حين مات سبعين ألف دينار ودفن بمشهد علي ، رضي الله عنه ورحمه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 111 ] هبة الله بن علي بن محمد بن أحمد بن المحلى

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو نصر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      جمع خطبا ووعظا وسمع الحديث على مشايخ عديدة ، وتوفي شابا قبل أوان الرواية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو بكر بن عمر أمير الملثمين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان في أرض فرغانة اتفق له من الناموس ما لم يتفق لغيره من الملوك ، كان يركب معه إذا سار لقتال عدو خمسمائة ألف مقاتل ، كل يعتقد طاعته ، وكان يقيم الحدود ويحفظ محارم الإسلام ، ويسير في الناس سيرة شرعية مع صحة معتقده وموالاة الدولة العباسية ، أصابته نشابة في بعض حروبه ، فجاءته في حلقه فقتلته في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فاطمة بنت علي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      المؤدبة الكاتبة ، وتعرف ببنت الأقرع ، سمعت الحديث من أبي عمر بن مهدي وغيره ، وكانت تكتب المنسوب على طريقة ابن البواب ، ويكتب الناس عليها ، وبخطها كانت الهدنة من الديوان إلى ملك الروم ، وكتبت مرة إلى عميد الملك الكندري رقعة فأعطاها ألف دينار . توفيت في المحرم من هذه السنة ببغداد ودفنت بباب أبرز .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية