الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله - عز وجل -:

وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون

"وهذا"؛ إشارة إلى القرآن؛ والشرع الذي جاء به محمد - عليه الصلاة والسلام -؛ قاله ابن عباس ؛ و"الصراط": الطريق؛ وإضافة الصراط إلى الرب على جهة أنه من عنده تعالى ؛ وبأمره؛ و"مستقيما"؛ حال مؤكدة؛ وليست كالحال في قولك: "جاء زيد راكبا"؛ بل هذه المؤكدة تتضمن المعنى المقصود.

و"فصلنا"؛ معناه: بينا؛ وأوضحنا؛ وقوله تعالى لقوم يذكرون ؛ أي للمؤمنين الذين يعدون أنفسهم للنظر؛ ويسلكون طريق الاهتداء؛ والضمير في قوله تعالى "لهم"؛ عائد على القوم المتذكرين؛ و"السلام"؛ يتجه فيه معنيان: أحدهما أن "السلام"؛ اسم من أسماء الله - عز وجل -؛ فأضاف الدار إليه تعالى ؛ وهي ملكه؛ وخلقه؛ والثاني أنه المصدر؛ بمعنى "السلامة"؛ كما تقول: "السلام عليك"؛ وكقوله - عز وجل -: تحيتهم فيها سلام ؛ يريد: في الآخرة؛ بعد الحشر؛ و"وليهم"؛ أي: ولي الإنعام عليهم؛ و بما كانوا يعملون ؛ أي: بسبب ما كانوا يقدمون من الخير؛ ويفعلون من الطاعة والبر.

التالي السابق


الخدمات العلمية