الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : [ القول في جنس الكسوة ] فأما جنس الثياب فتختلف باليسار والإقتار والتوسط ، وتختلف باختلاف ثياب البلد ، فإن كان الأغلب من ثيابه القطن في الصيف والخز في الشتاء ، فرض لزوجة الموسر ثوبا من مرتفع القطن وناعمه . كالبصري ومرتفع المروزي ، وفرض لها في الشتاء جبة خز وفرض لزوجة المتوسط ثوبا من وسط القطن كالبصري والبغدادي وجبة قطن محشوة أو من وسط الخز ، وفرض لزوجة المقتر ثوبا من غليظ القطن كالبصري والكوفي وجبة منه أو من صوف إن كان يكتسيه نساء بلدها ، وإن كان الأغلب من ثياب بلدها الكتان والإبريسم فرض لزوجة الموسر من مرتفع الكتان كالدبيقي ومترف ومرتفع السقلس ، ولم يفرض لها من مرتفع القصب الخفيف النسج الذي لا تجوز فيه الصلاة ؛ لأنها تستحق ثوبا واحدا وذلك لا يسترها ولا تصح فيه صلاتها فلذلك فرض لها ما تجزي فيه الصلاة ، وفرض لها في الشتاء جبة إبريسم كالديباج والحرير وما يختص ببلدها من أنواع الإبريسم ، وفرض لزوجة المتوسط وسط الكتان كالمعصور بمصر والمعروف بالبصرة ، ووسط الرومي ببغداد وجبة من وسط الجباب التي يلبسها نساء بلدها ، وفرض لزوجة المقتر غليظ الكتان وخشنه وجبة لجسمها ، ، وهذا مثال ولكل بلد عرف ، فاعتبر عرفهم فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية