[ 186 ] أخبرنا أخبرنا أبو علي الروذباري ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي بالبصرة إملاء ، حدثنا أبو داود هو السجستاني ، حدثنا محمد بن يزيد الأعور قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام جالسا مع ، عمر بن الخطاب ، فقلت : يا رسول الله ، حديث وعلي بن أبي طالب وحديث الصادق المصدوق ، أريد حديث القدر ، قال : أنا والله الذي لا إله إلا هو حدثته به ، - فأعادها ثلاثا غفر الله عبد الله بن مسعود للأعمش - كما حدث به غفر الله لمن حدث به قبل ، وغفر الله لمن حدث به بعد الأعمش " [ ص: 363 ] الأعمش
قال البيهقي رحمه الله : " وفي الحديث دلالة على أن الاعتبار بما يختم عليه عمله ، وإنه إنما يختم بما سبق كتابه ، وفي ذلك كله دلالة على أن ومما دل عليه قوله عز وجل : ( الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، وأن أعمال عباده مخلوقة له مكتسبة للعباد ، والله خلقكم وما تعملون ) وما يعمله ابن آدم ليس هو الصنم ، وإنما هو حركاته واكتساباته ، وقد حكم بأنه خلقنا وخلق ما نعمله ، وهو حركاتنا واكتساباتنا .
وقال : ( الله خالق كل شيء ) وقال : ( خلق السماوات والأرض وما بينهما ) وأفعال الخلق بينهما ، ولا يتناول ذلك شيئا من صفات ذاته ؛ لأن صفات ذاته ليست بأغيار له ، فلا يتناولها كما لا يتناول ذاته ، وقال : ( هل من خالق غير الله ) .
كما قال : ( من إله غير الله ) .
فكما لا إله إلا هو كذلك لا خالق إلا هو ، وقال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ، كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) .
وهذه الآية كما هي حجة في الهداية ، والإضلال فهي حجة في خلق الهداية والضلال ؛ لأنه قال : " يشرح " و " يجعل " ، وذلك يوجب الفعل والخلق ، والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " .
وعن عن النبي صلى الله عليه وسلم : حذيفة بن اليمان ، . " إن الله خالق كل صانع وصنعته "