الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1201 ص: حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو عاصم وسعيد بن عامر ، قالا: ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "أن النبي -عليه السلام- وأبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- كانوا يستفتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين" .

                                                حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال: ثنا شعبة ، عن قتادة ، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "صليت خلف النبي -عليه السلام- وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال: أنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك أنه قال: "قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان ، فكلهم لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتح الصلاة" .

                                                حدثنا فهد بن سليمان ، قال: ثنا أبو غسان ، قال: ثنا زهير ، عن حميد ، عن أنس :؛ أن أبا بكر وعمر - ويرى حميد أنه قد ذكر النبي -عليه السلام-..." ثم ذكر نحوه.

                                                حدثنا ابن أبي عمران وعلي بن عبد الرحمن ، قالا: ثنا علي بن الجعد ، قال: أنا شيبان ، عن قتادة ، قال: سمعت أنسا يقول: "صليت خلف النبي -عليه السلام- وأبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                حدثنا أبو أمية ، قال: ثنا الأحوص بن جواب ، قال: ثنا عمار بن رزيق ، عن الأعمش ، عن شعبة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال: "لم يكن رسول الله -عليه السلام- ولا أبو بكر ولا عمر يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                [ ص: 592 ] حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا دحيم بن اليتيم ، قال: ثنا سويد بن عبد العزيز ، عن عمران القصير ، عن الحسن ، عن أنس : "أن النبي -عليه السلام- وأبا بكر وعمر كانوا يسرون ببسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                حدثنا أبو أمية ، قال: ثنا سليمان بن عبيد الله الرقي ، قال: ثنا مخلد بن الحسين ، عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين والحسن ، عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -عليه السلام- وأبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- يستفتحون ب الحمد لله رب العالمين" .

                                                حدثنا أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ، قال: ثنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس ، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                حدثنا إبراهيم بن منقذ قال: ثنا عبد الله بن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أن محمد بن نوح أخا بني سعد بن بكر حدثه، عن أنس بن مالك قال: "سمعت رسول الله -عليه السلام- وأبا بكر وعمر يستفتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين" .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه عشر طرق صحاح إلا الطريق السابع، فإن فيه سويد بن عبد العزيز قال أحمد : متروك الحديث. وقال يحيى : ليس بشيء. وعنه: ليس بثقة. وقال النسائي : ضعيف.

                                                والطريق العاشر فيه عبد الله بن لهيعة وفيه مقال، وبقية الرجال كلهم ثقات.

                                                الأول: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، وسعيد بن عامر الضبعي ، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة مهران العدوي البصري ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا محمد بن بشر ، قال: ثنا سعيد ، قال: ثنا قتادة ، عن أنس : "أن رسول الله -عليه السلام- وأبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين" .

                                                [ ص: 593 ] وأخرجه أحمد في "مسنده": نا إسماعيل ، نا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك : "أن النبي -عليه السلام- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين" .

                                                وهذا الحديث من أقوى الحجج لمنع الجهر بالبسملة .

                                                فإن قيل: قد قال الترمذي : قال الشافعي : إنما متن هذا الحديث: "أن النبي -عليه السلام- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين" . معناه أنهم كانوا يبدءون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة، وليس معناه أنهم كانوا لا يقرءون بسم الله الرحمن الرحيم.

                                                قلت: قال الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي : هذا تأويل لا يليق بالشافعي لعظيم فقهه، وأنس إنما قال هذا ردا على من يرى قراءة بسم الله الرحمن الرحيم وكذلك عبد الله بن مغفل كما مضى حديثه عن قريب، ورواية مالك ، عن حميد الطويل ، عن أنس صريحة في ترك قراءة البسملة حيث قال: فكلهم لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فهذا يمنع التأويل المذكور ويرده.

                                                فإن قيل: أيها الحنفي إذا كانت هذه آية من القرآن عندك، أنزلت للفصل بين السور، كان الواجب أن يجهر بها كالجهر بالقراءة في الصلاة التي يجهر فيها بالقرآن، إذ ليس في الأصول الجهر ببعض القراءة دون بعض في ركعة واحدة.

                                                قلت: إذا ثبت أنها لم تكن من الفاتحة، وإنما هي على وجه الابتداء بها تبركا، جاز أن لا يجهر بها، ألا ترى أن قوله: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض الآية. هو من القرآن، ومن استفتح به الصلاة لا يجهر به مع الجهر بسائر القراءة، كذلك البسملة حالها كحاله.

                                                [ ص: 594 ] الثاني: عن سليمان بن شعيب الكيساني صاحب محمد بن الحسن الشيباني ، عن عبد الرحمن بن زياد الثقفي الرصاصي ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس .

                                                وأخرجه مسلم : ثنا ابن المثنى وابن بشار ، كلاهما عن غندر – قال ابن المثنى : نا محمد بن جعفر - قال: ثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث، عن أنس قال: "صليت مع رسول الله -عليه السلام- وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم " .

                                                وأخرجه النسائي : أنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج ، قال: حدثني عقبة بن خالد ، قال: ثنا شعبة وابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس قال: "صليت خلف رسول الله -عليه السلام- وأبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- فلم أسمع أحدا منهم يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم " .

                                                وأخرجه ابن حبان أيضا في "صحيحه".

                                                الثالث: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن حميد الطويل ، عن أنس ، وهو موقوف.

                                                وأخرجه مالك في "موطئه". وقال أبو عمر : هكذا هو في "الموطأ" عند جماعة الرواة فيما علمت موقوفا، ورواه الوليد بن مسلم ، عن مالك مرفوعا، عن حميد ، عن أنس قال: "صليت خلف رسول الله -عليه السلام- وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكلهم كان لا يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتح الصلاة" وهكذا رواه ابن أخي ابن وهب ، عن مالك وابن عيينة والعمري ، عن حميد ، عن أنس مرفوعا، وهو خطأ عندهم من ابن أخي ابن وهب في رفعه ذلك عن عمه عن مالك ، وأما رواية الوليد بن مسلم فلم يتابع عليها عن مالك . والصواب عن مالك خاصة ما في "الموطأ".

                                                [ ص: 595 ] وقد روي هذا الحديث مرفوعا عن النبي -عليه السلام- من طرق كثيرة بأسانيد صحاح عن أنس من حديث قتادة وثابت البناني وحميد - رحمهم الله -.

                                                الرابع: عن فهد بن سليمان بن يحيى الكوفي ، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي ، عن زهير بن معاوية ، عن حميد الطويل ، عن أنس : "أن أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-" موقوفا، ويرى حميد أنه قد ذكر النبي -عليه السلام-، فحينئذ يكون الحديث مرفوعا.

                                                وأخرجه أحمد : ثنا أبو كامل ، ثنا حماد ، ثنا قتادة ، وثابت وحميد ، عن أنس بن مالك : "أن النبي -عليه السلام- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين" .

                                                الخامس: عن أحمد بن أبي عمران الفقيه ، وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة ، كلاهما عن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري شيخ البخاري وأبي داود وأحد أصحاب أبي حنيفة ، عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي النحوي البصري المؤدب ، عن قتادة ، عن أنس .

                                                وأخرجه الدارقطني : ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا علي بن الجعد ، ثنا شعبة وشيبان ، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك قال: "صليت خلف النبي -عليه السلام- وأبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- فلم أسمع أحدا منهم يجهر بسم الله الرحمن الرحيم" .

                                                السادس: عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي ، عن الأحوص بن جواب الكوفي من رجال مسلم ، عن عمار بن رزيق الضبي الكوفي من رجال مسلم أيضا، عن سليمان الأعمش ، عن شعبة ، عن ثابت بن أسلم ، عن أنس -رضي الله عنه-.

                                                [ ص: 596 ] وأخرجه البزار في "مسنده": ثنا العباس بن عبد العظيم ، ثنا أبو الجواب ، ثنا عمار بن رزيق ، عن الأعمش ، عن شعبة ، عن ثابت ، عن أنس : "أن النبي -عليه السلام- وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين" . ولا نعلم روى الأعمش عن شعبة غير هذا الحديث ولا نعلم حدث به عن الأعمش إلا عمار بن رزيق .

                                                السابع: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن دحيم - بضم الدال، وفتح الحاء المهملتين، وسكون الياء آخر الحروف - وهو لقب عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ، عن سويد بن عبد العزيز بن نمير السلمي الدمشقي ، فيه مقال وقد ذكرناه الآن، عن عمران بن مسلم المنقري البصري القصير ، عن الحسن البصري ، عن أنس .

                                                وأخرجه الطبراني : من حديث محمد بن أبي السري ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه، عن الحسن ، عن أنس -رضي الله عنه-: "أن النبي -عليه السلام- كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم وأبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- .

                                                الثامن: عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، عن سليمان بن عبيد الله الرقي أبي أيوب الأنصاري ، عن مخلد بن الحسن الأزدي المهلبي أبي محمد البصري نزيل المصيصة ، عن هشام بن حسان الأزدي القردوسي أبي عبد الله البصري ، عن محمد بن سيرين والحسن البصري ، كلاهما عن أنس بن مالك .

                                                وأخرجه ابن الجارود في "مسنده" نحوه.

                                                التاسع: عن أحمد بن مسعود الخياط ، عن محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي أبي يوسف نزيل المصيصة ، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري ، عن أنس -رضي الله عنه-.

                                                [ ص: 597 ] وأخرجه مسلم : عن محمد بن مهران ، عن الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، قال: أخبرني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنه سمع أنس بن مالك يذكر ذلك، وأشار به إلى ما رواه من حديث قتادة عن أنس قال: قال: "صليت خلف أبي بكر وعمر وعثمان ، فكانوا يستفتحون ب الحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها" .

                                                وأخرجه الدارقطني : ثنا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ، ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا الوليد ، ثنا الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس قال: "كنا نصلي خلف رسول الله -عليه السلام- وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكانوا يستفتحون بأم القرآن فيما يجهر به" .

                                                العاشر: عن إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم العصفري ، عن عبد الله بن وهب المصري ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب سويد المصري ، عن محمد بن نوح أخي بني سعد بن بكر ، عن أنس بن مالك .

                                                وأخرجه عبد الله بن وهب في "مسنده" .




                                                الخدمات العلمية