الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                566 567 ص: وهذا أيضا بعد النوم، ففي ذلك إباحة ذكر الله تعالى بعد الحدث، وقد روي عن عائشة - رضي الله عنها - من ذلك شيء.

                                                حدثنا علي بن معبد، قال: ثنا معلى بن منصور، قال: ثنا ابن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن خالد بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه، . وحتى الجنابة".

                                                ففي هذا إباحة ذكر الله -عز وجل- وليس فيه ولا في حديث أبي ظبية من قراءة القرآن شيء، وفي حديث علي - رضي الله عنه - بيان فرق ما بين قراءة القرآن، وذكر الله في حال الجنابة.

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهذا إلى ما روي عن عمرو بن عبسة ، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنهما -

                                                [ ص: 222 ] قوله: "وقد روي عن عائشة من ذلك شيء" أي من إباحة ذكر الله في حالة الحدث، وإسناد حديثها صحيح.

                                                وابن أبي زائدة هو يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة الكوفي، روى له الجماعة، وأبوه: زكرياء، روى له الجماعة.

                                                وأخرجه مسلم : ثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى، قالا: نا ابن أبي زائدة ... إلى آخره نحوه سواء.

                                                وأخرجه أبو داود : عن أبي كريب أيضا نحوه.

                                                وأخرجه الترمذي ، وابن ماجه أيضا.

                                                ولكن في رواية الكل بين خالد بن سلمة وبين عروة ، عبد الله البهي، ولم يقع كذا في رواية الطحاوي ، وخالد بن سلمة روى عن عروة أيضا، ولو لم تصح روايته عنه لقلنا: إن البهي ساقط في رواية الطحاوي من النساخ.

                                                قوله: "يذكر الله" عام يشمل جميع أنواع الذكر من التهليل، والتسبيح، والتحميد، والتكبير، وأشباه ذلك.

                                                "والأحيان" جمع حين، وهو الوقت، وهو أيضا يتناول جميع أحيان الأحوال ولكن يستثنى منه قراءة القرآن حين الجنابة، وحين الحيض؛ لأنه قد ثبت بدلائل أخرى عدم جواز قراءة القرآن للجنب، والحائض.

                                                قوله: "ففي هذا" أي في حديث عائشة.

                                                قوله: "وليس فيه" أي في حديث عائشة، ولا في حديث أبي ظبية الذي رواه عن عمرو بن عبسة ومعاذ في قراءة القرآن شيء، أما حديث أبي ظبية فإنه لم يذكر فيه إلا

                                                [ ص: 223 ] لفظ السؤال، ولا يفهم منه إلا ذكر الله تعالى دون قراءة القرآن، وأما حديث عائشة فإنه لم يذكر فيه إلا لفظ الذكر، وهو عند الإطلاق لا يتناول القرآن باعتبار العرف، وإنما فرق بينهما في حديث علي - رضي الله عنه - حيث قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا القرآن على كل حال إلا الجنابة" فإنه يدل على جواز الذكر حال الجنابة دون القراءة.




                                                الخدمات العلمية