الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن أفلت فجاء به آخر ، [ ص: 69 ] فلكل نسبته

التالي السابق


( وإن أفلت ) بضم الهمز وفتحه وسكون الفاء وكسر اللام وفتح الهمز واللام لازم على هذا ومتعد على الأول ، كحديث إذا أخذه لم يفلته أي أبق الآبق ممن وجده ، وأخذه ليأتي به لربه ( فجاء به ) أي الآبق لربه شخص ( آخر ) بمد الهمز وفتح [ ص: 69 ] الخاء المعجمة أي غير الأول قبل رجوعه لمكانه الأول ( فلكل ) من العاملين ( نسبته ) أي عمل كل لمجموع عمليهما ، أي مثلها من المسمى ، فإن استوى العملان فلكل نصفه وإن كان عمل أحدهما ثلثين فله ثلثاه ، فإن أتى به الثاني بعد عوده لمكانه الأول فالجعل كله للثاني ولا شيء منه للأول .

اللخمي سمع عيسى ابن القاسم من جعل جعلا لرجل على آبق فانقلب به ثم أفلت فأخذه آخر وأتى به ، فإن أفلت بعيدا من مكان سيده فكل الجعل للثاني ، ولا شيء منه للأول ، وإن أفلت قريبا منه فالجعل بينهما على قدر شخوص كل منهما . ابن رشد هذا بين ; لأن المجعول له الثاني : هو المنتفع بعمل الأول إذا أفلت بالقرب .




الخدمات العلمية