فصل في زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على شدائد الدنيا
وذلك لأن الله تعالى كان قد اختار له ذلك ووصاه به ، فقال تعالى : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) .
وروي عنه بمعنى ما :
[ 1377 ] أخبرنا حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، إسماعيل بن أحمد التاجر ، أخبرنا حدثنا أبو يعلى ، حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا عمر بن يونس ، حدثني عكرمة بن عمار ، حدثني أبو زميل سماك الحنفي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : عمر بن الخطاب " قلت : يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذلك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار ، وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك . ابن الخطاب ؟
فقال : " يا أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا " . قلت : بلى . ابن الخطاب اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه ، فذكر الحديث إلى أن قال : فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مضطجع على حصير ، فجلست فإذا عليه إزاره ، وليس عليه غيره ، وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 48 ] فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة ، وإذا أفيق معلق ، قال : فابتدرت عيناي فقال : " ما يبكيك يا
رواه في الصحيح ، عن مسلم . زهير بن حرب