[ 5396 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو نصر بن قتادة ، حدثنا [ حدثنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي ، حدثنا أحمد بن سلمة ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ] ، قال : دعاني بقية بن الوليد ، إلى طعام له ، فأتيته ، فجلس هكذا ، وضع رجله [ ص: 516 ] اليسرى تحت أليتيه ، ونصب رجله اليمنى ، ووضع مرفق يده عليها ، قال : ثم قال : يا أبا محمد! تعرف هذه الجلسة ؟ قلت : لا ، قال : " هذه جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إبراهيم بن أدهم قال : فلما أكلنا ، قلت لرفيقه : أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته ، قال : نعم ، كنا يوما صياما ، فلما كان الليل ، لم يكن لنا شيء نفطر عليه ، قال : فلما أصبحنا ، قلت له : يا أبا إسحاق! هل لك أن تأتي باب الرستن ؟ فنكري أنفسنا مع هؤلاء الحصادين ؟ قال : وذاك ؟ قال : فأتينا باب الرستن ، فجاء رجل ، فأكراني بدرهم ، قال : قلت : صاحبي ، قال : صاحبك لا حاجة لي في صاحبك ، أراه ضعيفا ، قال : فما زلت به حتى اكتراه بأربعة دوانيق ، قال : فحصدنا يومنا ذلك ، فأخذت كرائي ، فأتيت السوق ، فاشتريت حاجتي ، وتصدقت بالباقي ، فهيأته ، وقربته إليه ، قال : فلما نظر إلي بكى ، قلت : ما يبكيك ؟ قال : أما نحن فقد استوفينا أجورنا ، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا ؟ قال : فقضيت ، قال : ما يقضيك ؟ أتضمن لي ألا وفينا صاحبنا ، أم لا ؟ قال : فأخذت الطعام ، فتصدقت به ، فهذا أشد شيء ، مر بي منذ صحبته . يجلس جلسة العبيد ، ويأكل أكل العبيد ، خذوا باسم الله ،