الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 328 ] ذكر صفته ، رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان ، رضي الله عنه ، حسن الوجه ، رقيق البشرة ، كبير اللحية ، معتدل القامة ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، كثير شعر الرأس ، حسن الثغر ، فيه سمرة . وقيل : بياض . وقيل : كان في وجهه شيء من آثار الجدري ، رضي الله عنه . وعن الزهري : كان حسن الوجه والشعر ، مربوعا ، أضلع ، أروح الرجلين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال الإمام أحمد : ثنا عبد الصمد ، ثنا سالم أبو جميع ، ثنا الحسن وذكر عثمان وشدة حيائه فقال : إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق ، فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء ; يمنعه الحياء أن يقيم صلبه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال عبد الله : حدثنا زياد بن أيوب ، ثنا هشيم قال : زعم أبو المقدام ، عن الحسن بن أبي الحسن قال : دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفان [ ص: 329 ] متوكئ على ردائه ، فأتاه سقاءان يختصمان فقضى بينهما ، ثم أتيته فنظرت إليه فإذا رجل حسن الوجه ، بوجنتيه نكتات جدري ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه . وقال واقد بن عبد الله : حدثني من رأى عثمان بن عفان ضبب أسنانه بالذهب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال الواقدي : حدثنا ابن أبي سبرة ، عن سعيد بن أبي زيد ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : كان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم ، وخمسمائة ألف درهم ، وخمسون ومائة ألف دينار ، فانتهبت وذهبت ، وترك ألف بعير بالربذة ، وترك صدقات كان تصدق بها ; ببئر أريس ، وخيبر ، ووادي القرى قيمة مائتي ألف دينار .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال الإمام أحمد : ثنا أبو المغيرة ، ثنا أرطاة بن المنذر ، ثنا أبو عون الأنصاري أن عثمان قال لابن مسعود : هل أنت منته عما بلغني عنك ؟ [ ص: 330 ] فاعتذر بعض العذر . فقال عثمان : إني قد سمعت وحفظت ، وليس كما سمعت ، سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إنه سيقتل أمير ، وينتزي منتز " . وإني أنا المقتول وليس عمر ، إن عمر قتله واحد وإنه سيجتمع علي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال أحمد : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن قيس قال : حدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار : إن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عهد لي عهدا فأنا صابر عليه . قال قيس : فكانوا يرونه ذلك اليوم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ورواه الترمذي من حديث وكيع ويحيى بن سعيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد به .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي " مسند أبي يعلى " ، من طريق أبي سهلة قال : قال لي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " ستبتلى بعدي فلا تقاتل "

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية