الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1323 ( باب ما جاء في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر رضي الله عنهما )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان ما جاء في صفة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفة قبر أبي بكر الصديق وعمر الفاروق من كون قبرهم في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها وكونه مسنما أو غير مسنم ، وكونه بارزا أو غير بارز ، ومن كون أبي بكر وعمر معه صلى الله عليه وسلم ، وفيه فضيلة عظيمة لهما فيما لا يشاركهما فيها أحد ; وذلك أنهما كانا وزيريه في حال حياته وصارا ضجيعيه بعد مماته ، وهذه فضيلة عظيمة خصهما الله تعالى بها وكرامة حياهما بها لم تحصل لأحد ، ألا ترى وصية عائشة رضي الله تعالى عنها إلى ابن الزبير - رضي الله تعالى عنهما - أن لا يدفنها معهم خشية أن تزكى بذلك ! وهذا من تواضعها وإقرارها بالحق لأهله وإيثارها به على نفسها ، ورأت عمر رضي الله تعالى عنه أهلا ، وأيضا لقرب طينتهما من طينته ، ففي حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه : مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة عند قبر فقال : من هذا ؟ فقيل : فلان الحبشي . فقال صلى الله عليه وسلم : لا إله إلا الله ، سيق من أرضه وسمائه إلى تربته التي منها خلق . قال الحاكم : صحيح الإسناد .

                                                                                                                                                                                  وإنما استأذنها عمر في ذلك ورغب إليها فيه ; لأن الموضع كان بيتها ولها فيه حق ، ولها أن تؤثر به نفسها لذلك ، فآثرت به عمر رضي الله تعالى عنه ، وقد كانت عائشة رضي الله تعالى عنها رأت رؤيا دلتها على ما فعلت حين رأت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتها ، فقصتها على والدها لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفن في بيتها ، فقال لها أبو بكر : هذا أول أقمارك ، وهو خيرها .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية