الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      استنابه ولي الدين بن أبي البقاء السبكي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي آخر هذا اليوم - أعني يوم الخميس ثامن عشره - حكم أقضى القضاة ولي الدين ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء بالمدرسة العادلية الكبيرة نيابة عن قاضي القضاة تاج الدين مع استنابة أقضى القضاة شمس الدين العزي ، [ ص: 697 ] وأقضى القضاة بدر الدين بن وهيبة ، وأما قاضى القضاة بدر الدين بن أبي الفتح فهو نائب أيضا ، ولكنه بتوقيع شريف أنه يحكم مستقلا مع قاضي القضاة تاج الدين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي يوم الاثنين الثاني والعشرين منه استحضر نائب السلطنة الأمير ناصر الدين بن العاوي متولي البلد ، ونقم عليه أشياء ، وأمر بضربه ، فضرب بين يديه على أكتافه ضربا ليس بمبرح ، ثم عزله ، واستدعى بالأمير علم الدين سليمان أحد الأمراء العشراوات ابن الأمير صفي الدين بن أبي القاسم البصراوي أحد أمراء الطبلخاناه ، كان قد ولي شد الدواوين ، ونظر القدس والخليل ، وغير ذلك من الولايات الكبار ، وهو ابن الشيخ فخر الدين عثمان ابن الشيخ صفي الدين أبي القاسم التميمي الحنفي ، وبأيديهم تدريس الأمينية التي ببصرى ، والحكيمية أزيد من مائة سنة ، فولاه البلد على تكره منه فألزمه بها ، وخلع عليه ، وقد كان وليها قبل ذلك فأحسن السيرة ، وشكر سعيه لديانته ، وأمانته ، وعفته ، وفرح الناس به ، ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية