الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              الفصل الخامس

              سسيولوجيا الظلم

              - مقدمة:

              تتسم أغلب المجتمعات التقليدية ببنية هرمية تراتبية، يحتل فيها الحاكم رأس الهرم الاجتماعي، بينما يحتل عامة الناس ودهماؤها قاعدته، وما بين رأس الهرم وقاعدته توجد فئات وشرائح سكانية مختلفة، تتباين حقوقها وعلاقاتها وفق موقع كل منها في الهرم الاجتماعي، ورغم كل محاولات تزيين ظاهر العلاقات الاجتماعية وتجميلها "بميكب" الحداثة والمدنية في هذه المجتمعات، إلا أن باطنها التسلطي يطغى على حقيقتها.

              لذلك نجد هذه العلاقات لا تخرج عن كونها علاقات تبعية وهيمنة، يقودها القمع والظلم والاستبداد في الباطن، وتسيرها المنفعة والمصلحة في الظاهر، ومن خلال الصورتين الباطنية والظاهرية، تبرز علاقة القوي والضعيف، أو السيد والتابع، أو "الظلوم" و"الجهول"، كما سميناها في هذه الدراسة، يقول تعالى: ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) (الأحزاب:72). [ ص: 141 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية