الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 5908 ] وقال أبو يعلى الموصلي : ثنا زهير ، ثنا البهلول بن مرزوق السامي، ثنا موسى بن عبيدة ، حدثني صدقة بن يسار وعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: " نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى في وسط أيام التشريق في حجة الوداع ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قال: فعرف أنه الوداع فأمر راحلته القصواء فرحلت له، ثم ركب فوقف بالناس بالعقبة، ثم اجتمع إليه ما شاء الله من المسلمين فحمد الله - عز وجل - وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: أما بعد، أيها الناس، فإن كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وأول دمائكم أضع دم إياس بن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، وإن أول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب ، أيها الناس، إن الزمان قد استدار وهو اليوم كهيئته يوم خلق السموات والأرض، وعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم: ( ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) ( إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله ) فيحلون صفرا عاما، ويحرمون المحرم عاما ويحرمون الصفر عاما، ويحلون المحرم عاما، فذلك النسيء الذي قال ربكم، يا أيها الناس، من كانت عنده وديعة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، يا أيها الناس، إن الشيطان قد أيس أن يعبد ببلادكم آخر الزمان وقد يرض منكم بمحقرات الأعمال، أيها الناس، إن النساء عندكم عوان، أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن [ ص: 308 ] بكلمة الله، لكم عليهن حق، ولهن عليكم حق، ومرجعكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يعصينكم في معروف، فإذا فعلن ذلك فليس لكم عليهن سبيل، ورزقهن وكسوتهن بالمعروف فإن ضربتموهن فاضربوهن ضربا غير مبرح، أيها الناس، اسمعوا مني تعيشوا لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا ما طابت به نفسه، أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله فاعتصموا به، يا أيها الناس، أي يوم هذا؟ قالوا: هذا يوم حرام. قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: هذا بلد حرام. قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم، حرام كحرمة هذا اليوم في هذا البلد، وهذا الشهر، ألا ليبلغ شاهدكم غائبكم، ولا أمة بعدكم. ثم رفع يديه قال: اللهم إني قد بلغت".

                                                                                                                                                                    ورواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وعنه أبو يعلى، وتقدم لفظه في الحج في باب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية