الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 515 ] باب nindex.php?page=treesubj&link=25310_33018دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ، شرفها ، الله عز وجل
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا مسدد ، ثنا يحيى ، عن عبيد الله ، حدثني نافع ، عن ابن عمر قال : بات النبي صلى الله عليه وسلم بذي طوى ، حتى أصبح ، ثم دخل مكة ، وكان ابن عمر يفعله . ورواه مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان به . وزاد حتى صلى الصبح . أو قال : حتى أصبح .
وقال مسلم : ثنا أبو الربيع الزهراني ، ثنا حماد ، عن أيوب ، عن نافع ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3511106أن ابن عمر كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ، ثم يدخل مكة نهارا ، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث حماد بن زيد ، عن أيوب به .
ولهما من طريق أخرى ، عن أيوب ، عن نافع ، أن ابن عمر كان nindex.php?page=treesubj&link=3412إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية ، ثم يبيت بذي طوى . وذكره . وتقدم آنفا ما [ ص: 516 ] أخرجاه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن نافع ، عن ابن عمر ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3511107أن nindex.php?page=treesubj&link=25310_33018رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبيت بذي طوى حتى يصبح فيصلي الصبح حين يقدم مكة ، ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أكمة غليظة ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة ، فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف الأكمة ، ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل منه على الأكمة السوداء تدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها ، ثم تصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة . أخرجاه في " الصحيحين " .
وحاصل هذا كله nindex.php?page=hadith&LINKID=3511108أنه ، عليه الصلاة والسلام ، لما انتهى في مسيره إلى ذي طوى وهو قريب من مكة متاخم للحرم ، أمسك عن التلبية ; لأنه قد وصل إلى المقصود ، وبات بذلك المكان حتى أصبح ، فصلى هنالك الصبح ، في المكان الذي وصفوه بين فرضتي الجبل الطويل هنالك ، ومن تأمل هذه الأماكن المشار إليها بعين البصيرة ، عرفها معرفة جيدة ، وتعين له المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم nindex.php?page=treesubj&link=25310_3907اغتسل صلوات الله وسلامه عليه ، لأجل دخول مكة ، ثم ركب nindex.php?page=treesubj&link=25310_3908ودخلها نهارا جهرة علانية ، من الثنية العليا التي بالبطحاء - ويقال : كداء - ليراه الناس ويشرف عليهم ، وكذلك دخل منها يوم الفتح ، كما ذكرناه .
قال مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من الثنية العليا ، وخرج من الثنية السفلى أخرجاه في " الصحيحين " من حديثه .
[ ص: 517 ] ولهما من طريق عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من الثنية العليا التي في البطحاء ، وخرج من الثنية السفلى . ولهما أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مثل ذلك .
ولما وقع بصره ، عليه الصلاة والسلام ، على البيت قال ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في " مسنده " : أخبرنا سعيد بن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج nindex.php?page=hadith&LINKID=3511109، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان nindex.php?page=treesubj&link=25310_3915إذا رأى البيت رفع يديه وقال : " اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا " . قال الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : هذا منقطع ، وله شاهد مرسل عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن أبي سعيد الشامي ، عن مكحول قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3511110كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا nindex.php?page=treesubj&link=25310_3915دخل مكة فرأى البيت ، رفع يديه وكبر وقال : " اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، فحينا ربنا بالسلام ، اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من حجه أو اعتمره تكريما وتشريفا وتعظيما وبرا " .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أنبأنا سعيد بن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : حدثت عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3511111 " nindex.php?page=treesubj&link=19768ترفع الأيدي في الصلاة ، وإذا رأى البيت ، nindex.php?page=treesubj&link=25310_19768_3602وعلى الصفا والمروة ، nindex.php?page=treesubj&link=25310_3508وعشية عرفة ، nindex.php?page=treesubj&link=25310وبجمع ، nindex.php?page=treesubj&link=25310_3668_3669وعند الجمرتين ، وعلى الميت " .
[ ص: 518 ] قال الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، وعن نافع ، عن ابن عمر ; مرة موقوفا عليهما ، ومرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون ذكر الميت . قال : nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى هذا غير قوي .
ثم إنه ، عليه الصلاة والسلام ، nindex.php?page=treesubj&link=25310_25853دخل المسجد من باب بني شيبة ، قال الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال : يدخل المحرم من حيث شاء . قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3511112ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة ، nindex.php?page=treesubj&link=25310وخرج من باب بني مخزوم ، إلى الصفا ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وهذا مرسل جيد .
وقد استدل nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي على استحباب دخول المسجد من باب بني شيبة ، بما رواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ، ثنا حماد بن سلمة ، وقيس وسلام ، كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال nindex.php?page=hadith&LINKID=3511113nindex.php?page=treesubj&link=29270لما انهدم البيت بعد جرهم بنته قريش ، فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه ، فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب فوضع الحجر في وسطه ، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب ، فرفعوه ، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه . وقد ذكرنا هذا مبسوطا في باب بناء الكعبة قبل البعثة . وفي الاستدلال على استحباب الدخول من باب بني شيبة بهذا نظر . والله أعلم .