قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_30566_30945_34092_34233_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا
كان هذا الحكم في أول الإسلام قبل أن يستحكم أمر الطاعة من الناس، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هادن من
العرب قبائل، كرهط
هلال بن عويمر الأسلمي، وسراقة بن مالك بن جعشم، وخزيمة بن عامر بن عبد مناف، فقضت هذه الآية بأنه من وصل من المشركين الذين لا عهد بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء أهل العهد، فدخل في عدادهم وفعل من الموادعة، فلا سبيل عليه. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد: ثم لما تقوى الإسلام وكثر ناصروه نسخت هذه والتي بعدها بما في سورة [براءة]،
[ ص: 623 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة، وغيره: "يصلون" -في هذا الموضع- معناه: ينتسبون، ومنه قول
الأعشى: إذا اتصلت قالت لبكر بن وائل وبكر سبتها والأنوف رواغم
يريد إذا انتسبت.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا غير صحيح، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قريشا وهم قرابة السابقين إلى الإسلام يقضي بأن قرابة من له ميثاق أجدر بأن تقاتل، فإن قيل: إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقاتل
قريشا إلا بعد نسخ هذه الآية، قيل: التواريخ تقضي بخلاف ذلك، لأن الناسخ لهذه الآية هي سورة [براءة]، ونزلت بعد فتح
مكة، وإسلام جميع
قريش.
وقوله تعالى: "أو جاءوكم" عطف على: "يصلون"، ويحتمل أن يكون على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90بينكم وبينهم ميثاق ، والمعنى في العطفين مختلف، وهذا أيضا حكم كان قبل أن يستحكم أمر الإسلام، فكان المشرك إذا اعتزل القتال، وجاء إلى دار الإسلام مسالما كارها لقتال قومه، مع المسلمين، ولقتال المسلمين مع قومه، لا سبيل عليه، وهذه نسخت أيضا بما في [براءة].
و"حصرت": ضاقت وحرجت، ومنه الحصر في القول، وهو: ضيق الكلام على المتكلم.
[ ص: 624 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: "حصرة"، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري، وحكى ذلك
المهدوي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم من رواية
حفص، وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنه قرأ: "حصرات"، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي سقط: "أو جاءوكم"، و"حصرت" عند جمهور النحويين في موضع نصب على الحال بتقدير: قد حصرت..
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا يصحب الفعل الماضي إذا كان في موضع الحال، والداعي إليه أن يفرق بين تقدير الحال وبين خبر مستأنف، كقولك: "جاء زيد ركب الفرس"، فإن أردت بقولك: "ركب الفرس" خبرا آخر عن زيد لم تحتج إلى تقدير "قد"، وإن أردت به الحال من زيد قدرته بـ "قد"، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: "حصرت": خبر بعد خبر، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد: "حصرت": دعاء عليهم.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقال بعض المفسرين: لا يصح هنا الدعاء، لأنه يقتضي الدعاء عليهم بألا يقاتلوا قومهم، ذلك فاسد.
قال المؤلف:
وقول
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد يخرج على أن الدعاء عليهم بألا يقاتلوا المسلمين تعجيز لهم، والدعاء عليهم بألا يقاتلوا قومهم تحقير لهم، أي: هم أقل وأحقر، ويستغنى عنهم، كما تقول إذا أردت هذا المعنى: لا جعل الله فلانا علي ولا معي أيضا، بمعنى: أستغني عنه وأستقل دونه.
واللام في قوله: "لسلطهم" جواب "ولو"، وفي قوله: "فلقاتلوكم" لام المحاذاة والازدواج، لأنها بمثابة الأولى، لو لم تكن الأولى كنت تقول: لو شاء الله لقاتلوكم، والمعنى تقرير المؤمنين على مقدار النقمة وصرفها، أي: لو شاء الله لقواهم وجرأهم عليكم، فإذ قد أنعم الله عليكم بالهدنة فاقبلوها وأطيعوا فيها.
وقرأت طائفة "فلقتلوكم"، وقرأ
الجحدري، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن: "فلقتلوكم" بتشديد التاء، والمعنى: "فإن اعتزلوكم" أي: هادنوكم وتاركوكم في القتل. و"السلم" هنا: الصلح، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع، ومنه قول
الطرماح بن حكيم: [ ص: 625 ] وذاك أن تميما غادرت سلما للأسد كل حصان رعثة الكبد
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع: السلم هاهنا الصلح، وكذا قرأته عامة القراء، وقرأ
الجحدري "السلم" بسكون اللام، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: "السلم" بكسر السين وسكون اللام، فمعنى جملة هذه الآية: خذوا المنافقين الكافرين واقتلوهم حيث وجدتموهم، إلا من دخل منهم في عداد من بينكم وبينهم ميثاق والتزم مهادنتكم، أو من جاءكم وقد كره قتالكم وقتال قومه، وهذا بفضل الله عليكم ودفاعه عنكم، لأنه لو شاء لسلط هؤلاء الذين هم بهذه الصفة من المتاركة عليكم فلقاتلوكم، فإن اعتزلوكم، أي: إذا وقع هذا فلم يقاتلوكم فلا سبيل لكم عليهم، وهذا والذي في سورة [الممتحنة] من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ، منسوخ بما في سورة [براءة]، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد، وغيرهما.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_30566_30945_34092_34233_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا
كَانَ هَذَا الْحُكْمُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَحْكِمَ أَمْرُ الطَّاعَةِ مِنَ النَّاسِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ هَادَنَ مِنَ
الْعَرَبِ قَبَائِلَ، كَرَهْطِ
هِلَالِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، وَخُزَيْمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، فَقَضَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بِأَنَّهُ مَنْ وَصَلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا عَهْدَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هَؤُلَاءِ أَهْلِ الْعَهْدِ، فَدَخَلَ فِي عِدَادِهِمْ وَفَعَلَ مِنَ الْمُوَادَعَةِ، فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ: ثُمَّ لَمَّا تَقَوَّى الْإِسْلَامُ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ نُسِخَتْ هَذِهِ وَالَّتِي بَعْدَهَا بِمَا فِي سُورَةِ [بَرَاءَةٍ]،
[ ص: 623 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ، وَغَيْرُهُ: "يَصِلُونَ" -فِي هَذَا الْمَوْضِعِ- مَعْنَاهُ: يَنْتَسِبُونَ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى: إِذَا اتَّصَلَتْ قَالَتْ لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَبَكْرٌ سَبَتْهَا وَالْأُنُوفُ رَوَاغِمُ
يُرِيدُ إِذَا انْتَسَبَتْ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ: قِتَالُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قُرَيْشًا وَهُمْ قَرَابَةُ السَّابِقِينَ إِلَى الْإِسْلَامِ يَقْضِي بِأَنَّ قَرَابَةَ مَنْ لَهُ مِيثَاقٌ أَجْدَرُ بِأَنْ تُقَاتَلَ، فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يُقَاتِلْ
قُرَيْشًا إِلَّا بَعْدَ نَسْخِ هَذِهِ الْآيَةِ، قِيلَ: التَّوَارِيخُ تَقْضِي بِخِلَافِ ذَلِكَ، لِأَنَّ النَّاسِخَ لِهَذِهِ الْآيَةِ هِيَ سُورَةُ [بَرَاءَةٍ]، وَنَزَلَتْ بَعْدَ فَتْحِ
مَكَّةَ، وَإِسْلَامِ جَمِيعِ
قُرَيْشٍ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "أَوْ جَاءُوكُمْ" عُطِفَ عَلَى: "يَصِلُونَ"، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ، وَالْمَعْنَى فِي الْعَطْفَيْنِ مُخْتَلِفٌ، وَهَذَا أَيْضًا حُكْمٌ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَحْكِمَ أَمْرُ الْإِسْلَامِ، فَكَانَ الْمُشْرِكُ إِذَا اعْتَزَلَ الْقِتَالَ، وَجَاءَ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ مُسَالِمًا كَارِهًا لِقِتَالِ قَوْمِهِ، مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ قَوْمِهِ، لَا سَبِيلَ عَلَيْهِ، وَهَذِهِ نُسِخَتْ أَيْضًا بِمَا فِي [بَرَاءَةٍ].
وَ"حَصِرَتْ": ضَاقَتْ وَحَرِجَتْ، وَمِنْهُ الْحَصَرُ فِي الْقَوْلِ، وَهُوَ: ضِيقُ الْكَلَامِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ.
[ ص: 624 ] وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: "حَصِرَةٌ"، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ، وَحَكَى ذَلِكَ
الْمَهْدَوِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ مِنْ رِوَايَةِ
حَفْصٍ، وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ: "حَصِرَاتٌ"، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٍّ سَقَطَ: "أَوْ جَاءُوكُمْ"، وَ"حَصِرَتْ" عِنْدَ جُمْهُورِ النَّحْوِيِّينَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ بِتَقْدِيرِ: قَدْ حَصِرَتْ..
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذَا يَصْحَبُ الْفِعْلَ الْمَاضِيَ إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَالدَّاعِي إِلَيْهِ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ تَقْدِيرِ الْحَالِ وَبَيْنَ خَبَرٍ مُسْتَأْنِفٍ، كَقَوْلِكَ: "جَاءَ زَيْدٌ رَكِبَ الْفَرَسَ"، فَإِنْ أَرَدْتَ بِقَوْلِكَ: "رَكِبَ الْفَرَسَ" خَبَرًا آخَرَ عَنْ زَيْدٍ لَمْ تَحْتَجْ إِلَى تَقْدِيرِ "قَدْ"، وَإِنْ أَرَدْتَ بِهِ الْحَالَ مِنْ زَيْدٍ قَدَّرْتَهُ بِـ "قَدْ"، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: "حَصِرَتْ": خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ: "حَصِرَتْ": دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: لَا يَصِحُّ هُنَا الدُّعَاءُ، لِأَنَّهُ يَقْتَضِي الدُّعَاءَ عَلَيْهِمْ بِأَلَّا يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ، ذَلِكَ فَاسِدٌ.
قَالَ الْمُؤَلِّفُ:
وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ يُخَرَّجُ عَلَى أَنَّ الدُّعَاءَ عَلَيْهِمْ بِأَلَّا يُقَاتِلُوا الْمُسْلِمِينَ تَعْجِيزٌ لَهُمْ، وَالدُّعَاءَ عَلَيْهِمْ بِأَلَّا يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ تَحْقِيرٌ لَهُمْ، أَيْ: هُمْ أَقَلُّ وَأَحْقَرُ، وَيُسْتَغْنَى عَنْهُمْ، كَمَا تَقُولُ إِذَا أَرَدْتَ هَذَا الْمَعْنَى: لَا جَعَلَ اللَّهُ فُلَانًا عَلَيَّ وَلَا مَعِيَ أَيْضًا، بِمَعْنَى: أَسْتَغْنِي عَنْهُ وَأَسْتَقِلُّ دُونَهُ.
وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ: "لَسَلَّطَهُمْ" جَوَابُ "وَلَوْ"، وَفِي قَوْلِهِ: "فَلَقَاتَلُوكُمْ" لَامُ الْمُحَاذَاةِ وَالِازْدِوَاجِ، لِأَنَّهَا بِمَثَابَةِ الْأُولَى، لَوْ لَمْ تَكُنِ الْأُولَى كُنْتَ تَقُولُ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَقَاتَلُوكُمْ، وَالْمَعْنَى تَقْرِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مِقْدَارِ النِّقْمَةِ وَصَرْفِهَا، أَيْ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَقَوَّاهُمْ وَجَرَّأَهُمْ عَلَيْكُمْ، فَإِذْ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ بِالْهُدْنَةِ فَاقْبَلُوهَا وَأَطِيعُوا فِيهَا.
وَقَرَأَتْ طَائِفَةٌ "فَلَقَتَلُوكُمْ"، وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ: "فَلَقَتَّلُوكُمْ" بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، وَالْمَعْنَى: "فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ" أَيْ: هَادَنُوكُمْ وَتَارَكُوكُمْ فِي الْقَتْلِ. وَ"السَّلَمَ" هُنَا: الصُّلْحُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14355الرَّبِيعُ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الطِّرِمَّاحِ بْنِ حَكِيمٍ: [ ص: 625 ] وَذَاكَ أَنَّ تَمِيمًا غَادَرَتْ سَلَمًا لِلْأَسْدِ كُلَّ حَصَانٍ رَعْثَةِ الْكَبِدِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14355الرَّبِيعُ: السَّلَمُ هَاهُنَا الصُّلْحُ، وَكَذَا قَرَأَتْهُ عَامَّةُ الْقُرَّاءِ، وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ "السَّلْمَ" بِسُكُونِ اللَّامِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: "السِّلْمَ" بِكَسْرِ السِّينِ وَسُكُونِ اللَّامِ، فَمَعْنَى جُمْلَةِ هَذِهِ الْآيَةِ: خُذُوا الْمُنَافِقِينَ الْكَافِرِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ، إِلَّا مَنْ دَخَلَ مِنْهُمْ فِي عِدَادِ مَنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَالْتَزَمَ مُهَادَنَتَكُمْ، أَوْ مَنْ جَاءَكُمْ وَقَدْ كَرِهَ قِتَالَكُمْ وَقِتَالَ قَوْمِهِ، وَهَذَا بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَدِفَاعِهِ عَنْكُمْ، لِأَنَّهُ لَوْ شَاءَ لَسَلَّطَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ هُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنَ الْمُتَارَكَةِ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ، فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ، أَيْ: إِذَا وَقَعَ هَذَا فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فَلَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِمْ، وَهَذَا وَالَّذِي فِي سُورَةِ [الْمُمْتَحِنَةِ] مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ، مَنْسُوخٌ بِمَا فِي سُورَةِ [بَرَاءَةٍ]، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُمَا.