الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عدد الشهداء

                                                                                      قد مر أن البخاري أخرج من حديث البراء ، أن المشركين أصابوا منا سبعين .

                                                                                      وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : يا رب السبعين من الأنصار ، سبعين يوم أحد ، وسبعين يوم بئر معونة ، وسبعين يوم مؤتة ، وسبعين يوم اليمامة .

                                                                                      وقال عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب ، قال : قتل من الأنصار في ثلاثة مواطن سبعون سبعون : يوم أحد ، ويوم اليمامة ، ويوم جسر أبي عبيد .

                                                                                      وقال ابن جريج : أخبرني عمر بن عطاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى ( قد أصبتم مثليها ( 165 ) ) [ آل عمران ] ، قال : قتل المسلمون من المشركين يوم بدر سبعين وأسروا سبعين ، وقتل المشركون يوم أحد من المسلمين سبعين .

                                                                                      وأما ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، فقال : جميع من قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، من قريش والأنصار : أربعة ، أو قال : سبعة [ ص: 421 ] وأربعون رجلا . وجميع من قتل يوم أحد ، يعني من المشركين تسعة عشر رجلا .

                                                                                      وقال موسى بن عقبة : جميع من استشهد من المسلمين ، من قريش والأنصار سبعة وأربعون رجلا .

                                                                                      وقال ابن إسحاق : جميع من استشهد من المسلمين ، من المهاجرين والأنصار ، يوم أحد ، خمسة وستون رجلا . وجميع قتلى المشركين اثنان وعشرون .

                                                                                      قلت : قول من قال سبعين أصح . ويحمل قول أصحاب المغازي هذا على عدد من عرف اسمه من الشهداء ، فإنهم عدوا أسماء الشهداء بأنسابهم .

                                                                                      قال ابن إسحاق : استشهد من المهاجرين :

                                                                                      حمزة ، وعبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي ، حليف بني عبد شمس ، وهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد دفن مع حمزة في قبر واحد ، ومصعب بن عمير ، وعثمان بن عثمان ، ولقبه شماس ، وهو عثمان بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي ، ابن أخت عتبة بن ربيعة ، هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا ، ولقب شماسا لملاحته .

                                                                                      [ ص: 422 ] ومن الأنصار : عمرو بن معاذ بن النعمان الأوسي ، أخو سعد ، وابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ ، والحارث بن أنيس بن رافع ، وعمارة بن زياد بن السكن ، وسلمة ، وعمرو ، ابنا ثابت بن وقش ، وعمهما : رفاعة بن وقش ، وصيفي بن قيظي ، وأخوه : حباب ، وعباد بن سهل ، وعبيد بن التيهان ، وحبيب بن زيد ، وإياس بن أوس ، الأشهليون ، واليمان أبو حذيفة ، حليف لهم ، ويزيد بن حاطب بن أمية الظفري ، وأبو سفيان بن الحارث بن قيس ، وغسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر الراهب ، ومالك بن أمية ; وعوف بن عمرو ، وأبو حية بن عمرو بن ثابت ، وعبد الله بن جبير بن النعمان ، أمير الرماة ، وأنس بن قتادة ، وخيثمة والد سعد بن خيثمة ، وحليفه : عبد الله بن سلمة العجلاني ، وسبيع بن حاطب بن الحارث ، وحليفه : مالك بن أوس ، وعمير بن عدي الخطمي . وكلهم من الأوس .

                                                                                      واستشهد من الخزرج : عمرو بن قيس النجاري ، وابنه : قيس ، وثابت بن عمرو بن زيد ، وعامر بن مخلد ، وأبو هبيرة بن الحارث بن علقمة ، وعمرو بن مطرف ، وإياس بن عدي ، وأوس ، أخو حسان بن ثابت ، وهو والد شداد بن أوس ، وأنس بن النضر بن ضمضم ، وقيس بن مخلد ، وعشرتهم من بني النجار ، وعبد لهم اسمه : كيسان ، وسليم بن الحارث ، ونعمان بن عبد عمرو ، وهما من بني دينار بن الحارث .

                                                                                      ومن بني الحارث بن الخزرج : خارجة بن زيد بن أبي زهير ، وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير ، وأوس بن أرقم بن زيد ، أخو زيد بن أرقم .

                                                                                      ومن بني خدرة : مالك بن سنان ، وسعيد بن سويد ، وعتبة بن ربيع .

                                                                                      [ ص: 423 ] ومن بني ساعدة : ثعلبة بن سعد بن مالك ، وثقف بن فروة ، وعبد الله بن عمرو بن وهب ، وضمرة ، حليف لهم من جهينة .

                                                                                      ومن بني عوف بن الخزرج ، ثم من بني سالم : عمرو بن إياس ، ونوفل بن عبد الله ، وعبادة بن الحسحاس ، والعباس بن عبادة بن نضلة ، والنعمان بن مالك ، والمجذر بن ذياد البلوي ، حليف لهم .

                                                                                      ومن بني الحبلى : رفاعة بن عمرو .

                                                                                      ومن بني سواد بن مالك : مالك بن إياس .

                                                                                      ومن بني سلمة : عبد الله بن عمرو بن حرام ، وعمرو بن الجموح بن زيد بن حرام ، وكانا متواخيين وصهرين ، فدفنا في قبر واحد ، وخلاد بن عمرو بن الجموح ، ومولاه أسير ، أبو أيمن ، مولى عمرو .

                                                                                      ومن بني سواد بن غنم : سليم بن عمرو بن حديدة ، ومولاه عنترة ، وسهيل بن قيس . ومن بني زريق : ذكوان بن عبد قيس ، وعبيد بن المعلى بن لوذان .

                                                                                      قال ابن إسحاق : وزعم عاصم بن عمر بن قتادة أن ثابت بن وقش قتل يومئذ مع ابنيه .

                                                                                      وذكر الواقدي جماعة قتلوا سوى من ذكرنا .

                                                                                      وقال البكائي : قال ابن إسحاق ، عن محمود بن لبيد ، قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد رفع حسيل بن جابر والد حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش في الآطام مع النساء والصبيان ، فقال أحدهم لصاحبه وهما شيخان كبيران : لا أبالك ، ما ننتظر ؟ فوالله ما بقي [ ص: 424 ] لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار ، إنما نحن هامة اليوم أو غد ، أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله يرزقنا الشهادة مع رسوله ؟ فخرجا حتى دخلا في الناس ، ولم يعلم بهما . فأما ثابت فقتله المشركون ، وأما حسيل فقتله المسلمون ولا يعرفونه .

                                                                                      قال : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، كان فينا رجل أتي لا يدرى ممن هو ، يقال له قزمان ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر له : إنه لمن أهل النار . فلما كان يوم أحد قتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين وكان ذا بأس ، فأثبتته الجراحة ، فاحتمل إلى دار بني ظفر ، فجعلوا يقولون له : والله لقد أبليت اليوم يا قزمان ، فأبشر . قال : بماذا أبشر ؟ والله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي ، ولولا ذلك لما قاتلت . فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما فقتل به نفسه .

                                                                                      قال ابن إسحاق : وكان ممن قتل يومئذ مخيريق ، وكان أحد بني ثعلبة بن العيطون ، قال لما كان يوم أحد : يا معشر يهود ، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق . قالوا : إن اليوم يوم السبت . قال : لا سبت . فأخذ سيفه وعدته وقال : إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء . ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل معه حتى قتل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا : مخيريق خير يهود .

                                                                                      ووقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى ، يجدعن الآذان والآنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما ، [ ص: 425 ] وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها ، فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها . ثم علت على صخرة مشرفة ، فصرخت بأعلى صوتها :

                                                                                      نحن جزيناكم بيوم بدر والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر ولا أخي ، وعمه وبكري شفيت صدري وقضيت نذري شفيت وحشي غليل صدري وقتل من المشركين على ما ذكر ابن إسحاق أحد عشر رجلا من بني عبد الدار ، وهم :

                                                                                      طلحة ، وأبو سعيد ، وعثمان : بنو أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى ومولاهم : صؤاب ، وبنو طلحة المذكور : مسافع ، والحارث ، والجلاس ، وكلاب ، وأبو زيد بن عمير أخو مصعب بن عمير ، وابن عمه : أرطأة بن شرحبيل بن هاشم ، وابن عمهم : قاسط بن شريح .

                                                                                      ومن بني أسد : عبد الله بن حميد بن زهير الأسدي ، وسباع بن عبد العزى الخزاعي حليف بني أسد .

                                                                                      وأربعة من بني مخزوم : أخو أم سلمة : هشام بن أبي أمية بن المغيرة ، والوليد بن العاص بن هشام بن المغيرة ، وأبو أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة ، وحليفهم خالد بن الأعلم .

                                                                                      ومن بني زهرة : أبو الحكم بن الأخنس بن شريق ، حليف لهم .

                                                                                      ومن بني جمح : أبي بن خلف ، وأبو عزة عمرو بن عبد الله بن عمير ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقه صبرا ، وذلك أنه أسر يوم بدر ، وأطلقه النبي صلى الله عليه وسلم بلا فداء لفقره ، وأخذ عليه أنه لا يعين عليه ، فنقض العهد وأسر يوم أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لا تمسح عارضيك [ ص: 426 ] بمكة تقول خدعت محمدا مرتين . وأمر به فضربت عنقه . وقيل لم يؤسر سواه .

                                                                                      ومن بني عامر بن لؤي : عبيد بن جابر ، وشيبة بن مالك .

                                                                                      وقال سليمان بن بلال ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة ، عن قطن بن وهب ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي هريرة ، ورواه حاتم بن إسماعيل ، عن عبد الأعلى فأرسله مرة وأسنده مرة عن أبي ذر عوض أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول -على طريقه فوقف عليه ودعا له ، ثم قرأ : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 23 ) ) [ الأحزاب ] . ثم قال : " أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ، فأتوهم وزوروهم ، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام " .

                                                                                      وقال ابن إسحاق : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، وحدثنيه بريدة بن سفيان ، عن محمد بن كعب ، قال : لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بحمزة من المثل جدع أنفه ولعب به قال : " لولا أن تجزع صفية وتكون سنة من بعدي ما غيب حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير " .

                                                                                      وحدثني بريدة ، عن محمد بن كعب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم . فلما رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما به من الجزع قالوا : لئن ظفرنا بهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد ، فأنزل الله تعالى : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ( 126 ) ) [ النحل ] ، إلى آخر السورة . فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      [ ص: 427 ] وروى ابن إسحاق ، عن شيوخه الذين روى عنهم قصة أحد ، أن صفية أقبلت لتنظر إلى حمزة وهو أخوها لأبويها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير : إلقها فأرجعها ، لا ترى ما بأخيها . فلقيها فقال : أي أمه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي . قالت : ولم ؟ فقد بلغني أنه مثل بأخي ، وذلك في الله ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، فلأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله . فجاء الزبير فأخبره قولها ، قال : فخل سبيلها . فأتته ، فنظرت إليه واسترجعت واستغفرت له ثم أمر به فدفن .

                                                                                      وقال أبو بكر بن عياش ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : لما قتل حمزة أقبلت صفية ، فلقيت عليا والزبير ، فأرياها أنهما لا يدريان . فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فإني أخاف على عقلها . فوضع يده على صدرها ودعا لها ، فاسترجعت وبكت . ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال : " لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع " . ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم سبع تكبيرات ، ويرفعون ويترك حمزة ، ثم يجاء بسبعة فيكبر عليهم سبعا ، حتى فرغ منهم .

                                                                                      وحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليهم أصح .

                                                                                      وفي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد صلاته على الميت . فالله أعلم .

                                                                                      عثمان بن عمر ، وروح بن عبادة ، بإسناد الحاكم في " المستدرك " إليهما : حدثنا أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن أنس ، [ ص: 428 ] قال : لما كان يوم أحد ، مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة وقد جدع ومثل به ، فقال : لولا أن تجد صفية تركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع . فكفنه في نمرة ، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره . . . الحديث .

                                                                                      وقال يحيى الحماني : حدثنا قيس -هو ابن الربيع عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به : " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين منهم " فنزلت : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ( 126 ) ) [ النحل ] الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نصبر يا رب . إسناده ضعيف من قبل قيس .

                                                                                      وقد روى نحوه حجاج بن منهال ، وغيره ، عن صالح المري وهو ضعيف عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة ، وزاد : فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط أوجع لقلبه منه .

                                                                                      أخبرنا محمد بن محمد بن صاعد القاضي ، قال : حدثنا الحسن بن أحمد الزاهد ببيت المقدس سنة تسع وعشرين وستمائة ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد السلفي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ، قال : حدثنا يعقوب الفسوي ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان ، قال : حدثنا عيسى بن عبيد الكندي ، قال : حدثني ربيع بن أنس ، قال : حدثني أبو العالية ، عن أبي كعب أنه أصيب من الأنصار يوم أحد أربعة وستون ، وأصيب من المهاجرين ستة ، منهم حمزة ، فمثلوا بقتلاهم ، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما من الدهر لنربين عليهم .

                                                                                      [ ص: 429 ] فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل لا يعرف : لا قريش بعد اليوم ، مرتين ، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ( 126 ) ) [ النحل ] الآية . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كفوا عن القوم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية