قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج nindex.php?page=treesubj&link=28723_30337_33679_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير nindex.php?page=treesubj&link=30290_30292_30337_30347_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور nindex.php?page=treesubj&link=32213_32408_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=8ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير nindex.php?page=treesubj&link=18669_30539_30549_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق nindex.php?page=treesubj&link=30364_30530_30532_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد
هذا هو المثال الذي يعطي للمعتبر فيه جواز بعث الأجساد، وذلك أن إحياء الأرض بعد موتها بين، فكذلك الأجساد، و "هامدة" معناها: ساكنة دارسة بالية، ومنه قيل: همد الثوب إذا بلي، قال
الأعشى :
قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا وأرى ثيابك باليات همدا
و "اهتزاز الأرض" هو حركتها بالنبات وغير ذلك مما يعتريها بالماء، و "ربت" معناه: نشزت وارتفعت، ومنه الربوة، وهو المكان المرتفع، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962جعفر بن القعقاع : "وربأت" بالهمز، ورويت عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ، وقرأها
عبد الله بن جعفر ،
[ ص: 218 ] وخالد بن إلياس ، وهي غير وجيهة، ووجهها أن تكون من: "ربأت القوم" إذا علوت شرفا من الأرض طليعة، فكأن الأرض بالماء تتطاول وتعلو. و"الزوج": النوع، و "البهيج" فعيل من البهجة وهي الحسن، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره.
قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق إشارة إلى ما تقدم ذكره، فـ "ذلك" ابتداء، وخبره "بأن"، أي: هو بأن الله حق محيي قادر، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية ليس بسبب لما ذكر، لكن المعنى أن الأمر مرتبط بعضه ببعض، أو على تقدير: والأمر أن الساعة.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ومن الناس من يعبد الآية. الإشارة بقوله سبحانه: " ومن الناس " إلى القوم المتقدم ذكرهم، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب أنه قال: نزلت هذه الآية في
الأخنس بن شريق ، وكرر هذه على جهة التوبيخ، فكأنه يقول: وهذه الأمثال في غاية الوضوح والبيان، ومن الناس مع ذلك من يجادل، فكأن الواو واو الحال، والآية المتقدمة الواو فيها واو عطفت جملة الكلام على ما قبلها، والآية على معنى الإخبار، وهي ها هنا مكررة للتوبيخ، و "ثاني" حال من ضمير في "يجادل"، ولا يجوز أن تكون من "من" لأنها ابتداء، والابتداء عمله الرفع لا النصب، وإضافة "ثاني" غير معتد بها; لأنها في معنى الانفصال إذ تقديرها: ثانيا عطفه. وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ثاني عطفه عبارة عن المتكبر المعرض، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
وذلك أن صاحب الكبر يرد وجهه عما يتكبر عنه، فهو يرد وجهه يصعر خده ويلوي عنقه، ويثني عطفه، وهذه هي عبارات المفسرين. و "العطف": الجانب. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : "عطفه" بفتح العين، والعطاف: السيف; لأن صاحبه يتعطفه، أي يصله
[ ص: 219 ] بجنبه. وقرأ الجمهور : "ليضل" بضم الياء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وأهل
مكة : "ليضل" بفتح الياء، وكذلك قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو . و "الخزي": الذي توعد به
النضر بن الحارث في أسره يوم
بدر ، وقتله بالصفراء و"الحريق": طبقة من طبقات جهنم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك بمعنى: يقال له، ونسب التقديم إلى اليدين إذ هما آلة الاكتساب، واختلف في الوقف على "يداك" فقيل: لا يجوز لأن التقدير: وبأن الله، أي أن هذا هو العدل فيك بجرائمك، وقيل: يجوز بمعنى: والأمر أن الله تعالى ليس بظلام. و "العبيد" هنا ذكروا في معنى مكسنتهم وقلة قدرتهم، فلذلك جاءت هذه الصيغة.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30337_33679_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=30290_30292_30337_30347_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ nindex.php?page=treesubj&link=32213_32408_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=8وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ nindex.php?page=treesubj&link=18669_30539_30549_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ nindex.php?page=treesubj&link=30364_30530_30532_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ
هَذَا هُوَ الْمِثَالُ الَّذِي يُعْطِي لِلْمُعْتَبِرِ فِيهِ جَوَازَ بَعْثِ الْأَجْسَادِ، وَذَلِكَ أَنَّ إِحْيَاءَ الْأَرْضِ بَعْدَ مَوْتِهَا بَيِّنٌ، فَكَذَلِكَ الْأَجْسَادِ، و "هَامِدَةً" مَعْنَاهَا: سَاكِنَةٌ دَارِسَةٌ بَالِيَةٌ، وَمِنْهُ قِيلَ: هَمَدَ الثَّوْبُ إِذَا بَلِيَ، قَالَ
الْأَعْشَى :
قَالَتْ قَتِيلَةُ مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبًا وَأَرَى ثِيَابَكَ بَالِيَاتٍ هَمَدَا
و "اهْتِزَازُ الْأَرْضِ" هُوَ حَرَكَتُهَا بِالنَّبَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَعْتَرِيهَا بِالْمَاءِ، وَ "رَبَتْ" مَعْنَاهُ: نَشَزَتْ وَارْتَفَعَتْ، وَمِنْهُ الرَّبْوَةُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962جَعْفَرُ بْنُ الْقَعْقَاعِ : "وَرَبَأَتْ" بِالْهَمْزِ، وَرُوِيَتْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرُو ، وَقَرَأَهَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ،
[ ص: 218 ] وَخَالِدُ بْنُ إِلْيَاسٍ ، وَهِيَ غَيْرُ وَجِيهَةٍ، وَوَجْهُهَا أَنْ تَكُونَ مِنْ: "رَبَأْتُ الْقَوْمَ" إِذَا عَلَوْتَ شَرَفًا مِنَ الْأَرْضِ طَلِيعَةً، فَكَأَنَّ الْأَرْضَ بِالْمَاءِ تَتَطَاوَلُ وَتَعْلُو. و"الزَّوْجُ": النَّوْعُ، و "الْبَهِيجُ" فَعِيلٌ مِنَ الْبَهْجَةِ وَهِيَ الْحَسَنُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ.
قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، فَـ "ذَلِكَ" ابْتِدَاءٌ، وَخَبَرُهُ "بِأَنَّ"، أَيْ: هُوَ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ مُحْيِي قَادِرٌ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَيْسَ بِسَبَبٍ لِمَا ذُكِرَ، لَكِنَّ الْمَعْنَى أَنَّ الْأَمْرَ مُرْتَبِطٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ: وَالْأَمْرُ أَنَّ السَّاعَةَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الْآيَةُ. الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: " وَمِنَ النَّاسِ " إِلَى الْقَوْمِ الْمُتَقَدِّمْ ذَكْرُهُمْ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَاشُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ ، وَكَرَّرَ هَذِهِ عَلَى جِهَةِ التَّوْبِيخِ، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: وَهَذِهِ الْأَمْثَالُ فِي غَايَةِ الْوُضُوحِ وَالْبَيَانِ، وَمِنَ النَّاسِ مَعَ ذَلِكَ مَنْ يُجَادِلُ، فَكَأَنَّ الْوَاوَ وَاوُ الْحَالِ، وَالْآيَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ الْوَاوُ فِيهَا وَاوٌ عَطَفَتْ جُمْلَةَ الْكَلَامِ عَلَى مَا قَبِلَهَا، وَالْآيَةُ عَلَى مَعْنَى الْإِخْبَارِ، وَهِيَ هَا هُنَا مُكَرَّرَةٌ لِلتَّوْبِيخِ، و "ثَانِيَ" حَالٌ مِنْ ضَمِيرٍ فِي "يُجَادِلُ"، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ "مِنَ" لِأَنَّهَا ابْتِدَاءٌ، وَالِابْتِدَاءُ عَمَلُهُ الرَّفْعُ لَا النَّصْبُ، وَإِضَافَةُ "ثَانِيَ" غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهَا; لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الِانْفِصَالِ إِذْ تَقْدِيرُهَا: ثَانِيًا عِطْفِهِ. وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ثَانِيَ عِطْفِهِ عِبَارَةٌ عَنِ الْمُتَكَبِّرِ الْمُعْرِضِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرُهُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الْكِبْرِ يَرُدُّ وَجْهَهُ عَمَّا يَتَكَبَّرُ عَنْهُ، فَهُوَ يَرُدُّ وَجْهَهُ يُصَعِّرُ خَدَّهُ وَيَلْوِي عُنُقَهُ، وَيَثْنِي عِطْفِهِ، وَهَذِهِ هِيَ عِبَارَاتُ الْمُفَسِّرِينَ. و "الْعِطْفُ": الْجَانِبُ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : "عِطْفُهُ" بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَالْعِطَافُ: السَّيْفُ; لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَعَطَّفُهُ، أَيْ يَصِلُهُ
[ ص: 219 ] بِجَنْبِهِ. وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : "لِيُضِلَّ" بِضَمِّ الْيَاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدُ وَأَهْلُ
مَكَّةَ : "لِيَضِلَّ" بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرُو . و "الْخِزْيِ": الَّذِي تَوَعَّدَ بِهِ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ فِي أَسْرِهِ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَقَتْلِهِ بَالصَّفْرَاءِ و"الْحَرِيقُ": طَبَقَةٌ مِنْ طَبَقَاتِ جَهَنَّمَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ بِمَعْنَى: يُقَالُ لَهُ، وَنَسَبَ التَّقْدِيمَ إِلَى الْيَدَيْنِ إِذْ هُمَا آلَةُ الِاكْتِسَابِ، وَاُخْتُلِفَ فِي الْوَقْفِ عَلَى "يَدَاكَ" فَقِيلَ: لَا يَجُوزُ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ: وَبِأَنَّ اللَّهَ، أَيْ أَنَّ هَذَا هُوَ الْعَدْلُ فِيكَ بِجَرَائِمِكَ، وَقِيلَ: يَجُوزُ بِمَعْنَى: وَالْأَمْرُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ بِظَلَّامٍ. و "الْعَبِيدُ" هُنَا ذُكِرُوا فِي مَعْنَى مَكْسَنَتِهِمْ وَقِلَّةِ قُدْرَتِهِمْ، فَلِذَلِكَ جَاءَتْ هَذِهِ الصِّيغَةُ.