الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي النفسية كيف أعالجها فأنا أنتقل من حالٍ إلى حال؟!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 22 سنة، أعاني من قلق، ووسواس قهري، واكتئاب، ورهاب اجتماعي، حيث بدأ الأمر قبل 7 سنوات برهاب اجتماعي فقط، فمثلا عندما أختلط بمجموعة من الأشخاص أشعر بأنهم يحدقون بي ويتحدثون عني باستهزاء، وعندها أشعر بتسارع دقات القلب وتعرق وتوتر شديد، كما في بعض الأحيان أشعر برهاب أشخاص دون غيرهم لدرجة التهرب من مقابلتهم، وأصبحت انطوائيا ومنعزلا.

بعد أربع سنوات أصبح لدي قلق مستمر، واستباق للأحداث والخوف من أمور لم تحدث بعد، وأيضا تضخيم أتفه الأمور التي حدثت والخوف من تكرارها رغم أنها أمور عادية، ولكني أبدأ بتكرار وتذكر الأحداث وتضخيم الأمور حتى يصبح قلقا، وأيضا بعض الأحيان تراودني أفكار سخيفة وقد تكون خيالية أيضا، ولكنها تصبح قلقا، كما أن لدي قلقا حول المستقبل، والوظيفة، والدراسة.

بعدها أصبح لدي وسواس قهري كالوسوسة في الوضوء وإعادته أكثر من مرة، والتأكد من إغلاق الأبواب، وإطفاء الأضواء بأعداد وأرقام معينة، ورغبة في ترتيب وتنظيم الأشياء، ولدي اكتئاب في بعض الأحيان حيث أشعر بضيق وحزن، وعدم تفاؤل بالمستقبل، واضطراب في النوم، وصعوبة في التركيز، كما أنني أستغرق وقتا طويلا في عمل الأشياء، وأشعر أنني لا فائدة لي، رغم أنني أحافظ على صلاتي والأذكار.

كما أنني فقدت شهيتي ووزني، وأصبحت سريع الانفعال والعصبية، وأضغط على نفسي كثيرا، واكتم غضبي، كما أنني عاطل ولم أبدأ دراستي الجامعية بعد بسبب الظروف، لذا هل يوجد علاج لمثل حالتي؟ وإن كان كذلك فهل يصرف دون وصفة طبية؟ والمعذرة على الإطالة.
جزاكم الله خير الجزاء، وشفانا الله وإياكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل لديك أعراض قلق ووسوسة وشيء من المخاوف وعسر المزاج، ولا أريدك أبداً أن تعتبر أربع أو خمس تشخيصات متفرقة لا، العلة واحدة، هذا نوع من الاضطراب الوجداني هكذا نسميه وهي متداخلة جداً، القلق دائماً هو النواة الأساسية للوسوسة وللخوف وحتى للاكتئاب، والقلق طاقة إيجابية مطلوبة للإنسان حتى ينجح ويثابر، لكن في بعض الأحيان قد تتراكم وتحتقن مما يجعلها طاقة سلبية، لذا -أخي الكريم- أريدك أن تكون متفائلاً، أن تكون حسن التوقعات، ولا بد أن تبحث عن عمل، من هم في سنك أما أن تكون في مرفق دراسي جامعي أو تكون في محيط العمل.

قيمة الرجل في العمل، التأهيل النفسي والاجتماعي والسلوكي لا يكتسب إلا من خلال العمل أو الدراسة، وهذه المشكلة يجب أن تعالجها، ومهما ضاقت فرص العمل كن صابراً ومثابراً، وابحث هنا وهناك إلى أن يرزقك الله تعالى ما هو مكتوب لك، المهم هو أن تعمل.

النقطة الثانية: أن تستفيد من وقتك، وأن تكون إيجابياً في تواصلك الاجتماعي، وأن تحرص على الصلاة في وقتها، ويا حبذا لو تدارست القرآن حفظاً وتدبراً وعملاً، أنت لديك فائض في الوقت فيجب أن تستفيد منه، ممارسة رياضة المشي أو الجري يومياً لمدة ساعة هذا أيضاً يجعل طاقاتك إيجابية ويحفزها ويخرجك إن شاء الله تعالى مما أنت فيه.

أما بالنسبة للدواء أبشرك، نعم الدواء موجود وعقار زوالفت والذي يسمى سيرترالين هو الأمثل في حالتك ولا يتطلب وصفة طبية في معظم الدول، تبدأ بجرعة 25 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 مليجرام، تتناولها لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة أي 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً أي 100 مليجرام وهذه الجرعة العلاجية في حالتك، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك انتقل إلى جرعة الوقاية وهي حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم انقص الجرعة لتحضر نفسك للتوقف عن الدواء بأن تجعل الجرعة نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك أخي الكريم، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً