الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن معطي النحوي ، يحيى بن معطي بن عبد النور النحوي ، صاحب [ ص: 187 ] الألفية ، وغيرها من المصنفات النحوية المفيدة ، ويلقب بزين الدين ، أخذ عن الكندي وغيره ، ثم سافر إلى مصر ، فكانت وفاته بالقاهرة في مستهل ذي الحجة من هذه السنة ، وشهد جنازته الشيخ شهاب الدين أبو شامة ، وكان قد رحل إلى مصر في هذه السنة ، وحكي أن الملك الكامل شهد جنازته أيضا ، وأنه دفن قريبا من قبر المزني بالقرافة ، في طريق الشافعي عن يسرة المار - رحمه الله - .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الدخوار الطبيب

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واقف الدخوارية مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد ، المعروف بالدخوار ، شيخ الأطباء بدمشق ، وقد وقف داره بدرب العميد - بالقرب من الصاغة العتيقة - على الأطباء بدمشق مدرسة لهم ، وكانت وفاته في صفر من هذه السنة ، ودفن بسفح قاسيون ، وعلى قبره قبة على أعمدة في أصل الجبل شرقي الركنية ، وقد ابتلي بستة أمراض متعاكسة ، منها [ ص: 188 ] ريح اللقوة . وكان مولده سنة خمس وستين وخمسمائة ، وكان عمره ثلاثا وستين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الأثير : وفيها توفي :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي أبو غانم بن العديم ، الشيخ الصالح ، وكان من المجتهدين في العبادة والرياضة ، والعاملين بعلمهم ، ولو قال قائل : إنه لم يكن في زمانه أعبد منه لكان صادقا ، فرضي الله تعالى عنه وأرضاه ، فإنه من جماعة شيوخنا ، سمعنا عليه الحديث ، وانتفعنا برؤيته وكلامه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : وفيها أيضا في الثاني عشر من ربيع الأول توفي صديقنا :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو القاسم عبد المجيد بن العجمي الحلبي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهو وأهل بيته مقدمو السنة بحلب ، وكان رجلا ذا مروءة غزيرة ، وخلق حسن ، وحلم وافر ورياسة كثيرة ، يحب إطعام الطعام ، وأحب الناس إليه من أكل طعامه ، ويقبل يده ، وكان يلقى أضيافه بوجه منبسط ، ولا يقعد عن إيصال راحة وقضاء حاجة ، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا آخر ما وجد من " الكامل في التاريخ " للحافظ عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن الأثير - رحمه الله تعالى - . أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الكريم ، بن أبي السعادات بن كرم الموصلي ، [ ص: 189 ] أحد الفقهاء الحنفيين ، شرح قطعة كبيرة من القدوري ، وكتب الإنشاء لصاحبها بدر الدين لؤلؤ ، ثم استقال من ذلك ، وكان فاضلا شاعرا ، ومن شعره :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      دعوه كما شاء الغرام يكون فلست وإن خان العهود أخون     ولينوا له في قولكم ما استطعتم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عسى قلبه القاسي علي يلين     وبثوا صباباتي إليه وكرروا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديثي عليه فالحديث شجون     بنفسي الألى بانوا عن العين خفية
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحبهم في القلب ليس يبين     وسلوا على العشاق يوم تحملوا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سيوفا لها وطف الجفون جفون

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      المجد البهنسي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وزير الملك الأشرف ، ثم عزله وصادره ، ولما توفي دفن بتربته التي أنشأها بسفح قاسيون ، وجعل كتبه بها وقفا ، وأجرى عليها أوقافا جيدة دارة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      جمال الدولة ، خليل بن زويزان ، رئيس قصر حجاج ، كان كيسا ذا مروءة ، له صدقات كثيرة ، وله زيارة في مقابر الصوفية من ناحية القبلة ، ودفن [ ص: 190 ] بتربته عند مسجد فلوس - رحمه الله تعالى - .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الملك الأمجد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واقف المدرسة الأمجدية بالشرف .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها كانت وفاة الأمجد بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب ، صاحب بعلبك بعده لم يزل حتى قدم الأشرف موسى بن العادل إلى دمشق ، فملكها في سنة ست وعشرين ، فانتزع من يده بعلبك في سنة سبع وعشرين ، وأسكنه عنده بدمشق في دار أبيه ، فلما كان في شهر شوال من هذه السنة عدا عليه مملوك من مماليكه تركي ، فقتله ليلا ، وكان قد اتهمه بحياصة له وحبسه ، فتغلب عليه في بعض الليالي فقتله ، وقتل المملوك بعده . ودفن الأمجد في تربته التي إلى جانب تربة أبيه في الشرف الشمالي - رحمه الله تعالى - ، وقد كان شاعرا فاضلا ، له ديوان شعر ، وقد أورد له ابن الساعي قطعة جيدة من شعره الرائق الفائق . وترجمته في " طبقات الشافعية " ، ولم يذكره أبو شامة في " الذيل " ، وهذا عجيب منه . ومما أورد له ابن الساعي في شاب رآه يقطع قضبان بان ، فأنشأ على البديهة يقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      من لي بأهيف قال حين عتبته     في قطع كل قضيب بان رائق
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 191 ] تحكي شمائله الرشاء إذا انثنى     ريان بين جداول وحدائق
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سرقت غصون البان لين شمائلي     فقطعتها والقطع حد السارق

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومن شعره قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يؤرقني حنين وادكار     وقد خلت المرابع والديار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تناءى الظاعنون ولي فؤاد     يسير مع الهوادج حيث ساروا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حنين مثلما شاء التنائي     وشوق كلما بعد المزار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وليلي بعد بينهم طويل     فأين مضت ليالي القصار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد حكم السهاد على جفوني     تساوى الليل عندي والنهار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سهادي بعد نأيهم كثير     ونومي بعد ما رحلوا غرار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فمن ذا يستعير لنا عيونا     تنام وهل ترى عينا تعار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلا ليلي له صبح منير     ولا وجدي يقال له عثار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكم من قائل والحي غاد     يحجب ظعنه النقع المثار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقوفك في الديار وأنت حي     وقد رحل الخليط عليك عار

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كم يذهب هذا العمر في الخسران     ما أغفلني فيه وما أنساني
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 192 ] ضيعت زماني كله في لعب     يا عمر هل بعدك عمر ثاني

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد رآه بعضهم في المنام ، فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كنت من ذنبي على وجل     زال عني ذلك الوجل
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أمنت نفسي بوائقها     عشت لما مت يا رجل

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      رحمه الله ، وعفا عنه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      جلال الدين تكش

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : محمود بن علاء الدين خوارزم شاه محمد بن تكش الخوارزمي ، وهم من سلالة طاهر بن الحسين ، وتكش جدهم هو الذي أزال دولة السلجوقية . كانت التتار قهروا أباه حتى شردوه في البلاد ، فمات ببعض جزائر البحر ، ثم ساقوا وراء جلال الدين هذا حتى مزقوا عساكره شذر مذر ، وتفرقوا عنه أيدي سبا ، وانفرد هو وحده ، فلقيه فلاح من قرية بأرض ميافارقين ، فأنكره لما عليه من الجواهر والذهب ، وعلى فرسه ، فقال له : من أنت؟ فقال : أنا ملك الخوارزمية . وكانوا قد قتلوا للفلاح أخا ، فأنزله وأظهر إكرامه ، فلما نام قتله بفأس كانت عنده ، وأخذ ما عليه ، فبلغ الخبر إلى شهاب الدين غازي بن العادل ، صاحب ميافارقين فاستدعى بالفلاح ، فأخذ ما كان عليه من الجواهر والحلي ، وأخذ الفرس أيضا ، وكان الملك الأشرف يقول : هو سد بيننا وبين التتار ، كما أن السد بيننا وبين يأجوج ومأجوج .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية