السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ 12 سنة، وأنا وزوجي نحاول الاجتهاد في ديننا، وتربية طفلتنا الوحيدة، ذات الثماني سنوات، في ما يرضي الله.
لا أدري ما الذي يقع لنا منذ بداية علاقتنا من مخاصمات على أشياء تافهة، تأخذ حجماً ضخماً؛ مما يؤدي إلى حياة منكدة مليئة بالمشاكل، لا سيما وزوجي لا يحرص على كتم ما يقع بيننا، فغضبه شديد، ولا يعرف حدوداً، فهو يصير عنيفاً، وبذيء اللسان أمام بنتنا، وكثيراً ما يهجر المنزل لأيام عديدة، ويهدد بالطلاق، وحاول العديد من أعضاء العائلة التدخل، لكنه يعطيهم صورة خاطئة عني، وينسب إلي كل الأخطاء، ليظهر أنه بريء، وأني الظالمة.
حاولت مراجعة نفسي، وتغيير ما يزعجه، لكن عند تراجعي عن شيء يطلب مني شيئاً آخر، ولا شيء يرضيه، صار حتى حديثي معه يزعجه.
تمر الأيام ثم يتقلب مزاجه، فيأتي ليراضيني، ويقول لا تكثري الكلام وقت غضبه، وبأن الشيطان هو الذي يريد أن يفرق بيننا، ولكنه لا يقبل الاعتراف بأخطائه، فهو عندما يأتيني مسالماً لا يتقبل مني أن أناقشه، وأنصحه بالتستر وقت الغضب، وألا يدخل طفلتنا في مشاكلنا.
مع مرور كل هذه السنين صرت متقبلة لهذا الحال، أستخير الله، وأكل أمري له، لكن ابنتي أصبحت تفهم ما يقع، وتتدخل للصلح بيننا، وتطلب منا ألا نفترق، لأنها تسمع أباها يتحدث عن الطلاق، وتصبح خائفة عند ارتفاع الأصوات، وتبكي وتتوسل لأبيها ألا يهجر البيت!
هذا الذي يحدث يحز في قلبي! ومظهر هذه الطفلة الصغيرة التي تحملت ما لا طاقة لها به قبل أوانها، فرغم أننا لا نقصر في أي شيء تجاهها، إلا أن هذا الخصام المستمر لا شك أنه يؤثر سلباً عليها، وأخاف من تداعياته المستقبلية لديها.
أحاول دائماً أن أطمئنها، وأشرح لها أن هذا خطأ، ولا ينبغي علينا إقحامها في المشاكل، ولكنها دائماً معنا، وعندما يتركنا أبوها لم يعد لي ما أفسر لها به تصرفاته، فنحن ننصحها بالحلم والصبر، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، ولا ترى في الحقيقة أي تطبيق لهذه القيم في أسرتنا، فأخشى زعزعة عقيدتها عند كبرها.
أحس أني عاجزة تمام العجز عن تغيير هذا النمط الذي أصبحنا عليه، فصرنا نعيش على مزاج زوجي، عندما يكون راضياً مرتاحاً يعاملنا كالأميرات، وعندما يتقلب مزاجه تسود حياتنا، ويتركنا وحيدتين، ولا يسأل عنا، ولا يفتح معنا هاتفه.
أحاول إدخال البهجة على طفلتي رغم كآبتي، ولكن لا أستطيع القيام بعدة أشياء، حرصاً منا على حفظ نفسي وماله في غيابه.