الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 8538 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو حامد بن بلال ، حدثنا أبو الأزهر ، حدثنا محمد بن بشر ، عن مسعر - ح

[ ص: 276 ]

وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو الحسين علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي ، حدثنا الفريابي يعني جعفر بن محمد ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، عن مسعر ، عن أبي العنبس ، عن أبي العدبس ، عن أبي مرزوق ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا ، فقمت إليه ، فقال : " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم ، يعظم بعضهم بعضا " قال : فكان [ ص: 277 ] إذا اشتهينا أن يدعو لنا . فقال : " اللهم اغفر لنا وارحمنا ، وارض عنا وتقبل منا ، وأدخلنا الجنة ، ونجنا من النار ، وأصلح لنا شأننا كله ، فكأنا اشتهينا أن يزيدنا قال : قد جمعت لكم الأمور " .

وروينا عن معاوية ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار " .

قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله في معنى هذا : هو أن يأمرهم بذلك ، ولكرمه إياهم على مذهب الكبر والنخوة ، وقوله : " يمثل " معناه : يقوم وينتصب بين يديه ، قال : وفي حديث سعد دلالة على أن قيام المتعلم للعالم مستحب غير مكروه .

قلت : وهذا القيام يكون على وجه البر والإكرام كما كان قيام الأنصار لسعد ، [ ص: 278 ] وقيام طلحة لكعب بن مالك ، ولا ينبغي للذي يقام له أن يريد ذلك من صاحبه ، حتى إن لم يفعل حنق عليه أو شكاه أو عاتبه .

التالي السابق


الخدمات العلمية