الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ( وبعده ) ) أي بعد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أي يليه في الأفضلية أمير المؤمنين أبو عمرو وأبو عبد الله ذو النورين ( ( عثمان ) ) بن عفان بن أبي العاص ، واسمه الحارث بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي ، قال ابن الأثير : يقال كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو ، فلما ولدت له رقية - رضي الله عنها - بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله اكتنى به ، وأمه أروى وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأبو أروى أم عثمان كريز - بضم الكاف وفتح الراء فزاي مصغر كرز - ، وهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس .

ولد عثمان - رضي الله عنه - في السنة السادسة من الفيل ، وأسلم قديما على يد الصديق الأعظم قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم ، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة ، وتزوج رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل البعث ، ماتت عنده في الثانية من الهجرة عند رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة بدر العظمى ، ولم يشهد عثمان - رضي الله عنه - بدرا لتخلفه بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليمرض رقية - رضي الله عنها - ، فجاء البشير بنصر المؤمنين عند دفنها ، فضرب له رسول الله [ ص: 329 ] - صلى الله عليه وسلم - بسهمه وأجره ، ولما ماتت رقية زوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أختها أم كلثوم ، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع من الهجرة ، قال العلماء : ولا يعرف أحد تزوج بنتي نبي غيره ، ولذلك سمي بذي النورين فهو من السابقين الأولين ، وأول المهاجرين ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ، وأحد الصحابة الذين جمعوا القرآن ، ومر أن الصديق جمعه أيضا ، وإنما تميز عثمان بجمعه في المصحف على هذا الترتيب اليوم ، واستخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على المدينة في غزوة ذات الرقاع ، وكان - رضي الله عنه - ذا جمال مفرط ، روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث وستة وأربعون حديثا ، وروى عنه من الصحابة زيد بن خالد الجهني وابن الزبير ، والسائب بن يزيد وأنس بن مالك وزيد بن ثابت ، وسلمة بن الأكوع وأبو أمامة وأبو قتادة وأبو هريرة ، وغيرهم - رضي الله عنهم - وخلائق من التابعين .

وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن حاطب قال : ما رأيت أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حدث أتم حديثا ولا أحسن من عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، إلا أنه كان رجلا يهاب الحديث .

وأخرج عن محمد بن سيرين قال : كان أعلمهم بالمناسك عثمان وبعده ابن عمر - رضي الله عنهم - . وأخرج ابن عساكر أن عثمان - رضي الله عنه - كان رجلا ربعة ليس بالقصير ولا بالطويل ، أبيض مشربا بحمرة ، بوجهه نكتات جدري ، كبير اللحية عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين جزل الساقين طويل الذراعين ، شعره قد كسا ذراعيه ، جعد الرأس أصلع أحسن الناس ثغرا ، جمته أسفل من أذنيه يخضب بالصفرة ، وكان قد شد أسنانه بالذهب . وقال بعضهم : رأيت عثمان فما رأيت قط ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه .

وأخرج ابن عدي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لما زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بنته أم كلثوم لعثمان قال لها : " إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد " - صلى الله عليه وسلم - . وأخرج ابن عدي أيضا وابن عساكر عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنا لنشبه عثمان بأبينا إبراهيم " . وأخرج الشيخان عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع ثيابه حين دخل عثمان [ ص: 330 ] وقال : " ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة ؟ " وأخرج البخاري أن عثمان - رضي الله عنه - حين حوصر أشرف عليهم ، وقال : أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتهم ؟ ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حفر بئر رومة فله الجنة فحفرتها ؟ فصدقوه بما قال .

وبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه بيساره ، فكانت يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعثمان خيرا من يمين نفسه . وأخرج الترمذي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقال : يقتل فيها هذا مظلوما - لعثمان - قال الترمذي : حديث حسن غريب من هذا الوجه .

وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " عثمان أحيا أمتي وأكرمها " . وأخرج عن أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعا : " إن أشد هذه الأمة بعد نبيها حياء عثمان بن عفان " . وأخرج الطبراني عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن عثمان لأول من هاجر بأهله إلى الله بعد لوط " . وأخرج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان : يا عثمان إن الله - وفي لفظ لعل الله - مقمصك - وفي لفظ يقمصك - قميصا ، فإن أرادوك ( على ) خلعه فلا تخلعه حتى يخلعوه - وفي لفظ - فلا تخلعه حتى تلقاني .

وأخرج الترمذي عن أبي سهلة قال : سمعت عثمان - رضي الله عنه - يقول يوم الدار : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدا ، فأنا ممتثل له وصابر عليه إن شاء الله ، فصبر حتى قتل - رضي الله عنه - شهيدا . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وأخرج الترمذي عن طلحة بن عبيد الله ، وقال غريب وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعا : " لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان " . وأخرج الترمذي وقال : حسن صحيح وابن ماجه والحاكم ، وصححه عن أبي الأشعث الصنعاني أن خطباء قامت بالشام ، وفيهم رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب فقال : لولا حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قمت وذكر الفتن فقربها ، ومر رجل مقنع في ثوب فقال : " هذا يومئذ على الهدى " [ ص: 331 ] فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان ، فأقبلت عليه بوجهه ، فقلت : هذا ؟ قال : نعم . فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مظلوم ، وأنه يومئذ على الهدى .

وأما ذكر خلافته رضي الله عنه فتقدم أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جعلها شورى بين الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ، فلما فرغ الناس من دفن عمر - رضي الله عنه - اجتمع هؤلاء الرهط ، فقال عبد الرحمن بن عوف : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم ، فقال الزبير : قد جعلت أمري إلى علي ، وقال سعد : قد جعلت أمري إلى عثمان . فقال عبد الرحمن بن عوف : أنا لا أريدها فأيكما يبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه ، والله عليه والإسلام لينظر أفضلهم في نفسه ، وليحرص على صلاح الأمة .

فسكت الشيخان علي وعثمان ، فقال عبد الرحمن : اجعلوه إلي والله علي أن لا آلوكم عن أفضلكم ، قالا : نعم . فخلا بعلي وقال له : لك من القدم في الإسلام والقرابة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قد علمت ، الله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطيعن ؟ قال : نعم .

ثم خلا بالآخر فقال له كذلك ، فلما أخذ ميثاقهما بايع عثمان وبايعه علي ، وكانت مبايعته بعد موت عمر بثلاث ليال ، وكان عبد الرحمن بن عوف قبل أن يتخلى عنها أحد قد خلا بعثمان فقال له : فإن لم نبايعك فمن تشير علي ؟ قال : علي . وقال لعلي : إن لم نبايعك فمن تشير علي ؟ قال : عثمان ، ثم دعا الزبير فقال له : من تشير علي ؟ فأما أنا وأنت فلا نريدها . فقال : عثمان .

ثم استشار عبد الرحمن أعيان المهاجرين والأنصار ، فرأى هوى أكثرهم عثمان ، فبايعوا جميعا فثبتت بيعة عثمان بإجماع الصحابة عليها ، ولهذا قال : ( ( فاترك المرا ) ) أي الجدال والشك ، قال في القاموس : المرية بالضم والكسر الشك والجدل يقال ماراه مماراة ومراء وامترى فيه وتمارى شك ، وفي الحديث : " لا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر " . المراء والجدال والتماري والمماراة المجادلة على مذهب الشك والريبة ، كما في نهاية ابن الأثير وتقدم ، فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - من جملة من بايعه وقد غزا معه ، وكان يقيم الحد بين يديه كما أخبر بذلك عن نفسه - رضوان الله عليه - ، وخلافة عثمان فرع عن [ ص: 332 ] خلافة عمر التي هي فرع عن خلافة الصديق - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - ، واستشهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في داره سنة خمس وثلاثين في أوسط أيام التشريق ، وصلى عليه الزبير وكان أوصى إليه ، ودفن في حش كوكب بالبقيع ، وهو أول من دفن به - والحش بالحاء المهملة والشين المعجمة البستان وضم الحاء أجود من كسرها - وكوكب رجل من الأنصار . وولي الخلافة إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وثلاثة عشر يوما ، ومدة حصاره في داره إلى أن قتل سبعة وأربعون يوما وقيل : شهران وعشرون يوما ، واستشهد وهو يومئذ صائم ، وهذا يؤيد كون قتله بعد أيام التشريق أو قبلها ، فقد قيل : كان قتله لثمان عشرة خلت من ذي الحجة أو لسبع عشرة ، وقيل : لثمان خلون منه يوم التروية ، وقيل : لليلتين بقيتا منه ، وقدم في جامع الأصول وفي الزهر البسام أنه قتل في ثمانية عشر من ذي الحجة .

واختلف فيمن باشر قتله فقال كثير : إنه لا يعرف قاتله ، وقيل الأسود التجيبي من أهل مصر ، وقيل جبلة بن الأيهم من مصر أيضا ، وقيل سودان بن حمران ، وقيل رومان اليماني ، وقيل سودان بن رومان ، وقيل رومان بن سرحان رجل أزرق قصير ، وقيل قتله رجل من أهل مصر يقال له حمار أزرق أشقر ، وقيل : قتله اثنان ، وقيل غير ذلك ، وله يومئذ من العمر اثنتان وثمانون سنة وقيل ثمان وثمانون وقيل تسعون ، ويروى أنه كان المصحف بين يديه يقرأ فيه ، فوقعت قطرة من دمه أو قطرات على قوله تعالى : ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) .

وأخرج الحاكم عن الشعبي - رحمه الله - قال : ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك - رضي الله عنه - : فكف يديه ثم أغلق بابه وأيقن أن الله ليس بغافل وقال لأهل الدار لا تقتلوهم عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل فكيف رأيت الله صب عليهم الـ عداوة والبغضاء بعد التواصل وكيف رأيت الخير أدبر بعده عن الناس إدبار الرياح الجوافل وأخرج الإمام أحمد عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنه دخل على عثمان - رضي الله عنه - وهو محصور ، فقال : إنك أمام العامة وقد نزل بك ما ترى ، وإني أعرض عليك خصالا ثلاثا ، اختر إحداهن : إما أن تخرج فتقاتلهم ، فإن معك عددا وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل ، وإما أن [ ص: 333 ] تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه ، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة ، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها ، وإما أن تلحق بالشام فإن أهل الشام فيهم معاوية .

فقال عثمان - رضي الله عنه - : فأما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمته بسفك الدماء ، وأما أن أخرج إلى مكة فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم " فلن أكون أنا ، وأما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وأخرج ابن عساكر عن أبي ثور الفهمي قال : دخلت على عثمان وهو محصور ، فقال : لقد اختبأت عند ربي عشرا : إني لرابع أربعة في الإسلام ، وأنكحني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته ثم توفيت فأنكحني الأخرى ، وما تغنيت ، وما تمنيت ، ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا مرت بي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة ، إلا أن لا تكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام ، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام ، ولقد جمعت القرآن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

ويضم إلى هذه العشرة تجهيزه جيش العسرة ، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه بالمال وكان ألف دينار فنثرها في حجره - صلى الله عليه وسلم - : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم " مرتين ، رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، ويضم إليها أيضا ما أخرجه الترمذي وحسنه والنسائي عن ثمامة بن حزن القشيري قال : شهدت يوم الدار حين أشرف عليهم عثمان - رضي الله عنه - فقال : ائتوني بصاحبيكم اللذين ألبا علي ، فجيء بهما فقال : أنشدكم بالله والإسلام - زاد رزين ولا أنشد إلا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب إلا بئر رومة ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : من يشتريها ويجعل دلوه فيها مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة ، فاشتريتها من مالي ؟ وأنا اليوم أمنع أن أشرب منها حتى أشرب من ماء الملح ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : أنشدكم الله والإسلام أتعلمون أن المسجد ضاق بأهله ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : من يشتري بقعة [ ص: 334 ] آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة ، فاشتريتها من صلب مالي ؟ وأنا اليوم أمنع أن أصلي فيه ركعتين ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : وأنشدكم بالله هل تعلمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من جهز جيش العسرة وجبت له الجنة وجهزته ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : وأنشدكم بالله هل تعلمون أني كنت على ثبير مكة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض ، فركضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجله وقال : اسكنثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيد ؟ قالوا : اللهم نعم . فقال : الله أكبر شهدوا لي بالجنة ورب الكعبة ثلاثا - وفي رواية شهدوا لي ورب الكعبة أني شهيد ثلاثا .

وفيه يقول حسان بن ثابت - رضي الله عنه - :

من سره الموت صرفا لا مزاج له فليأت مأدبة في دار عثمانا     ضحوا بأشمط عنوان السجود به
يقطع الليل تسبيحا وقرآنا     ليسمعن وشيكا في ديارهم
الله أكبر يا ثارات عثمانا

وعلى كل حال قتل عثمان - رضي الله عنه - ظلما بلا محال ، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد السابقين الأولين إلى الإسلام ، وأحد الخلفاء الراشدين ، وأحد المهاجرين المقربين ، وأحد أختان سيد الأولين والآخرين ، ومناقبه كثيرة ، ومآثره غزيرة ، وأياديه شهيرة ، فرضوان الله تعالى عليه وعلى جميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

روي لأمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة وثلاثة وأربعون حديثا ، منها في الصحيحين ستة عشر ، اتفقا على ثلاثة ، وانفرد البخاري بثمانية ومسلم بخمسة .

التالي السابق


الخدمات العلمية