فصل
قال : " وينبغي لطالب العلم أن يكون تعلمه وللعالم أن يكون تعليمه لوجه الله - تعالى جده - لا يريد به المتعلم أن يكتسب بما يتعلمه مالا ، أو يزداد به في الناس جاها ، أو على أقرانه استعلاء ولأضداده إقماء ، ولا يريد العالم بتعليمه أن يكثر الآخذون عنه ، وإذا أحصوا وجدوا أكثر من الآخذين عن غيره ، ولا أن يكون علمه أظهر في الناس من علم غيره ، بل يريد العالم أداء الأمانة بنشر ما حصل عنده ، وإحياء معالم الدين وصيانتها عن أن يدرس كما روي عن رضي الله عنه أنه قال : [ ص: 268 ] أبي هريرة وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) . " لولا آية في كتاب الله لما حدثتكم " ثم قرأ : (
ويريد المتعلم عبادة الله عز وجل ، بطلب علم الدين ليتوصل بما يتعلمه إلى العمل بما يرضي الله عنه ، وأن يكثر العلماء ، فيكون ذلك أحوط للعلم ، وأحرى لبقائه إن انقرض أحدهم ، وبالله التوفيق " .