الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              الفصل الثالث

              القوة والترف والظلم

              - تأصيل مفهوم القوة:

              عرفت القوة لغة في المعجم الوسيط على أنها الطاقة، وتأخذ القوة أيضا معنى الجد في الأمر وصدق العزيمة، وقد أورد القرآن الكريم مصطلح القوة في عدد من الآيات، منها على سبيل المثال لا الحصر [1] :

              - ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) (الأنفال:60)، أي جهزوا كل أنواع القوة المادية والمعنوية.

              - ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) ( البقرة:93)، أي بحـزم وعزم.

              - ( قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) (هود:80)، أي لو كان لي قـوة ادفـع بـها أذاكـم أو ألجـأ إلى أنصـار ينصروني عليكم. [ ص: 105 ]

              وعرفت القوة اصطلاحا على أنها: "القدرة على جعل الآخرين يقومون بأشياء متناقضة مع أولوياتهم، ما كانوا ليقوموا بها لولا ممارسة تلك القدرة" [2] ، بمعنى أن شخصا ما يستخدم قوته ضد شخص آخر للقيام بأشياء رغما عنه، ويضغط للحصول على ما يريده منه بالإكراه. وقيل أيضا: إنها: "القدرة في التأثير على الآخرين وإخضاعهم لإرادة القوي"، فالأقوياء يفرضون ما يريدون تمشيا مع مصالحهم الخاصة [3] .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية