الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الفصل الثاني : في اتباعه .

                                                                                                                قال جماهير الفقهاء والمعتزلة يجب اتباعه في فعله ؛ إذا علم وجهه وجب اتباعه في ذلك الوجه لقوله تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) . والأمر ظاهر في الوجوب ، وقال أبو علي بن خلاد به في العبادات فقط .

                                                                                                                [ ص: 107 ] وإذا وجب التأسي به وجب معرفة وجه فعله من الوجوب ، والندب ، والإباحة إما بالنص ، أو بالتخيير بينه وبين غيره مما علم فيه وجه ثبوته ، فيسوى به ، أو بما يدل على نفي قسمين ، فيتعين الثالث ، أو بالاستصحاب في عدم الوجوب ، أو بالقربة على نفي الإباحة ، فيتعين الندب ، وبالقضاء على الوجوب ، وبالإدامة مع الترك في بعض الأوقات على الندب ، وبعلامة الوجوب عليه كالأذان ، وبكونه جزءا لسبب الوجوب كالنذر .

                                                                                                                تفريع : إذا وجب الاتباع ، وعارض فعله قوله ، فإن تقدم القول ، وتأخر الفعل نسخ الفعل القول ، كان القول خاصا به ، أو بأمته ، أو عمهما ، وإن تأخر القول ، وهو عام له ولأمته عليه السلام ، أسقط حكم الفعل عن الكل .

                                                                                                                وإن اختص بأحدهما خصصه عن عموم حكم الفعل .

                                                                                                                وإن تعقب الفعل القول من غير تراخ ، وعم القول له ولأمته عليه السلام خصصه عن عموم القول .

                                                                                                                وإن اختص بالأمة ترجح القول على الفعل ، وإن اختص به جاز أن يكون نسخ الشيء قبل وقته ، وإلا فلا ، وإن لم يتقدم واحد منهما صحح القول لاستغنائه بدلالته عن غيره من غير عكس .

                                                                                                                فإن عارض الفعل الفعل بأن يقر شخصا على فعل فعل عليه السلام ضده ، فيعلم خروجه عنه ، أو يفعل عليه السلام ضده في وقت يعلم لزوم مثله له فيه ، فيكون نسخا للأول .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية