الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 504 ] يونس .

أخرج مسلم عن صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال في قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [ يونس : 26 ] . الحسنى : الجنة ، والزيادة : النظر إلى ربهم .

[ ص: 505 ] وفي الباب عن أبي بن كعب ، وأبي موسى الأشعري ، وكعب بن عجرة ، وأنس ، وأبي هريرة .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : للذين أحسنوا قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، الحسنى الجنة ، وزيادة : النظر إلى الله تعالى .

وأخرج أبو الشيخ وغيره ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : قل بفضل الله قال : القرآن وبرحمته [ يونس : 58 ] . أن جعلكم من أهله .

[ ص: 506 ] وأخرج ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أشتكي صدري قال : اقرأ القرآن ، يقول الله تعالى : وشفاء لما في الصدور [ يونس : 57 ] .

وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع ، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان .

وأخرج أبو داود وغيره ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء . قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، لا يفزعون إذا فزع الناس ، ولا يحزنون إذا حزنوا . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون [ يونس : 62 ] . .

وأخرج ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال : الذين يتحابون في الله تعالى .

[ ص: 507 ] وورد مثله من حديث جابر بن عبد الله أخرجه ابن مردويه .

وأخرج أحمد ، وسعيد بن منصور ، والترمذي ، وغيرهم ، عن أبي الدرداء : أنه سئل عن هذه الآية : لهم البشرى في الحياة الدنيا [ يونس : 64 ] . قال : ما سألني عنها أحد منذ سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت ، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، فهي بشراه في الحياة الدنيا ، وبشراه في الآخرة الجنة له طرق كثيرة .

[ ص: 508 ] وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : إلا قوم يونس لما آمنوا [ يونس : 98 ] . قال : دعوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية