[ 5788 ] وقال : ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المقرئ، ثنا ، عن المسعودي عن القاسم، - رضي الله عنه - قال: " حذيفة لما كانت ليلة الأحزاب أصاب الناس جهد شديد وأصابهم من البرد ما لم يصبهم مثله قط، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم قال: من يقوم إلي الآن فيعلم لنا خبر القوم بيض الله وجهه يوم القيامة ؟ قال: فوالله ما استطاع رجل منهم أن يقوم لما بهم من الشدة، ثم صلى ما شاء الله أن يصلي ثم قال: من يقوم لي الآن فيعلم لنا خبر القوم جعله الله معي في الجنة ؟ قال: فوالله ما استطاع أحد منهم أن يقوم مما هم فيه من الشدة. ثم قال: يا فلان، قم. قال: والذي أنزل عليك الكتاب لا أقوم إليك الآن. ثم قم. قال حذيفة، فأردت أن أحلف كما حلف صاحبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنكم لحلف. قال: فقمت إليه، فقال لي: انطلق فاعلم لنا خبر القوم، ولا تحدثن شيئا حتى ترجع إلي. حذيفة: قال قال: يا فدعا لي أن يحفظني الله من بين يدي ومن خلفي حتى أرجع إليه، فانطلقت وبيني وبينهم سبخة نشاشة فلم أنشب أن [ ص: 255 ] قطعتها فإذا هم في أمر عظيم وإذا أبو سفيان يصطلي على نار لهم من البرد وإذا نويرة لهم تضيء أحيانا وتخبت أحيانا، فإذا أضاءت رأيت من حولها، فقلت: ما أنتظر بهذا ؟ ! عدو الله قد رأيت مكانه، فأخذت سهما من كنانتي فوضعته على كبد القوس ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تحدثن شيئا حتى ترجع إلي. ثم ذكرت حتى استثبته فقلت: ما أنتظر بهذا ؟ ! عدو الله قد رأيت مكانه فأخذت سهما من كنانتي فوضعته على كبد القوس فأردت أن أنزع ) ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تحدثن شيئا حتى ترجع إلي. فألقيته في الكنانة، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما هم فيه، فجعل يحمد الله - عز وجل - فلما أصبحوا أرسل الله عليهم الريح، وذكر هذه الآية: ( حذيفة: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود ) ... ) إلى قوله: ( وزلزلوا زلزالا شديدا ) ).
رواه وغيره. أبو بكر بن أبي شيبة
تقدم هذا الحديث في غزوة الخندق وقريظة.