الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                655 656 ص: ورويت فيها الآثار عن النبي -عليه السلام-: حدثنا حسين بن نصر، قال: سمعت يزيد بن هارون، قال: أنا همام (ح).

                                                وحدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش، قال: حدثنا الحجاج بن منهال، قال: نا همام، قال: نا قتادة ، عن أنس: "أن الزبير وعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهما- شكوا إلى النبي -عليه السلام- القمل، فرخص لهما في قميص الحرير في غزاة لهما، قال أنس: فرأيت على كل واحد منهما قميصا من حرير".

                                                التالي السابق


                                                ش: أي رويت في إباحة الأشياء في الضرورات الآثار عن النبي -عليه السلام- ثم بين ذلك بقوله: حدثنا.. إلى آخره.

                                                وأخرجه من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن حسين بن نصر ، عن يزيد بن هارون الواسطي أحد مشايخ أحمد، وأحد أصحاب أبي حنيفة ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس .

                                                والثاني: عن عبد الله بن محمد بن خشيش - بالمعجمات وضم الأول - عن الحجاج بن منهال ، عن همام ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الجماعة:

                                                فالبخاري: عن محمد ، عن وكيع ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال: "رخص النبي -عليه السلام- للزبير وعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير لحكة بهما".

                                                [ ص: 385 ] ومسلم: عن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة؛ أن أنس بن مالك أنبأهم: "أن رسول الله -عليه السلام- رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام في القمص الحرير في السفر، في حكة كانت بهما، أو وجع كان بهما".

                                                وأبو داود: عن النفيلي ، عن عيسى بن يونس ، عن سعيد بن أبي عروبة.. إلى آخره نحوه، وليس في لفظه: "أو وجع كان بهما".

                                                والترمذي: عن محمود بن غيلان ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن همام ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك: "أن عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام شكيا القمل إلى رسول الله -عليه السلام- في غزاة لهما، فرخص لهما في قمص الحرير، قال: ورأيته عليهما".

                                                قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

                                                والنسائي: عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عيسى بن يونس ، عن سعيد.. إلى آخره، نحو رواية أبي داود .

                                                وابن ماجه: عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن محمد بن بشر ، عن سعيد.. إلى آخره، نحو رواية مسلم .

                                                قوله: "شكوا" تثنية شكى مثل غزوا في تثنية غزا، ووقع في رواية الترمذي: "شكيا" مثل رميا في تثنية رمى، والأصل أن يقال بالواو؛ لأنه من النواقص الواوية تقول: شكوت فلانا، أشكوه شكوا وشكاية، وشكية وشكاة، إذا أخبرت عنه بسوء فعله بك، فهو مشكو ومشكي، والاسم: الشكوى.

                                                [ ص: 386 ] قوله: "في قميص الحرير" وفي رواية غيره: "في قمص الحرير" على لفظ الجمع.

                                                قوله: "في غزاة لهما" وفي رواية أبي داود ومسلم: "في السفر"، وهذا أعم؛ لتناوله الغزاة وغيرها.




                                                الخدمات العلمية