الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    4 - باب ما جاء في الأرض وسكانها

                                                                                                                                                                    [ 5586 ] قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار قال: " قلت لكعب: ما يمسك هذه الأرض التي نحن عليها ؟ قال: أمر الله. قال: قلت: قد علمت أن أمر الله الذي يمسكها، فما أمر الله ذلك ؟ قال: شجرة خضراء في يد ملك، الملك قائم على ظهر الحوت، الحوت منطوي والسموات من تحت العرش. قال: قلت: فما ساكن [ ص: 166 ] الأرض الثانية ؟ قال: الريح العقيم لما أراد الله أن يهلك عادا أوحى إلى خزنتها أن افتحوا منها بابا، قالوا: ربنا، مثل منخر الثور ؟ قال: إذا تكفأ الأرض بمن عليها. قال: فجعل مثل موضع الخاتم. قال: قلت: فمن ساكن الأرض الثالثة ؟ قال: حجارة جهنم. قال: قلت: فمن ساكن الأرض الرابعة ؟ قال: كبريت جهنم. قلت: وإن لها لكبريتا ؟ ! قال: إي والذي نفسي بيده، وبحار مرة لو طرحت فيها الجبال لتفتتت من حرها. قال: قلت: فمن ساكن الخامسة ؟ قال: حيات جهنم. قال: قلت: وإن لها لحيات ؟ ! قال: إي والذي نفسي بيده أمثال الأودية. قال: قلت: فمن ساكن الأرض السادسة ؟ قال: عقارب جهنم. قالت: وإن لها لعقارب ؟ قال: إي والذي نفسي بيده أمثال الفلك - قال أبو زكريا: يعني: الجمال - وإن لها أذنابا مثل الرماح، وإن إحداهن لتلقي الكافر فتلسعه اللسعة فيتناثر لحمه على قدميه. قال: قلت: فما ساكن الأرض السابعة ؟ قال: تلك سجين فيها إبليس موثق استعدت عليه الملائكة فحبسه الله فيها يدا أمامه ويدا خلفه، ورجلا أمامه ورجلا خلفه، وتأتيه جنوده بالأخبار مكلبة، وله زمان يرسل فيه ".

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية