[ 261 ] أخبرنا حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ، فذكره " [ ص: 424 ] أبو معاوية
فهذا فيما بين كل نبي وقومه ، فأما كل واحد من القوم على الانفراد فالشاهد عليه صحيفة عمله ، وكاتباها فإنه قد أخبر في الدنيا بأن عليه ملكين موكلين يحفظان أعماله وينسخانها ، فأما إخبار الله عز وجل عن شهادة الجوارح على أهلها بقوله تعالى : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) .
وقوله : ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ، ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ) .
( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا : أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) .
وقوله ( اليوم نختم على أفواههم ، وتكلمنا أيديهم ، وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) " .
وروينا في الحديث الثابت ، عن قال : أنس بن مالك كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : " أتدرون مما أضحك ؟ قال : قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " من مخاطبة العبد ربه . بقوله : يا رب ، ألم تجرني من الظلم ؟ قال : فيقول : بلى . قال : فيقول : إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني . قال : فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا . قال : فيختم على فيه ، ويقال لأركانه : انطقي . قال : فتنطق بأعماله . قال : ثم يخلى بينه وبين الكلام ، فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل " .