الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوجت من أرمل، وطيف زوجته السابقة لا يفارقه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تطلقت وعانيت في زواجي الأول، بعد ذلك تقدم لخطبتي رجل أرمل رفضته في البداية خوفًا من مسؤولية الأطفال، وأن أقصر في حقهم، وخوفًا من بقاء هذا الرجل حبيسًا لذكرى المرحومة، ثم وافقت على أساس أنه إنسان صالح، وحتى أكسب الأجر في أولاده، وكان شرطه الاهتمام بأولاده، وشرطي أن يخاف الله فيّ ولا يؤذيني، وأن يكون الزوج الحنون، وتنازلت عن عدة أمور.

تمت الخطبة بسرعة، وكان يعدني ويجعلني أحلم أنه سيمنحني الحب والحنان وحسن المعاملة، وبعد الزواج بأيام وجدته شخصًا آخر، لا يستطيع النظر في وجهي، وحزين، ويتهرب مني، رجل جامد بدون إحساس، أصبت بالصدمة من نفوره، كان يتحجج بحزنه على زوجته، ولكن مع مرور الأيام وسماعي للأحاديث الخارجية عن معاملته وحنانه مع زوجته السابقة، وأنا على العكس، وبسبب ضغوط تربية الأطفال مع الوضع الجديد بالنسبة لي، وتأثير حبوب منع الحمل، ونفوره الدائم، كنت أتضايق وأبكي وألومه.

مارست عليه نوعًا من الضغط بأن يمنحني الحنان والحب، ويعاملني كزوجة؛ لأنني كنت أحس أنني خادمة فقط، وكنت في فترة صعبة، لدرجة أحسست أني لست أنا، حدثت بيننا خلافات بسيطة حول هذا، ولا أنكر أنني أخطأت في حقه عدة مرات، وقمت بالمقارنة بيني وبين زوجته الأولى في طريقة معاملته لها، وهو كذلك، وطلب مني الصبر ومنح الوقت لعلاقتنا.

في مدة تقارب أربعة أشهر زواج ودون سابق إنذار، ولا سبب مقنع غير أني لا أناسبه، لم يتقبلني، حتى أنه لم يعط لي سببًا واضحًا، مع أنه يقول أنني أحمل صفات وأخلاق حميدة، وأنني إنسانة طيبة، واهتممت بأولاده جيدًا، وأحببتهم كأنهم قطعة من روحي، وأحببته هو وأطعته وقمت بحقوقه.

أفيدوني، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nazo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أختنا الكريمة: نحن نتفهم طبيعة الزواج للرجل وطبيعته كذلك للمرأة، ونتفهم دخول زوجة على أهل بيت زوجها، وطبيعة تلك النفسية، والحمد لله أن هذا التخوف أيضًا كان عندك منذ البداية، فقد وافقت وأنت تعلمين تمامًا أنك أمام امتحان عقباته كثيرة، ولكن يبدو أنك أملت كثيرًا في كلام الخاطب، دون أن تنتبهي أن كلام الخاطب دائمًا مدفوع بالأمانى لا الوقائع، والأحلام لا الحقائق، فهو كان صادقًا معك عند الخطبة كما هو صادق مع نفسه اليوم.

ثانيًا: الاعتراف بالخطأ ميزة وفضيلة، وقد اعترفت -أختنا- أنك مارست عليه نوعًا من الضغط، وأنك أخطأت في حقه أكثر من مرة، وهذا يدل على إنصافك كما لا يبرؤ الرجل لكنا نحدثك أنت لا هو.

ثالثًا: من شدة تأثرك -أختنا- نسيت أن تكتبي هو طلقك أم لا؟ (وفي مدة تقارب أربعة أشهر زواج ودون سابق إنذار ولا سبب مقنع غير أني لا أناسبه، لم يتقبلني حتى أنه لم يعطني سببًا واضحًا) فإن كان طلقك الطلقة الأولى -لا قدر الله-، أو أنه أجلسك عند أهلك حتى تهدأ الأوضاع، وهذا ما نرجوه، فإننا نقدم لك النصائح التالية:

1- التواصل المباشر معه، والاعتراف بالخطأ من غير تورية، والوعد بأن هذا سيتغير وفق آلية معينة تذكرينها له.

2- إن كانت له علاقة مع أحد من محارمك فلا حرج أن يتحدث معه، فإن الوسيط الآمن يستطيع أن يزيل الالتباس ويقرب وجهات النظر.

3- التواصل مع أولاده وعدم الانقطاع عنهم أو عن طلباتهم ديانة لله عز وجل أولاً فهم أيتام، ثم فيه كذلك ترقيق لقلبه.

4- دعاء الله تعالى أن يهديه وأن يصلحه، وأن يرده إليك سالمًا غانمًا.

5- احذري أن تذكريه بسوء إذا ما حدثت جلسات عرفية، أو تدخل بعض الناس للإصلاح، فإن هذا أدعى إلى إعلاء مكانتك عنده، لا سيما وقد ذكرت أنه مادح لك.

هذا ما نوصيك به، ونسأل الله أن يصلحه وأن يهديه وأن يردك إليه عاجلا غير آجل، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً