nindex.php?page=treesubj&link=30756_31508بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمراء إلى أهل اليمن قبل حجة الوداع ، يدعونهم إلى الله عز وجل
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : باب بعث
أبي موسى ومعاذ إلى
اليمن قبل حجة الوداع ،
[ ص: 379 ] حدثنا
موسى ، ثنا
أبو عوانة ، ثنا
عبد الملك ، عن
أبي بردة قال :
بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن . قال : وبعث كل واحد منهما على مخلاف . قال : واليمن مخلافان . ثم قال : " يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا " . - وفي رواية : " وتطاوعا ولا تختلفا " - فانطلق كل واحد منهما إلى عمله قال : وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه ، وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا ، فسلم عليه ، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه ، فإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس ، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه ، فقال له معاذ : يا عبد الله بن قيس ، أيم هذا ؟ قال : هذا رجل كفر بعد إسلامه . قال : لا أنزل حتى يقتل . قال : إنما جيء به لذلك ، فانزل . قال : ما أنزل حتى يقتل . فأمر به فقتل ، ثم نزل فقال : يا عبد الله كيف تقرأ القرآن ؟ قال : أتفوقه تفوقا . قال : فكيف تقرأ أنت يا معاذ ؟ قال : أنام أول الليل ، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم ، فأقرأ ما كتب الله لي ، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي . انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري دون
مسلم من هذا الوجه .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ثنا
إسحاق ، ثنا
خالد ، عن
الشيباني ، عن
سعيد بن أبي [ ص: 380 ] بردة ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فسأله عن أشربة تصنع بها فقال : " ما هي ؟ " قال البتع والمزر - فقلت لأبي بردة : ما البتع ؟ قال : نبيذ العسل ، والمزر نبيذ الشعير - فقال : " كل مسكر حرام " . رواه
جرير وعبد الواحد ، عن
الشيباني ، عن
أبي بردة . ورواه
مسلم من حديث
سعيد بن أبي بردة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
حبان ، أنبأنا
عبد الله ، عن
زكريا بن إسحاق ، عن
يحيى بن عبد الله بن صيفي ، عن
أبي معبد مولى ابن عباس ، عن
ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : " إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " . وقد أخرجه بقية الجماعة من طرق متعددة .
[ ص: 381 ] وقال الإمام
أحمد : ثنا
أبو المغيرة ، ثنا
صفوان ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15880راشد بن سعد ، عن
عاصم بن حميد السكوني ، عن
معاذ بن جبل قال :
لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه يوصيه ، ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته ، فلما فرغ قال : " يا معاذ ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " . فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم التفت بوجهه نحو المدينة فقال : " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا " .
3 ثم رواه عن
أبي اليمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15880راشد بن سعد ، عن
عاصم بن حميد السكوني ،
أن معاذا لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه يوصيه ، ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته ، فلما فرغ قال : " يا معاذ ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " . فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " لا تبك يا معاذ ، للبكاء أوان ، البكاء من الشيطان " .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
أبو المغيرة ، ثنا
صفوان ، حدثني
أبو زياد [ ص: 382 ] يحيى بن عبيد الغساني ، عن
يزيد بن قطيب ، عن
معاذ أنه كان يقول :
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : " لعلك أن تمر بقبري ومسجدي ، فقد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم ، يقاتلون على الحق مرتين ، فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ، ثم يفيئون إلى الإسلام ، حتى تبادر المرأة زوجها ، والولد والده ، والأخ أخاه ، فانزل بين الحيين ; السكون والسكاسك " .
وهذا الحديث فيه إشارة وظهور وإيماء إلى أن
معاذا ، رضي الله عنه ، لا يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، وكذلك وقع ; فإنه أقام
باليمن حتى كانت حجة الوداع ، ثم كانت وفاته عليه الصلاة والسلام بعد أحد وثمانين يوما من يوم الحج الأكبر .
فأما الحديث الذي قال الإمام
أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12062أبي ظبيان ، عن
معاذ ،
أنه لما رجع من اليمن قال : يا رسول الله رأيت رجالا باليمن يسجد بعضهم لبعض ، أفلا نسجد لك ؟ قال : " لو كنت آمرا بشرا أن يسجد لبشر ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " . وقد رواه
أحمد ، عن
ابن نمير ، عن
الأعمش سمعت
أبا ظبيان يحدث عن رجل ، من الأنصار عن
معاذ بن جبل ، قال : أقبل معاذ من
اليمن فقال : يا رسول الله ، إني رأيت رجالا . فذكر معناه . فقد دار على رجل مبهم ، ومثله لا يحتج به ، لا سيما
[ ص: 383 ] وقد خالفه غيره ممن يعتد به فقالوا : لما قدم
معاذ من
الشام . كذلك رواه
أحمد .
وقال
أحمد : ثنا
إبراهيم بن مهدي ، ثنا
إسماعيل بن عياش ، عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله " . وقال
أحمد : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ثنا
سفيان ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
ميمون بن أبي شبيب ، عن
معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا معاذ ، أتبع السيئة الحسنة ، تمحها وخالق الناس بخلق حسن " . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : وجدته في كتابي ، عن
أبي ذر ، وهو السماع الأول وقال
سفيان مرة : عن
معاذ .
ثم قال الإمام
أحمد : حدثنا
إسماعيل ، عن
ليث ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
ميمون بن أبي شبيب ، عن
معاذ أنه قال :
" يا رسول الله أوصني فقال : " اتق الله حيثما كنت " . قال : زدني . قال : " أتبع السيئة الحسنة تمحها " . قال : زدني . قال : " خالق الناس بخلق حسن " وقد رواه
الترمذي في " جامعه " عن
محمود بن غيلان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري به ، وقال :
[ ص: 384 ] حسن . قال شيخنا في " الأطراف " : وتابعه
nindex.php?page=showalam&ids=14919فضيل بن عياض ، عن
ليث بن أبي سليم nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، عن
حبيب به .
وقال
أحمد : ثنا
أبو اليمان ، ثنا
إسماعيل بن عياش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ، عن
معاذ بن جبل قال :
أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال : " لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك ، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا ; فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ، ولا تشربن خمرا ; فإنه رأس كل فاحشة ، وإياك والمعصية ; فإن بالمعصية يحل سخط الله ، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس ، وإذا أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت ، وأنفق على عيالك من طولك ، ولا ترفع عنهم عصاك أدبا ، وأخفهم في الله عز وجل " .
. وقال الإمام
أحمد : ثنا
يونس ، ثنا
بقية ، عن
السري بن ينعم ، عن
مريح بن مسروق ، عن
معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال : [ ص: 385 ] " إياك والتنعم ، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين " .
وقال
أحمد : ثنا
سليمان بن داود الهاشمي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر - يعني ابن عياش - ثنا
عاصم ، عن
أبي وائل ، عن
معاذ قال :
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارا ، أو عدله من المعافر ، وأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة ، مسنة ، ومن كل ثلاثين بقرة تبيعا حوليا ، وأمرني فيما سقت السماء العشر ، وما سقي بالدوالي نصف العشر . وقد رواه
أبو داود من حديث
أبي معاوية ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
محمد بن إسحاق ، عن
الأعمش كذلك . وقد رواه أهل السنن الأربعة ، من طرق عن
الأعمش ، عن
أبي وائل ، عن
مسروق ، عن
معاذ به .
وقال
أحمد : ثنا
معاوية ، عن
عمرو وهارون بن معروف قالا : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، عن
حيوة ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
سلمة بن أسامة ، عن
يحيى بن الحكم ، أن
معاذا قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511045بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق أهل اليمن ، فأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا - قال هارون : والتبيع الجذع أو [ ص: 386 ] الجذعة - ومن كل أربعين مسنة ، فعرضوا علي أن آخذ ما بين الأربعين والخمسين ، وما بين الستين والسبعين ، وما بين الثمانين والتسعين ، فأبيت ذلك ، وقلت لهم : حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك . فقدمت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين تبيعا ، ومن كل أربعين مسنة ، ومن الستين تبيعين ، ومن السبعين مسنة وتبيعا ، ومن الثمانين مسنتين ، ومن التسعين ثلاثة أتباع ، ومن المائة مسنة وتبيعين ، ومن العشرة ومائة مسنتين وتبيعا ، ومن العشرين ومائة ثلاث مسنات أو أربعة أتباع . قال : وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا آخذ فيما بين ذلك شيئا ، إلا أن يبلغ مسنة أو جذعا . وزعم أن الأوقاص لا فريضة فيها . وهذا من أفراد أحمد ، وفيه دلالة على أنه قدم بعد مصيره إلى اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصحيح أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كما تقدم في الحديث .
وقد قال
عبد الرزاق : أنبأنا
معمر ، عن
الزهري ، عن
أبي بن كعب بن مالك قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511046كان معاذ بن جبل شابا جميلا سمحا ، من خير شباب قومه ، لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، حتى كان عليه دين أغلق ماله ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يكلم غرماءه ، ففعل ، فلم يضعوا له شيئا ، فلو ترك لأحد بكلام أحد ، لترك [ ص: 387 ] لمعاذ بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يبرح أن باع ماله ، وقسمه بين غرمائه . قال : فقام معاذ ولا مال له . قال : فلما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن ليجبره . قال : فكان أول من تجر في هذا المال معاذ . قال : فقدم على أبي بكر الصديق من اليمن وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء عمر إلى معاذ فقال : هل لك أن تطيعني فتدفع هذا المال إلى أبي بكر ، فإن أعطاكه فاقبله ؟ قال : فقال معاذ : لم أدفعه إليه ، وإنما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبرني ؟! فلما أبى عليه انطلق عمر إلى أبي بكر فقال : أرسل إلى هذا الرجل فخذ منه ودع له . فقال أبو بكر : ما كنت لأفعل ، إنما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبره ، فلست آخذا منه شيئا . قال : فلما أصبح معاذ انطلق إلى عمر فقال : ما أراني إلا فاعل الذي قلت ، إني رأيتني البارحة في النوم - فيما يحسب عبد الرزاق قال - أجر إلى النار وأنت آخذ بحجزتي . قال : فانطلق إلى أبي بكر بكل شيء جاء به ، حتى جاءه بسوطه ، وحلف له أنه لم يكتمه شيئا . قال : فقال أبو بكر ، رضي الله عنه : هو لك لا آخذ منه شيئا .
وقد رواه
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
الزهري ، عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك فذكره ، إلا أنه قال : حتى إذا كان عام فتح
مكة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على طائفة من
اليمن أميرا ، فمكث حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قدم في
[ ص: 388 ] خلافة
أبي بكر ، وخرج إلى
الشام .
قال البيهقي : وقد قدمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلفه بمكة مع
عتاب بن أسيد ليعلم أهلها ، وأنه شهد غزوة
تبوك فالأشبه أن بعثه إلى اليمن كان بعد ذلك . والله أعلم . ثم ذكر البيهقي لقصة منام معاذ شاهدا من طريق
الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله وأنه كان من جملة ما جاء به عبيد فأتى بهم أبا بكر ، فلما رد الجميع عليه رجع بهم ، ثم قام يصلي ، فقاموا كلهم يصلون معه ، فلما انصرف . قال : لمن صليتم ؟ قالوا : لله . قال : فأنتم له عتقاء ، فأعتقهم .
وقال الإمام
أحمد : ثنا
محمد بن جعفر ، ثنا
شعبة ، عن
أبي عون ، عن
الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة ، عن ناس من أصحاب
معاذ من أهل
حمص ، عن
معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن قال : " كيف تصنع إن عرض لك قضاء ؟ " قال : أقضي بما في كتاب الله . قال : " فإن لم يكن في كتاب الله ؟ " قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : " فإن لم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ " . قال : أجتهد برأيي ، لا آلو . قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري ثم قال : " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله " . وقد رواه
أحمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، وعن
عفان ، عن
شعبة ، بإسناده ولفظه . وأخرجه
[ ص: 389 ] أبو
داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، من حديث
شعبة به ، وقال
الترمذي : لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وليس إسناده عندي بمتصل . وقد رواه
ابن ماجه من وجه آخر عنه ، إلا أنه من طريق
محمد بن سعيد بن حسان - وهو المصلوب أحد الكذابين - عن
nindex.php?page=showalam&ids=16294عبادة بن نسي ، عن
عبد الرحمن بن غنم عن
معاذ به نحوه .
وقد روى الإمام
أحمد ، عن
محمد بن جعفر ويحيى بن سعيد ، عن
شعبة ، عن
عمرو بن أبي حكيم ، عن
عبد الله بن بريدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11822أبي الأسود الدئلي قال :
كان معاذ باليمن ، فارتفعوا إليه في يهودي مات وترك أخا مسلما ، فقال معاذ : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الإسلام يزيد ولا ينقص " . فورثه . ورواه
أبو داود ، من حديث
ابن بريدة به . وقد حكي هذا المذهب عن
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر القاضي ، وطائفة من السلف ، وإليه ذهب
إسحاق بن راهويه ، وخالفهم الجمهور ، ومنهم الأئمة الأربعة وأصحابهم ، محتجين بما ثبت في " الصحيحين " عن
أسامة بن زيد [ ص: 390 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر " .
والمقصود أن
nindex.php?page=treesubj&link=31716معاذا ، رضي الله عنه ، كان قاضيا للنبي صلى الله عليه وسلم باليمن ، وحاكما في الحروب ، ومصدقا ; إليه تدفع الصدقات ، كما دل عليه حديث
ابن عباس المتقدم . وقد كان بارزا للناس يصلي بهم الصلوات الخمس ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
سليمان بن حرب ، ثنا
شعبة ، عن
حبيب بن أبي ثابت عن
سعيد بن جبير عن
عمرو بن ميمون ، أن
معاذا لما قدم
اليمن صلى بهم الصبح فقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125واتخذ الله إبراهيم خليلا ( النساء : 125 ) . فقال رجل من القوم : لقد قرت عين أم إبراهيم . انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
nindex.php?page=treesubj&link=30756_31508بَعْثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُمَرَاءَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، يَدْعُونَهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : بَابُ بَعْثِ
أَبِي مُوسَى وَمُعَاذٍ إِلَى
الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ،
[ ص: 379 ] حَدَّثَنَا
مُوسَى ، ثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، ثَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ قَالَ :
بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ . قَالَ : وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ . قَالَ : وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ . ثُمَّ قَالَ : " يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا ، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا " . - وَفِي رِوَايَةٍ : " وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا " - فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ قَالَ : وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ ، وَكَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَيُّمَ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ . قَالَ : لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ . قَالَ : إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ ، فَانْزِلْ . قَالَ : مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ . فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ، ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا . قَالَ : فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ : أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي . انْفَرَدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ دُونَ
مُسْلِمٍ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : ثَنَا
إِسْحَاقُ ، ثَنَا
خَالِدٌ ، عَنِ
الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي [ ص: 380 ] بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا فَقَالَ : " مَا هِيَ ؟ " قَالَ الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ - فَقُلْتُ لِأَبِي بُرْدَةَ : مَا الْبِتْعُ ؟ قَالَ : نَبِيذُ الْعَسَلِ ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ - فَقَالَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " . رَوَاهُ
جَرِيرٌ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ ، عَنِ
الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ . وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
حِبَّانُ ، أَنْبَأَنَا
عَبْدُ اللَّهِ ، عَنْ
زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ ، عَنْ
أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ : " إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ " . وَقَدْ أَخْرَجَهُ بَقِيَّةُ الْجَمَاعَةِ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ .
[ ص: 381 ] وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : ثَنَا
أَبُو الْمُغِيرَةِ ، ثَنَا
صَفْوَانُ ، حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15880رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ :
لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ يُوصِيهِ ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : " يَا مُعَاذُ ، إِنَّكَ عَسَى أَلَّا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا وَقَبْرِي " . فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ : " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا " .
3 ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ
أَبِي الْيَمَانِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16230صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15880رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ ،
أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ يُوصِيهِ ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : " يَا مُعَاذُ ، إِنَّكَ عَسَى أَلَّا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا وَقَبْرِي " . فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ ، لِلْبُكَاءِ أَوَانٌ ، الْبُكَاءُ مِنَ الشَّيْطَانِ " .
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْمُغِيرَةِ ، ثَنَا
صَفْوَانُ ، حَدَّثَنِي
أَبُو زِيَادٍ [ ص: 382 ] يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ الْغَسَّانِيُّ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ ، عَنْ
مُعَاذٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ : " لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِقَبْرِي وَمَسْجِدِي ، فَقَدْ بَعَثْتُكَ إِلَى قَوْمٍ رَقِيقَةٍ قُلُوبُهُمْ ، يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ مَرَّتَيْنِ ، فَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مِنْهُمْ مَنْ عَصَاكَ ، ثُمَّ يَفِيئُونَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، حَتَّى تُبَادِرَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا ، وَالْوَلَدُ وَالِدَهُ ، وَالْأَخُ أَخَاهُ ، فَانْزِلْ بَيْنَ الْحَيَّيْنِ ; السَّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ " .
وَهَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ إِشَارَةٌ وَظُهُورٌ وَإِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ
مُعَاذًا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لَا يَجْتَمِعُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ وَقَعَ ; فَإِنَّهُ أَقَامَ
بِالْيَمَنِ حَتَّى كَانَتْ حَجَّةُ الْوَدَاعِ ، ثُمَّ كَانَتْ وَفَاتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ أَحَدٍ وَثَمَانِينَ يَوْمًا مِنْ يَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ .
فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي قَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12062أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ
مُعَاذٍ ،
أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ رِجَالًا بِالْيَمَنِ يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، أَفَلَا نَسْجُدُ لَكَ ؟ قَالَ : " لَوْ كُنْتُ آمِرًا بَشَرًا أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا " . وَقَدْ رَوَاهُ
أَحْمَدُ ، عَنِ
ابْنِ نُمَيْرٍ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ سَمِعْتُ
أَبَا ظَبْيَانَ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ ، مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ مُعَاذٌ مِنَ
الْيَمَنِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَأَيْتُ رِجَالًا . فَذَكَرَ مَعْنَاهُ . فَقَدْ دَارَ عَلَى رَجُلٍ مُبْهَمٍ ، وَمِثْلُهُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ ، لَا سِيَّمَا
[ ص: 383 ] وَقَدْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ مِمَّنْ يُعْتَدُّ بِهِ فَقَالُوا : لَمَّا قَدِمَ
مُعَاذٌ مِنَ
الشَّامِ . كَذَلِكَ رَوَاهُ
أَحْمَدُ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ : ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " . وَقَالَ
أَحْمَدُ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ ، عَنْ
مُعَاذٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَا مُعَاذُ ، أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ ، تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ : وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي ، عَنْ
أَبِي ذَرٍ ، وَهُوَ السَّمَاعُ الْأَوَّلُ وَقَالَ
سُفْيَانُ مَرَّةً : عَنْ
مُعَاذٍ .
ثُمَّ قَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ ، عَنْ
مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ :
" يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي فَقَالَ : " اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ " . قَالَ : زِدْنِي . قَالَ : " أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا " . قَالَ : زِدْنِي . قَالَ : " خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " وَقَدْ رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ فِي " جَامِعِهِ " عَنْ
مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِهِ ، وَقَالَ :
[ ص: 384 ] حَسَنٌ . قَالَ شَيْخُنَا فِي " الْأَطْرَافِ " : وَتَابَعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14919فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ
لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ ، عَنْ
حَبِيبٍ بِهِ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ : ثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ ، ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16230صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ :
أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ قَالَ : " لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ ، وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، وَلَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا ; فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ ، وَلَا تَشْرَبَنَّ خَمْرًا ; فَإِنَّهُ رَأَسُ كُلِّ فَاحِشَةٍ ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ ; فَإِنَّ بِالْمَعْصِيَةِ يَحِلُّ سَخَطُ اللَّهِ ، وَإِيَّاكَ وَالْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكَ النَّاسُ ، وَإِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ ، وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ ، وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " .
. وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : ثَنَا
يُونُسُ ، ثَنَا
بَقِيَّةُ ، عَنِ
السَّرِيِّ بْنِ يَنْعُمَ ، عَنْ
مُرِيحِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ : [ ص: 385 ] " إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ ، فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ " .
وَقَالَ
أَحْمَدُ : ثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - ثَنَا
عَاصِمٌ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
مُعَاذٍ قَالَ :
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا ، أَوْ عَدْلَهُ مِنَ الْمَعَافِرِ ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً ، مُسِنَّةً ، وَمِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعًا حَوْلِيًّا ، وَأَمَرَنِي فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ الْعُشْرُ ، وَمَا سُقِيَ بِالدَّوَالِي نِصْفُ الْعُشْرِ . وَقَدْ رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي مُعَاوِيَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ كَذَلِكَ . وَقَدْ رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ ، مِنْ طُرُقٍ عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
مَسْرُوقٍ ، عَنْ
مُعَاذٍ بِهِ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ : ثَنَا
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَمْرٍو وَهَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ قَالَا : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ
حَيْوَةَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ ، أَنَّ
مُعَاذًا قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511045بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصَدِّقُ أَهْلَ الْيَمَنِ ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنَ الْبَقَرِ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا - قَالَ هَارُونُ : وَالتَّبِيعُ الْجَذَعُ أَوِ [ ص: 386 ] الْجَذَعَةُ - وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً ، فَعَرَضُوا عَلَيَّ أَنْ آخُذَ مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ وَالْخَمْسِينَ ، وَمَا بَيْنَ السِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ ، وَمَا بَيْنَ الثَّمَانِينَ وَالتِّسْعِينَ ، فَأَبَيْتُ ذَلِكَ ، وَقُلْتُ لَهُمْ : حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ . فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا ، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً ، وَمِنَ السِّتِّينَ تَبِيعَيْنِ ، وَمِنَ السَّبْعِينَ مُسِنَّةً وَتَبِيعًا ، وَمِنَ الثَّمَانِينَ مُسِنَّتَيْنِ ، وَمِنَ التِّسْعِينَ ثَلَاثَةَ أَتْبَاعٍ ، وَمِنَ الْمِائَةِ مُسِنَّةٍ وَتَبِيعَيْنِ ، وَمِنَ الْعَشَرَةِ وَمِائَةٍ مُسِنَّتَيْنِ وَتَبِيعًا ، وَمِنَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ثَلَاثَ مُسِنَّاتٍ أَوْ أَرْبَعَةَ أَتْبَاعٍ . قَالَ : وَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَّا آخُذَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ شَيْئًا ، إِلَّا أَنْ يَبْلُغَ مُسِنَّةً أَوْ جَذَعًا . وَزَعَمَ أَنَّ الْأَوْقَاصَ لَا فَرِيضَةَ فِيهَا . وَهَذَا مِنْ أَفْرَادِ أَحْمَدَ ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ قَدِمَ بَعْدَ مَصِيرِهِ إِلَى الْيَمَنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ .
وَقَدْ قَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَنْبَأَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3511046كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ شَابًّا جَمِيلًا سَمْحًا ، مِنْ خَيْرِ شَبَابِ قَوْمِهِ ، لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ ، حَتَّى كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَغْلَقَ مَالَهُ ، فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْ يُكَلِّمَ غُرَمَاءَهُ ، فَفَعَلَ ، فَلَمْ يَضَعُوا لَهُ شَيْئًا ، فَلَوْ تُرِكَ لِأَحَدٍ بِكَلَامِ أَحَدٍ ، لَتُرِكَ [ ص: 387 ] لِمُعَاذٍ بِكَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَبْرَحْ أَنْ بَاعَ مَالَهُ ، وَقَسَمَهُ بَيْنَ غُرَمَائِهِ . قَالَ : فَقَامَ مُعَاذٌ وَلَا مَالَ لَهُ . قَالَ : فَلَمَّا حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ لِيَجْبُرَهُ . قَالَ : فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَجَرَ فِي هَذَا الْمَالِ مُعَاذٌ . قَالَ : فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنَ الْيَمَنِ وَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى مُعَاذٍ فَقَالَ : هَلْ لَكَ أَنْ تُطِيعَنِي فَتَدْفَعَ هَذَا الْمَالَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَإِنْ أَعْطَاكَهُ فَاقْبَلْهُ ؟ قَالَ : فَقَالَ مُعَاذٌ : لِمَ أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَجْبُرَنِي ؟! فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ انْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : أَرْسِلْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَخُذْ مِنْهُ وَدَعْ لَهُ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ، إِنَّمَا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَجْبُرَهُ ، فَلَسْتُ آخِذًا مِنْهُ شَيْئًا . قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحَ مُعَاذٌ انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ : مَا أَرَانِي إِلَّا فَاعِلَ الَّذِي قُلْتَ ، إِنِّي رَأَيْتُنِي الْبَارِحَةَ فِي النَّوْمِ - فِيمَا يَحْسَبُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ - أُجَرُّ إِلَى النَّارِ وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي . قَالَ : فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِكُلِّ شَيْءٍ جَاءَ بِهِ ، حَتَّى جَاءَهُ بِسَوْطِهِ ، وَحَلَفَ لَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكْتُمْهُ شَيْئًا . قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هُوَ لَكَ لَا آخُذُ مِنْهُ شَيْئًا .
وَقَدْ رَوَاهُ
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَذَكَرَهُ ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : حَتَّى إِذَا كَانَ عَامُ فَتْحِ
مَكَّةَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ
الْيَمَنِ أَمِيرًا ، فَمَكَثَ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَدِمَ فِي
[ ص: 388 ] خِلَافَةِ
أَبِي بَكْرٍ ، وَخَرَجَ إِلَى
الشَّامِ .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَهُ بِمَكَّةَ مَعَ
عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ لِيُعَلِّمَ أَهْلَهَا ، وَأَنَّهُ شَهِدَ غَزْوَةَ
تَبُوكَ فَالْأَشْبَهُ أَنَّ بَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . ثُمَّ ذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ لِقِصَّةِ مَنَامِ مُعَاذٍ شَاهِدًا مِنْ طَرِيقِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَا جَاءَ بِهِ عَبِيدٌ فَأَتَى بِهِمْ أَبَا بَكْرٍ ، فَلَمَّا رَدَّ الْجَمِيعَ عَلَيْهِ رَجَعَ بِهِمْ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، فَقَامُوا كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ مَعَهُ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ . قَالَ : لِمَنْ صَلَّيْتُمْ ؟ قَالُوا : لِلَّهِ . قَالَ : فَأَنْتُمْ لَهُ عُتَقَاءُ ، فَأَعْتَقَهُمْ .
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبِي عَوْنٍ ، عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ
مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ
حِمْصَ ، عَنْ
مُعَاذٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ : " كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ ؟ " قَالَ : أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ . قَالَ : " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ " قَالَ : فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : " فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ " . قَالَ : أَجْتَهِدُ بِرَأْيِي ، لَا آلُو . قَالَ : فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرِي ثُمَّ قَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ " . وَقَدْ رَوَاهُ
أَحْمَدُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ ، وَعَنْ
عَفَّانَ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، بِإِسْنَادِهِ وَلَفْظِهِ . وَأَخْرَجَهُ
[ ص: 389 ] أَبُو
دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، مِنْ حَدِيثِ
شُعْبَةَ بِهِ ، وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ عِنْدِي بِمُتَّصِلٍ . وَقَدْ رَوَاهُ
ابْنُ مَاجَهْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ ، إِلَّا أَنَّهُ مِنْ طَرِيقِ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ - وَهُوَ الْمَصْلُوبُ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16294عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ
مُعَاذٍ بِهِ نَحْوَهُ .
وَقَدْ رَوَى الْإِمَامُ
أَحْمَدُ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11822أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّئِلِيِّ قَالَ :
كَانَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ ، فَارْتَفَعُوا إِلَيْهِ فِي يَهُودِيٍّ مَاتَ وَتَرَكَ أَخًا مُسْلِمًا ، فَقَالَ مُعَاذٌ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْإِسْلَامَ يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ " . فَوَرَّثَهُ . وَرَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ ، مِنْ حَدِيثِ
ابْنِ بُرَيْدَةَ بِهِ . وَقَدْ حُكِيَ هَذَا الْمَذْهَبُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ الْقَاضِي ، وَطَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَخَالَفَهُمُ الْجُمْهُورُ ، وَمِنْهُمُ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَأَصْحَابُهُمْ ، مُحْتَجِّينَ بِمَا ثَبَتَ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ [ ص: 390 ] قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ وَلَا الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ " .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31716مُعَاذًا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كَانَ قَاضِيًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْيَمَنِ ، وَحَاكِمًا فِي الْحُرُوبِ ، وَمُصَدِّقًا ; إِلَيْهِ تُدْفَعُ الصَّدَقَاتُ ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ الْمُتَقَدِّمُ . وَقَدْ كَانَ بَارِزًا لِلنَّاسِ يُصَلِّي بِهِمُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، ثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، أَنَّ
مُعَاذًا لَمَّا قَدِمَ
الْيَمَنَ صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ فَقَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ( النِّسَاءِ : 125 ) . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ . انْفَرَدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .