الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الثالث

إحصاء أسماء الله الحسنى والعلم بها أصل العلم بكل معلوم ، فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقا له - تعالى - أو أمرا ، والعلم إما علم بما كونه ، أو علم بما شرعه ، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى ، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه ، فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى ، ولهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد ، والرأفة والرحمة بهم ، والإحسان إليهم بتكميلهم بما أمرهم به ونهاهم عنه ، فأمره كله مصلحة ، وحكمة ورحمة ، ولطف وإحسان ، إذ مصدره أسماؤه الحسنى ، وفعله كله لا يخرج عن العدل والحكمة والمصلحة والرحمة ، إذ مصدره أسماؤه الحسنى أيضا ، فلا تفاوت في خلقه ولا عبث ، ولم يخلق خلقه باطلا ولا سدى ولا عبثا ، فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم ، فمن أحصاها كما ينبغي للمخلوق ، دخل الجنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية