الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الفصل الثالث : الفرق بين الوضع والاستعمال والحمل ، فإنها تلتبس على كثير من الناس .

                                                                                                                فالوضع : يقال بالاشتراك على جعل اللفظ دليلا على المعنى كتسمية الولد زيدا ، وهذا هو الوضع اللغوي ، وعلى غلبة استعمال اللفظ في المعنى حتى يصير أشهر فيه من غيره ، وهذا هو وضع المنقولات الثلاثة الشرعي نحو الصلاة ، والعرفي العام نحو الدأبة ، والعرفي الخاص نحو الجوهر، والعرض عند المتكلمين .

                                                                                                                والاستعمال : إطلاق اللفظ وإرادة عين مسماه بالحكم ، وهو الحقيقة ، أو غير مسماه لعلاقة بينهما ، وهو المجاز .

                                                                                                                والحمل : اعتقاد السامع مراد المتكلم من لفظه ، أو ما اشتمل على مراده ، فالمراد : كاعتقاد المالكي أن الله سبحانه وتعالى أراد بالقرء الطهر ، والحنفي أن الله تبارك وتعالى أراد الحيض ، والمشتمل : نحو حمل الشافعي - رحمه الله - اللفظ المشترك على جملة معانيه عند تجرده عن القرائن لاشتماله على مراد المتكلم احتياطا .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية