الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                9978 ( أخبرنا ) أبو طاهر الفقيه ، وأبو بكر الحيري قالا : أنا حاجب بن أحمد بن سفيان ، ثنا عبد الرحيم بن منيب ، ثنا الفضل بن موسى ، ثنا حسين بن واقد ، عن علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرنا ، فحضرنا النحر ، [ ص: 236 ] فاشتركنا في الجزور عشرة ، والبقرة ، عن سبعة . كذا روي بهذا الإسناد ، وحديث أبي الزبير ، عن جابر أصح من ذلك ، وقد شهد الحديبية ، وشهد الحج ، والعمرة ، وأخبرنا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم باشتراك سبعة في بدنة فهو أولى بالقبول ، وبالله التوفيق .

                                                                                                                                                وقد روي ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة ، البدنة عن عشرة ، ولا أحسبه إلا وهما ، فقد رواه الفريابي عن الثوري ، وقال : البدنة عن سبعة . وكذلك قاله مالك بن أنس ، وابن جريج ، وزهير بن معاوية ، وغيرهم ، عن أبي الزبير ، عن جابر قالوا : البدنة عن سبعة . وكذلك قاله عطاء بن أبي رباح ، عن جابر ، ورجح مسلم بن الحجاج روايتهم لما خرجها دون رواية غيرهم ، وأما حديث الزهري ، عن عروة فإن محمد بن إسحاق بن يسار تفرد بذكر البدنة عن عشرة فيه ، وحديث عكرمة يتفرد به الحسين بن واقد ، عن علباء بن أحمر ، وحديث جابر أصح من جميع ذلك ، وأخبر باشتراكهم فيها في الحج والعمرة وبالحديبية بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو أولى بالقبول ، وبالله التوفيق .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية